مسؤولون: إيران تواصل المراوغة وتحاول التملص من تعهداتها في المحادثات النووية

  • 6/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لمح مسؤولون غربيون اليوم الأحد إلى أن إيران تتراجع عن اتفاق نووي مؤقت أبرم مع القوى الدولية قبل ثلاثة أشهر فيما قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون إن المحادثات بشأن التوصل لاتفاق نووي نهائي ستستمر لما بعد الموعد النهائي المحدد في 30 يونيو حزيران. والتوصل لاتفاق سينهي أكثر من 12 عاما من المواجهة النووية بين إيران والغرب وسيفتح الباب لتعليق العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. كما قد تساعد أيضا على تخفيف العزلة الدبلوماسية على إيران. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لدى وصوله فيينا إن الخلافات الكبرى لا تزال قائمة بما في ذلك بشأن المعايير التي جرى الاتفاق عليها بالفعل في أبريل نيسان في مدينة لوزان السويسرية. وأبلغ هاموند الصحفيين لدى وصوله إلى فيينا "هناك عدد من النقاط المختلفة التي ما زال لدينا بشأنها تفسيرات مختلفة حول ما اتفقنا عليه في اتفاق الاطار في لوزان." وأضاف "يجب أن يكون هناك نوع من التنازلات إذا ما أردنا انجاز هذا خلال الأيام القليلة المقبلة." وتابع أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وأن "عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيء." واتفق مسؤولون غربيون آخرون مع تصريحات هاموند قائلين إن بعض الأمثلة على التراجع تضمنت آليات مراقبة التزام إيران بالقيود المقترحة على أنشطة نووية. وقال دبلوماسي غربي طالبا عدم نشر اسمه "يبدو الأمر وكأننا لم نتقدم بشأن القضايا الفنية بل وكاننا تراجعنا في بعضها." وعزا مسؤول غربي آخر التراجع فيما يبدو إلى خطاب ألقاه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الاسبوع الماضي استبعد فيه تجميد الأنشطة النووية الحساسة في البلاد لفترة طويلة. وقال دبلوماسي غربي لرويترز مستشهدا بتقييم حكومي مخابراتي داخلي لخطاب خامنئي "خطابه الأسبوع الماضي يبدو وكأنه يستهدف تقييد مرونة (المفاوضين النوويين) في المرحلة الأخيرة من المحادثات كما فعل في مراحل مهمة على مدى العامين الماضيين." لكنه أضاف أن ميل خامنئي لإصدار تعليمات مبهمة "قد يترك للمفاوضين بعض المساحة المحدودة للتحرك ولإيجاد حلول مبتكرة قد تساعد على إنهاء العملية الدبلوماسية." ونقطتا الخلاف الرئيسيتان هي وتيرة وتوقيت تخفيف العقوبات على إيران مقابل تحركاتها للحد من برنامجها النووي وطبيعة آليات التفتيش لضمان ألا تخل إيران بأي التزام ضمن الاتفاق. ويريد المفاوضون الأمريكيون والأوروبيون أيضا ضمان وجود آلية لإعادة فرض عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إذا فشلت طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب أي اتفاق في المستقبل. ظريف يعود لطهران من أجل مشاورات أبلغ وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير الصحفيين أن إيران وعدت بالوفاء بالالتزامات التي قطعتها خلال شهر أبريل نيسان. وقال للصحفيين "أبلغنا بأن إيران ملتزمة بمعايير لوزان وهذا ما سنقيم الجانب الإيراني على أساسه." وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي أكبر صالحي إن إيران ملتزمة باتفاق لوزان. ونسبت إليه وكالة تسنيم للأنباء القول اليوم الأحد "إذا ظل الطرف الآخر أيضا ملتزما باتفاق لوزان وتفادى المطالب المفرطة فان الاتفاق النهائي سيكون سهل المنال." وقال مسؤول أمريكي تحدث للصحفيين شريطة عدم ذكر إن واشنطن لا يزعجها قرار ظريف بالعودة إلى طهران الليلة قائلا إنه من المتوقع دائما أن يأتي الوزراء إلى فيينا ويغادرونها مع احتدام المحادثات النووية. وقال مسؤول أمريكي كبير "ظريف أبلغ وزير (الخارجية جون كيري) أمس بأنه سيعود لإيران لزيارة قصيرة." وذكرت وسائل إعلام إيرانية بأن ظريف سيعود الاثنين. وقال مسؤول إيراني لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن ظريف "سيتشاور مع القيادة" بشأن المحادثات في فيينا حيث ما زالت هناك عدة نقاط عالقة. وغادر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي وصل فيينا أمس السبت إلى نيويورك اليوم ومن المتوقع أن يعود قريبا. واجتمع كيري وظريف أكثر من مرة خلال اليومين الماضيين. كما اجتمع كيري أيضا اليوم مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في فيينا إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ونواب وزراء من روسيا والصين. وعقد ظريف أيضا اجتماعات ثنائية مع أعضاء آخرين من مجموعة الدول الست. وتخشى الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية من أن تكون إيران تحاول تطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية لكن طهران تقول إن برنامجها النووي أغراضه سلمية بحتة. وفي نوفمبر تشرين الثاني حددت الدول السبع المشتركة في المحادثات مهلة في أواخر مارس آذار للتوصل لاتفاق إطار أبرموه في نهاية المطاف يوم الثاني من أبريل نيسان. وحددت الدول مهلة 30 يونيو حزيران للتوصل لاتفاق شامل. وأبدى لي بوادونج نائب وزير خارجية الصين تفاؤلا أكبر بشأن وضع المحادثات قائلا إن إيران والقوى الست على بعد خطوات من "الخط النهائي لماراثون المحادثات النووية الإيرانية." لكنه أضاف بأن لا تزال هناك العديد من القضايا "الصعبة للغاية" التي يتعين حلها." وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اجتماع حكومته في القدس إنه يتم تقديم تنازلات أكثر مما ينبغي لطهران. وقال نتنياهو "نرى أمام أعيننا تراجعا صارخا عن الخطوط الحمراء التي وضعتها القوى العالمية بنفسها في الآونة الأخيرة وبشكل علني." وتابع قوله "ليس هناك ما يدعو إلى الإسراع في التوقيع على هذا الاتفاق السيء والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم."

مشاركة :