أكد اقتصاديون أن الذكرى الثالثة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولياً للعهد، تحمل في طياتها إنجازات ونجاحات كبيرة في اقتصاد أحد أهم دول العالم، تؤكدها المؤشرات الاقتصادية ومسيرة نمو تحققت خلال وقت قصير بخطوات جادة يسير بها الوطن وأبناؤه تجاه مستقبل أكثر نماء وازدهارا، مشيرين إلى أهم تلك الإنجازات خلال الثلاثة الأعوام الماضية التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 لإكمال مسيرة الوطن وتحقيق رفاهية المواطن.تمكين المرأة في مختلف قطاعات العملقال المستشار الاقتصادي وهيب الحلواني إن ذكرى بيعة ولي العهد تعكس رؤية نجحت في جعل الشعب صاحب رؤية مستقبلية يسعى إليها ويضحي من أجلها، إذ كانت أولى الخطى العظيمة نقل تصور الرؤية إلى المجتمع بأطيافه المختلفة مما خلق شعورا موحدا بأهميتها، إذ إن الجميع يشعر بأهمية النظرة المستقبلية للدولة، وتهيئ المجتمع اقتصاديا وتنظيما وإداريا وتقنيا للأجيال القادمة.وأضاف إن التغير الاجتماعي بدأ بدعم دور المرأة وتمكينها في بناء المجتمع، إذ يرتبط عمل المرأة بما تحرص المملكة على توفيره لأبنائها من فرص التنمية، وزيادة رخاء المواطن وتوفير سبل الحياة السعيدة لهم. وتابع: إن المرأة تعدُّ للوطن أبناءه، وتزوده بالكفاءات المتخصصة والعاملة في مختلف الميادين.وفيما يتعلق بالدفاع أكد أن المملكة أصبحت من أحدث وأقوى عشرة جيوش في العالم، وعمدت إلى توطين الصناعة العسكرية وتوفير مليارات الريالات، وهذا يعني تشغيل المواطنين في وظائف على درجة عالية من التقنية وعمدت لذلك بتنفيذ (308) مبادرات لتطوير وزارة الدفاع يتم فيها إعادة هيكلة وزارة الدفاع.وقال: «في الصناعة تستهدف السعودية الوصول في العام 2030 إلى نسبة 33 ٪ من مساهمة القطاع الصناعي للناتج المحلي ولتحقيق ذلك تم تطوير الكثير من الأنظمة والقوانين الخاصة بالصناعة مما يدعم بقوة المستثمر المحلي والأجنبي خصوصا وأن الدولة تتوجه في استراتيجيتها للصناعات عالية التقنية والثقيلة كما سعت إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودعمها بعدد من الصناديق والجهات».وتابع: في الطاقة المملكة تمتلك مقومات قوية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتطمح لأن تكون قطاعاً منافساً في مجال الطاقة المتجددّة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع مستوى الاستهلاك المحلي للطاقة ثلاثة أضعاف بحلول عام (1452هـ – 2030م). لذلك نستهدف إضافة (9.5) جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى الإنتاج المحلّي بحلول العام (1445هـ – 2023م) كمرحلة أولى.خطط إستراتيجية لتحقيق نقلة نوعيةأشار الباحث الاقتصادي حسن الزهراني إلى الخطط الاستراتيجية التي تبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإدارة التغيير في تطوير الأداء في قطاعات الدولة، إذ تم إنشاء عدة برامج ومن أهمها برنامج التحول الوطني الذي بدوره نقل القطاع الحكومي إلى مراحل متقدمة في استخدام التقنيات الحديثة لتقديم الخدمات العامة والعمل بشكل متسارع لحوكمة القطاع الحكومي والتي تهدف بشكل رئيسي لتطبييق تقديم الخدمات الحكومية عن طريق استخدام البرامج الإلكترونية والتطبيقات.وأضاف: في عام ٢٠١٧ دعم ولي العهد قطاع الصناعات التحويلية في إنشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وهي الكيان الوطني الجديد في قطاع الصناعات العسكرية، ويتوقع أن تبلغ مساهمة الشركة المباشرة في إجمالي الناتج المحلي للمملكة أكثر من 14 مليار ريال، ستخصص الشركة نحو 6 مليارات ريال للاستثمار في عمليات البحث والتطوير وتوفير فرص عمل لأكثر من ٤٠.٠٠٠ وظيفة، وذلك سوف يسهم في زيادة المحتوى المحلي من المنتجات والخدمات العسكرية والاكتفاء الذاتي في المستقبل ويدعم النمو الاقتصادي بشكل عام. وأوضح أن ذكرى بيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تربطنا بما تحقق من إنجازات ونقلة نوعية في القطاعات الحكومية وفي توسع الاستثمار والمشاريع العملاقة الصناعية والسياحية وخدمات النقل وتطور الموانء والمطارات والإجراءات الإدارية والتقنية.استثمارات صناعية لسد الاحتياجات المحليةأكد أستاذ التسويق والاقتصاد السلوكي بجامعة الملك عبدالعزيز د. ثامر باعظيم أن المملكة خلال الثلاث السنوات الماضية تشهد حراكا اقتصاديا وقامت بالكثير من القفزات الاقتصادية وأولت أهمية كبرى للتنمية الصناعية قدمت من خلالها جميع وسائل الدعم والتشجيع، ونتيجة لذلك فقد خطت الصناعة خطوات كبيرة وتمثل ذلك بصورة أساسية في التطور الذي شهدته الاستثمارات الصناعية ساهم في توظيف ملايين المواطنين، وتعمل لاكتشاف مواردها الطبيعية ولديها الإمكانيات فهي رابع دول العالم في احتياطي الذهب، ومن أكبر الدول من ناحية الاحتياطي المالي وتمتلك الخطط اللازمة لسد الفجوات وتصدي الأزمات وهي جاهزة بنجاح بدليل مواجهتها وخبرتها خلال أزمة كورونا الحالية.وأشار إلى أن الجميع لمس تلك الجهود العظيمة والحزم للمساعدات الاقتصادية للسوق المحلي والمنشآت والمصانع جعلت المملكة من أحسن بيئات العالم للاستثمار في أكثر الأزمنة صعوبة من خلال تعاملها مع أزمة كورونا، مبينا أن ذكرى بيعة ولي العهد يحتفي بها الوطن بحب وأمن وإنجاز وعطاء في مجالات الحياة ونحن نرى عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تسير بمرونة متخطية كافة الأزمات الاقتصادية العالمية.تغييرات طموحة تعزز التنميةأفادت مستشار التنمية والاقتصاد رنا زمعي بأن في ذكرى البيعة لا يسعنا إلا أن نعود بالوراء ونتذكر تقليد سمو ولي العهد هذه المسؤولية وكيف كانت نظرة العالم المتفائلة والطموحة لروح الشباب التي بعثها ولي العهد -حفظه الله- بين الصفوف، مؤكدة أن اليوم تشهد المملكة زخما من التطورات والأحلام التي تحققت في وقت قياسي وتغييرات إدارية طموحة قفزت بنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.وأضافت إن ما يلمسه الشعب من تقدير وفخر بولي عهدنا هو نتيجة امتنان لمن دعم وجعل تنفيذ الرؤية واجبا عليه قبل أن يكون علينا، وهو الذي أدرك بحكمة وبصيرة أن تمكين المملكة بتاريخها العريق وأرضها المقدسة وثقافتها العريقة ليكون لها مستقبل واعد يجب أن يبدأ ويأتي من قائد ذي يدٍ عليا، مجددة البيعة متطلعة بكل همّة لمزيد من الإمكانيات التي ستظهر على يد هذا القائد الطموح.
مشاركة :