كورونا يتسلل إلى مستشفى الزاهر بمكة ويخطف الممرض الحسيني

  • 5/18/2020
  • 23:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توحد السعوديون في وداعهم للممرض خالد الحسيني، الأمر الذي وصفه شقيقه الصيدلاني حسين الحسيني لـ»مكة» بأنه كان خير عزاء لهم، ولا سيما مع تعزية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، ونائبه بدر بن سلطان لهم.حسين قال إن شقيقه فني التمريض خالد، البالغ من العمر 43 عاما، يعمل في هذا المجال منذ 14 عاما، بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، وإنه كان يحب عمله كثيرا، وهو متزوج ولديه طفل واحد عمره 7 سنوات، وترتيبه الثاني بين ثلاثة إخوة وأخت واحدة، وإنه شعر بضيق تنفس وارتفاع في درجة الحرارة في الأسبوع الأخير من شعبان الماضي، فعزل نفسه مباشرة داخل منزله حتى ظهور نتيجة العينة الإيجابية بإصابته بفيروس كورونا، ودخل المستشفى قبل رمضان بيومين، وسرعان ما جرت إحالته للعناية المركزة ووضع على جهاز التنفس الاصطناعي وكان طيلة وجوده فيها يتواصل مع أهله يوميا، ولكن الأحد الماضي اتصل بشقيقه وزوجته وأخبرهما بأنه متعب جدا، وفي ظهر اليوم التالي تواصل المستشفى مع شقيقه وطلبوا منه الحضور للتوقيع على إجراء قسطرة وريدية لخالد، يومها تسلم شقيقه كل متعلقاته الشخصية، وأخذت حالته تسوء تدريجيا، ولم يكن قادرا حتى على الحديث هاتفيا، حتى وافته المنية أمس.وأضاف حسين بأن شقيقه لم يكن مدخنا، ولم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة على حد علمه، ولكن بعد دخوله المستشفى فوجئوا بأنه يعاني من السكري في مراحله الأولى، ولم يكن هو أو أهله يعلمون ذلك، وهذا مؤشر على أن هذا الفيروس يمكنه أن يكون خطرا جدا ومهددا للحياة حتى وإن كان الشخص شابا وقويا.وأكد أنه رغم قلق شقيقه من تعرضه للعدوى عندما بدأ المستشفى الذي يعمل به استقبال مصابين بالفيروس، إلا أن ذلك لم يثنه عن أداء واجبه في خدمة المرضى بأفضل طريقة، مستعينا بتوكله على الله وفخره بخدمة المرضى ووطنه في هذه الأزمة.ابن عمه هاشم الحسيني قال إن خالد كان خدوما مع المراجعين وخاصة عندما كان يعمل في قسم النفسية وبعدها في قسم السكري، وكان يتمتع بخفة الظل، والبشاشة لا تفارق محياه، وكان يتحمل المنومين من كبار السن ويداعبهم بطريقته المعهودة، وهذا مما حبب الناس فيه لطريقة التعامل والحلم الكبير الذي يتمتع به، وكان متبرعا بخدمة إيصال الدواء إلى البيوت لبعض المرضى وأحيانا بعض المنومين يطلبون منه جلب أشياء لهم من أطعمة وغيرها، وكان لا يتردد في خدمتهم حينما لا يتعارض ذلك مع صحتهم، وكان يحب العمل المسائي مما جعله راسخا في ذهن بعض المراجعين لأنه كان مجتهدا في عمله حتى إنه لا يحضر بعض المناسبات لتعارضها مع عمله، وهذا الخلق اكتسبه من والده، رحمة الله عليه، والذي كان يعمل مديرا لأحد المراكز الصحية في الجموم، حيث اكتسب شهرة واسعة في مكة بصفة عامة.

مشاركة :