معارك عنيفة بين المقاومــة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالــح في تعز

  • 6/29/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

حصدت المعارك المتواصلة في تعز جنوب اليمن بين المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مزيداً من القتلى، بينما شهدت عدن قصفاً من قبل الحوثيين لميناء الزيوت ما تسبب في اندلاع حرائق بخزانات للوقود. وقتل سبعة من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع وأصيب 16 آخرون، كما قتل أحد رجال المقاومة وأصيب 20 خلال المواجهات التي دارت في أحياء الزنوج والأربعين بتعز. وأكدت مصادر طبية مقتل يمني برصاص قناصة وإصابة 26 من المدنيين في القصف العشوائي الذي استهدف أحياء في المدينة. وفي شبوة، قتل وأصيب عدد من الأشخاص في مواجهات مسلحة بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي وقوات صالح في مديرية حَبّان. وأكدت مصادر أن المقاومة الشعبية تمكنت من صد محاولة تسلل للحوثيين وقوات صالح لاستعادة السيطرة على جبل قرن السوداء الاستراتيجي بمديرية حَبّان. كما شنت هجوماً على ميليشيا الحوثي وقوات صالح في موقعي الضِلعَة والحَصاة بعد وصول تعزيزات إليها، حيث تمكنت من التقدم إلى أطراف منطقة النَقَبة. وكان المسلحون الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع قصفوا ميناء الزيوت في البُرَيْـقة، بعدن، وهو الميناء الوحيد الذي تسيطر عليه المقاومة الشعبية في عدن. وأسفر القصف عن مقتل القائم بأعمال المدير التنفيذي لمصافي عدن، وإصابة ثلاثة عمال، واحتراق خزانات الوقود في الميناء. وحذّر أهالي المنطقة من كارثة بيئية وصحية عقب ظهور حالات اختناق جراء الأدخنة المنبعثة من الحرائق. وقد باءت محاولات إخماد حرائق خزانات ميناء الزيت في البريقة بمدينة عدن بالفشل بسبب الرياح. وأطلق سكان عدن نداء استغاثة، مطالبين بضرورة التدخل العاجل للطيران لإخمادها بعد أن خرج الأمر عن السيطرة، محذرين من انتقال النيران باتجاه خزانات جديدة وشبكة الأنابيب، ما يعني أن ألسنة النيران قد تلتهم كل المنشأة في حال لم تتم محاصرتها. وأظهر قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح ميناء الزيت بالبريقة نيات المتمردين في إجبار سفن الإغاثة على التوجه إلى الموانئ التي يسيطرون عليها في الحديدة والمخا، بهدف وضع يدهم على مواد الإغاثة الإنسانية المرسلة وتوزيعها بالطريقة التي يرونها مناسبة. وتسعى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لتضييق الخناق على الموالين للشرعية اليمنية في المحافظات المنتفضة ضد انقلابهم. ويعد استغلال مواد الإغاثة واحتكار توزيعها جزءاً لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية. وميناء الزيت بالبريقة قرب عدن هو الميناء الوحيد لاستقبال المساعدات الإنسانية، ويضم خزانات الغاز والبترول، ولذلك استهدفه الحوثيون لمنع سفن إغاثة من الرسو فيه. وأصدر الحوثيون تحذيرات صوتية لسفينة إغاثة، وبعد ابتعاد السفينة عن الميناء، تم استهدافه من الميليشيات بصورة مكثفة، ما تسبب في حريق كبير في خزانات الوقود. والحادثة ليست الأولى، فقد سبق للمتمردين الحوثيين أن سيطروا على أعداد من قوافل الإغاثة التي كانت في طريقها إلى بعض المحافظات الجنوبية، وغيروا وجهتها إلى مستودعات أعدوها مسبقاً لتوزيعها على ميليشياتهم. في الأثناء، أفاد قيادي في المقاومة الشعبية اليمنية، الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي أمس، بأن المقاومة أعدت آلاف المقاتلين لطرد مسلحي الحوثي من محافظة تعز وسط البلاد. وذكر القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، أن المقاومة تواصل هذه الأيام تدريب آلاف المقاتلين الشباب الذين قدموا إلى مدينة تعز عاصمة المحافظة من مديريات عدة فيها. وأضاف أنه يتم تدريبهم على استخدام مختلف أنواع الأسلحة لتتم إضافتهم إلى المقاومة الشعبية خلال الفترة القليلة المقبلة، من أجل سرعة الحسم في المحافظة ودحر الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح. وأشار إلى أن معظم المقاتلين من فئة الشباب الذين لا تزيد أعمارهم على 30 عاماً وفيهم عسكريون من الجيش الموالي لشرعية الرئيس هادي والرافض للوجود الحوثي في المحافظة. وبين أن المقاومة تلقت طلبات كثيرة من قبل العديد من المواطنين من أجل السماح لهم بالالتحاق بصفوفها لقتال الحوثيين إلا أن الإمكانات حالت دون استيعاب الكم الهائل منهم. وحول دعم هؤلاء المقاتلين، أشار القيادي في المقاومة الشعبية إلى أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تدعم المقاومة بأنواع من الأسلحة بالإضافة إلى تلقي المقاومة دعماً مالياً من قبل يمنيين رافضين للوجود الحوثي المسلح في المحافظة. وفي ما يتعلق بخطة حسم المعركة في مدينة تعز، قال القيادي في المقاومة الشعبية اليمنية إنه سيتم في البداية تأمين الطريق التي تربط المدينة بمنطقة المخاء القريبة من الممر البحري الدولي باب المندب، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى عن طريق تطهير طرق أخرى تربط المدينة بمحافظات أخرى من أجل قطع الإمدادات للحوثيين، والاستمرار في تأمين مختلف الطرق والأحياء في المحافظة حتى يتم التحرير النهائي. وحول الخسائر البشرية التي تعرضت لها المقاومة الشعبية منذ بداية المواجهات مع مسلحي الحوثي، أفاد المصدر بأن خسائر المقاومة الشعبية قليلة مقارنة بخسائر الحوثيين الذين قتلوا منهم المئات، إضافة إلى إصابة أعداد كبيرة منهم. وفي ما يتعلق بالجانب الإنساني في تعز أردف المصدر، قائلاً إن المدينة تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، متهماً الحوثيين بفرض حصار عليها ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الأساسية للمواطنين، إضافة إلى انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية مثل الغاز المنزلي والوقود والكهرباء وارتفاع أسعار المياه.

مشاركة :