في وقت كان الحزن يخيم على جامع الإمام الصادق فور وقوع العمل الإرهابي، كانت تكبيرات وتهليلات أعضاء خلية "أسود الجزيرة" تملأ السجن المركزي مما أوقعهم في شر أعمالهم وكشف الخيط الأول لخلية التفجير. وبحسب ما ذكرته مصادر أمنية لـ"الجريدة" فإن تلك التكبيرات والتهليلات التي تزامنت مع وقوع الانفجار كشفت عن ارتباط أصحابها بالخلية التي نفذت التفجير الآثم، لتبدأ الأجهزة الأمنية فوراً ملاحقتها للمشتبه فيهم الذين تربطهم علاقة بـ"أسود الجزيرة". وأضافت المصادر أن مالك المركبة المدعو جراح نمر مجبل (بدون) تلقى اتصالاً من شقيقه (فلاح) المقيم في سورية، والذي انتشرت له صور مع رؤوس مقطعة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طلب منه مساعدة عبدالرحمن صباح عيدان (بدون)، مبينة أن عيدان كان يفترض به تنفيذ العملية الإرهابية، غير أنه تراجع بحجة أن "إيمانه لم يكتمل"، وعلى أثر ذلك طُلِب منه جلب حزام ناسف من منطقة النويصيب من شخص مجهول، وتركيب البطاريات لتفعيل الجهاز، إضافة إلى توصيل الانتحاري فهد سليمان القباع (سعودي)، الذي دخل البلاد فجر الجمعة، من أحد الفنادق إلى مسجد الصادق. وبينت أنه جارٍ البحث من قِبل مباحث أمن الدولة عن 4 كويتيين آخرين من ضمن الخلية كان لهم دور لوجستي وميداني في العملية. وفجر هذا الإنجاز الأمني الذي تحقق أمس بسرعة الكشف عن الملابسات والاعلان عنها بشفافية، مفاجأة أخرى، بعد أن تبين أن صاحب المنزل الذي كان مختبئاً فيه سائق المركبة كويتي يدعى فهد شخير، وأنه كان محكوماً عليه بالسجن في قضية خلية "أسود الجزيرة" عام 2005. على صعيد متصل، لاقت سرعة القبض على الجناة وكشفهم ترحيباً وإشادة من نواب الأمة بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ورجاله، معتبرين أن كشف خيوط الجريمة بهذه السرعة عزز ثقة الناس بأجهزة الأمن.
مشاركة :