مع اكتشاف حالات إصابة جديدة ومتزايدة بكوفيد-19 في الصين، يواجه أكثر من 108 ملايين شخص مجددا إجراءات إغلاق مشددة في شمال شرقي البلاد، بحسب تقرير لـ بلومبيرغ. ففي خطوة مفاجئة، قررت عدة مدن في محافظة جيلين وقف حركة القطارات والحافلات وأغلقت المدارس وعزلت عشرات آلاف الناس، ما تسبب في حالة فزع ورعب لدى السكان الذين ظنوا ان أسوأ أزمة وباء يمرون بها قد انتهت."أمر محبط" وتقول فان باي، التي تعمل في شركة تجارية في شنيانغ المجاورة لمقاطعة لياونينغ التي تواجه أيضا قيودا مجددا، إن الناس "يشعرون بمزيد من الحذر مرة أخرى.. الأطفال يرتدون أقنعة، فيما يتجول عاملو الرعاية الصحية بملابس واقية.. إنه أمر محبط". واكتشفت السلطات مؤخرا عشرات الحالات بهذه المناطق وهي لا تنتشر بذات السرعة التي انتشرت بها في ووهان بؤرة المرض سابقا في الصين، لكن رد فعل السلطات القوي يعكس تخوفها من موجة ثانية تكبد الاقتصاد خسارات فادحة، وكذلك يوضح مدى هشاشة القرار الذي تمت بموجبه إعادة فتح الاعمال، حسب التقرير.إجراءات أكثر تشددا وقالت حكومة شولان، وهي مدينة في جيلين، يوم الاثنين، إنها ستفرض إجراءات أكثر صرامة لاحتواء الفيروس. فسيتم إغلاق المجمعات السكنية ذات الحالات المؤكدة أو المشتبه فيها، مع السماح لشخص واحد فقط من كل عائلة بالمغادرة لشراء الضروريات لمدة ساعتين كل يومين. بعض السكان ألغوا رحلات مخططة إلى جيلين خشية التعرض لحجر مدته ثلاثة أسابيع عند العودة. فيما قررت مطاعم استضافة شخصين في آن، كحد أقصى لكل طاولة. وهي قيود تم تخفيفها منذ أسابيع قبل إعادة فرضها مجددا. كما تم وقف خدمات التوصيل وحظرت الأدوية المضادة للحمى في المتاجر خشية إخفاء أعراض المرض."عادوا من روسيا" وقد امتدت هذه الإجراءات حتى لمناطق مجاورة لم يتم فيها كشف أي حالات جديدة رسميا. وبعد مواجهة انتقادات عالمية لاستجابتها المتأخرة لتفشي الفيروس في ووهان، تتخذ الحكومة الصينية خطوات واضحة لوقف انتشار الفيروس في الشمال الشرقي من البلاد. ولا يعرف مسؤولو الصحة الصينيون بعد، كيف بدأت الحالات الجديدة في الظهور، لكنهم يشتبهون في أن مصدرها مصابون عادوا مؤخرا من روسيا، التي تعاني من حالات تفش تعتبر من الأسوأ والأوسع في أوروبا.