منسوجات تاريخية نادرة وتحف فنية فاخرة

  • 5/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقتني متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ضمن كنوزه التاريخية والحضارية، منسوجات وتصاميم تروي حكاية أناس أبدعوا في تصميم الأزياء والملابس التي اشتهرت تجارتها واتسعت، وصولاً إلى العديد من دول العالم في الشرق والغرب، ما جعلها مصدراً من مصادر نقل الثقافة الإسلامية، ورافداً من روافد الاقتصاد آنذاك. وأحد تلك التصاميم التي يزخر بها المتحف، رداء إسلامي يعود إلى القرنين السابع والثامن الهجريين، الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وقد استخدم في نسجه وزخرفته وتصميمه خيوط من حرير لامباس وخيوط الذهب، فيما يعتقد أن صناعته تمت في إيران أو آسيا الوسطى، ويبلغ طوله 131 سم. ويعتبر هذا الرداء من القطع النادرة التي بقيت حتى الآن من تلك الحقبة، ويمتاز بحياكته ذات التقنية المعقّدة، والمعروفة باسم حياكة لامباس، حيث تظهر تصاميمه البسيطة المحتواة داخل دوائر، صلة وثيقة بالأقمشة الشرق آسيوية. وقد شكلت صناعة الأقمشة في بدايات العهد الإسلامي، دعماً اقتصادياً مهماً للعالم الإسلامي، وبسبب الدور المتغيّر الذي شهدته على مختلف الصعد الاجتماعية، والثقافية، والدينية في حياة الأمم الإسلامية، فإن المنسوجات الفاخرة الشهيرة لم تكن مطلوبة في الداخل وحسب، بل امتدّت تجارتها نحو الشرق والغرب أيضاً. ورغم الغزو المغولي الذي أدى إلى احتلال بغداد في القرن السابع الهجري، وأنهى حكم العباسيين، فإن صناعة المنسوجات الإسلامية حافظت على مكانتها، وتحوّلت إلى قطاع داعم للاقتصاد المغولي. وهناك أيضاً قميص يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، ويبلغ طوله مفروداً بالكامل 100 سم، فيما يصل عرضه مفروداً إلى 90 سم، ويعود أصله إلى العهد العثماني. وتتضمن زخارفه المنسوجة بطريقة رائعة، مربعات تتألف من أحرف وأرقام يُعتقد أن لها طاقات ومعاني خاصة، ودوائر تحتوي آيات من القرآن الكريم، وأسماء الله الحسنى، والصفات الشريفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. وطلاسم معظمها ينتهي باسم «الخزرجي»، وهي على الجهة الداخلية من الظهر، أما على مقربة من مكان القلب تقريباً، فتظهر كتابة تفيد بأن هذا القميص سوف يحمي من يرتديه في المعارك من الجراح التي تتسبّب بها السهام، والسيوف والرماح، وفي السلم والسفر يقي من شر الجن والإنس. ويقال إن مثل هذه القمصان كانت تصنع في شبه الجزيرة العربية والعراق أيضاً، إبان العهد العثماني، وهي تمثل معتقدات شعبية غير مرتبطة بالتعاليم الدينية، وقد أدانت المراجع الدينية هذه المعتقدات.

مشاركة :