عادل خالد: علم الدولة هون على مصارعة الموت في أعالي البحار

  • 6/29/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إنجاز «أبوظبي للمحيطات» تحقق بعد مشقة لا يحتملها البشر أفخر بالمشاركة في هذه الملحمة وأتمنى قيادة فريق إماراتي في الأوليمبياد تفادينا حيتان عملاقة وحاويات «ضائعة».. والنجاة من الصدام بالقارب الأميركي لحظة فارقة قدمنا تضحيات ضخمة ونسيت طعم الأكل «الطبيعي» ومتعة الخلود للنوم معتز الشامي (جوتنبرج) هو شاب إماراتي، وهب نفسه لحياة البحر، وسباقات القوارب، حتى تم اختياره من بين 120 شابا إماراتيا، قبل 5 أعوام ليكون ضمن طاقم فريق أبوظبي للمحيطات، الذي ضم نخبة البحارة في العالم وخيرة قائدي الدفة على متن القارب «عزام»، ليمنحه القدر فرصة أن يسطر اسمه بأحرف من ذهب، ويكتب لبلاده إنجازه دونه التاريخ ليصبح واحداً ممن ربطوا اسم الإمارات وأبوظبي بملحمة تاريخية حين فاز مع فريقه أبوظبي للمحيطات بلقب فولفو المحيطات. لم يكن الأمر بالنسبة لعادل خالد عادياً وليس مجرد حلم داعبه صغيراً إنما كان تحدياً سيطر منذ اليوم الأول لبدء سباق هذا الموسم على عقول وقلوب فريق العمل الذي خطط وسهر وخصص كل ما يحتاج إليه الفريق حتى يتحقق الإنجاز. لم يتردد عادل خالد ولم يتوان عن رفع علم الدولة في كل ميناء يرسو فيه «عزام» وفريق أبوظبي خلال مشواره الشاق والطويل في سباقات فولفو للمحيطات، ليثبت أن ما حققه الفريق من انتصار في كل ميناء كان يقابله دعاية وترويج لقدرة بلاده على كسب التحديات. «الاتحاد» اقتربت من أول إماراتي يبحر في دهاليز أعالي البحار ويشق أمواجه العاتية ويجرب تحدي لياليه التي لم تخل من الخوف والرعب ليحقق إنجازاً غير مسبوق. وعن كل تلك التحديات التي عاشها أكد عادل خالد أن ما تحقق كان جهدا طويلا لفريق عمل متكامل، متمثل في هيئة أبوظبي للسياحة، بالإضافة لزملائه في القارب عزام، وقال: «اشكر جميع متابعي فريق أبوظبي لسباقات المحيطات، وأهدى الفوز لصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي». وتابع: «أشعر بالسعادة لأنني نجحت في تشريف اسم الإمارات، وتمثيل الدولة في سباق عالمي مدته 9 أشهر، هو شرف كبير سأظل احكي عنه لأبنائي وأحفادي ما حييت، لأنني كنت أحلم وأنا صغير بتمثيل الإمارات في سباق المحيطات، كما سبق أن مثلت الدولة في سباقات الشراع في الأولمبياد وقد تحققت سعادتي بإنجاز الفوز ببطولة عالمية بهذا الحجم». وعن أبرز الصعوبات التي واجهته خلال الرحلة الطويلة قال: «مرت علينا صعوبات ضخمة خلال مشوار السباق الصعب، سواء من حيث الأجواء البحرية التي كانت صعبة للغاية، وما يرتبط بها من تحديات لا يحتملها البشر العاديون دون تدريب مستمر ومكثف، وهو شعور لا يوصف ويكفي أننا كنا نمر بطقس صعب للغاية في كل سباق ندخله، من حيث درجات الحرارة التي كانت تصل لما دون الصفر في بعض الفترات، وفي فترات أخرى ترتفع حتى الـ 40 أو الـ 45 درجة مئوية في أحيان كثيرة، بخلاف أمواج عاتية في المحيطات التي عبرناها كانت ترتفع لأكثر من 10 أمتار، بل كنا نرى حيتان ضخمة أمامنا في البحر وكان من الممكن أن نضربها بمقدمة القارب وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الفريق لولا ستر الله، وأحيانا كنا نقترب من حاويات عملاقة سقطت من بعض السفن التي تعبر المحيط، وهي أمور لا تظهر في الرادار وكان يمكن أيضا أن نرتطم بها أو أن نتعرض لأي مكروه آخر». وتابع: «أتذكر في إحدى السباقات عندما خرجنا من أميركا إلى عرض المحيط خلال انتشار الضباب الكثيف، كدنا أن نشق قارب الفريق الأميركي الذي ظهر أمامنا فجأة دون أن يلتقطه الرادار ولكن استطعنا أن نمر بجواره بعد أن حولنا الدفة سريعا، وقد كتب الله لنا النجاة من مواقف صعبة ومهلكة خلال سباق شاق يستمر في 9 أشهر للموسم، رأيت خلاله الموت كثيراً بأم عيني، وتعرضت لاختبارات نفسية وبدنية شاقة ومرهقة، وما كان يهون علي كل ذلك إيماني بالله وتمسكي بتحقيق إنجاز للدولة، فكان يكفيني التأمل في علم الإمارات الذي كان يزين القارب، حتى استعيد تركيزي وعزيمتي لاستكمال المشوار الصعب». وأضاف: «وفقنا للفوز بلقب السباق ولقب اسرع قارب حيث قطعنا اسرع سباق في 24 ساعة خلال 550 ميل بحري وهو أبرز إنجازات حققناها كفريق أبوظبي لسباق المحيطات». وعن سر تمكسه بخوض تلك المغامرات التي قد يهرب منها غيره لاسيما أنه يمكث في البحر والمحيط لفترات طويلة قد تزيد عن الـ 20 يوماً في الرحلة الواحدة قال: «احب التحديات دائما وقد قررت أن استمر في هذا التحدي بعد أن شرفت بالانضمام لفريق أبوظبي، وفي كل مرة أمر خلالها بلحظات صعبة في رحلات بحرية طويلة أتعرض فيها لمواقف مخيفة أو صعبة على النفس، كنت افكر في ضرورة الصبر حتى أعود بإنجاز وأرفع علم الدولة عاليا، لذلك كانت ألوان العلم تدفعني لمزيد من التحدي خلال الرحلات الشاقة، لأنني كنت أشعر بأن بلدي بكبرها وثقلها، كلها تقف خلفي وتنتظر مني الإنجاز، فكنت أنسى سريعا كل ما أمر به من صعوبات ومواقف قد تجعل آخرين لا يستطيعون أن يكملوا المسيرة، لذلك أنا فخور بأن أكون بحاراً شرف بلده ورفع اسمها وعلمها عالياً خفاقاً، وأتمنى أن يكون هناك جيل من بلدي يمثل الإمارات في سباقات البحر والمحيطات والشراع». وعن حلمه للمستقبل قال: «أحلم بأن يكون لدينا فريق متكامل يمثلنا في سباقات المحيطات وفي سباقات رياضة البحر في الأوليمبياد، نحن لدينا دعم كبير من المسؤولين وشيوخنا يحبون السباقات البحرية، ونحن نحلم بالوصول للعالمية في هذا المجال وقد تحقق ذلك بالفعل، والأمر يحتاج للحفاظ على هذا النهج، وأن نسعى لنشر ثقافة الانضمام لفرق سباقات البحر والرياضات البحرية». وتابع: «هناك دول ثانية تعلم الأطفال في عمر صغيرة على لعبة الشراع والإبحار والقوارب، لكن نحن مرتبطون بالفعل بالثقافة والعادات والتقاليد». وكشف عادل خالد جانبا من الصعوبات التي مرت عليه في طريقه لمنصة التتويج العالمية قائلاً: «يكفي ذكر أننا لا نأكل مثل البشر الطبيعين ويكون ذلك لمدة طويلة، ويكفي أننا نبحر لمدة 9 أشهر ونطوف بحار ومحيطات العالم، مررنا في مراحل متعبة في البحر وكانت نقطة البداية نحو مدينة كيب تاون قطعنا خلالها المسافة داخل المحيط في 23 يوما، وكان العمل مستمر حيث كنت أنام ساعتين فقط في اليوم وفي بعض الأيام كنت أضر لعدم النوم لفترات تصل إلى 48 ساعة لدرجة نسيت معها المعني الحقيق للخلود للنوم، بسبب ظروف الطقس السيئ والأمواج المرتفعة التي لا تجعل أحداً يستطيع أن يغفو من شدة القلق والتحفز خوفا من التعرض لمكروه في أي لحظة، وهو ما يصعب على أي إنسان أن يستمر في القيادة للدفة لفترات طويلة، ومن اتجاه لاتجاه كنا نضطر لتغيير الشراع من مكان لآخر، وأيضا باقي المعدات في القارب يتم نقلها، أما الأكل فيكون كله مجفف، ولا أحد يطيق أن يستمر لفترات تصل إلى 25 يوما وهو يأكل وجبات جافة، يقتلك في معظم الأحيان الشعور بالجوع أو الرغبة في الأكل، ومن الصعب تقبلها إلا بعد فترة من الاعتياد على هذا الأمر، ورغم ذلك كل هذا التعب زال بمجرد أن رفعت علم بلدي فور تحقيق الإنجاز». حلم القيادة وعن تولي الدفة في فريق أبوظبي قال: «عندما تكون قائداً لدفة الفريق يكون لديك طموح وأحلام، فأنا أحلم بأن أكون قائداً لفريق متكامل إماراتي، لقد كان الاختيار ممتازاً، وفي مكانته وجميع الداعمين حققوا لنا الكثير، نستطيع القول إن العمل الجماعي كان السر خلف هذا الإنجاز».

مشاركة :