ركزت ردود الفعل الأوروبية تجاه أزمة المهاجرين في البحر البيض المتوسط، على إنقاذ الأرواح، فلا يمر أسبوع إلا ويتم إنقاذ آلاف اللاجئين الأفريقيين والآسيويين، وأولئك القادمين من الشرق الأوسط عبر القوارب الأوروبية. وهذه نتيجة مرحب بها للجهود البشرية التي دفعت قادة الاتحاد الأوروبي في أبريل الماضي، وبعد سلسلة المآسي التي حصلت في البحر، إلى اتخاذ بعض التدابير. إلا أنه سيكون من الخطر افتراض أنه تمت معالجة المشكلة الأعمق، فقد تعاملت أوروبا مع أعراض الهجرة، وليس مع الأسباب الجذرية، وإريتريا تعتبر مثالاً واضحاً على ذلك. وتعتبر تلك الدولة الأفريقية، التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، إحدى أكبر مصادر المهاجرين الذين يقومون بالرحلات ذات المخاطر العالية بالتوجه إلى السودان، ومن ثم إلى ليبيا، قبل أن يحطوا على البحر متجهين نحو شواطئ أوروبا. وقررت أوروبا أخيراً إرسال حزمة مساعدات جديدة للتنمية، تقدر بنحو 300 مليون يورو. وقد لا تكون هناك حلول سهلة بالنسبة إلى الوضع المحلي في إريتريا، ولكن الحد الأدنى المتوقع من أوروبا، هو إدراك بعض الحقائق، مثل أن إريتريا دولة شمولية، لا يبحث لاجئوها عن العمل فحسب، بل يفرون من رعب حقيقي.
مشاركة :