قال الدكتور محمد حمزة الحسيني، الخبير الاقتصادي، إن العالم الآن في حالة ركود عالمي لم يشهده منذ أكثر من 100 عام بسبب عدم وجود لقاح لفيروس كورونا المستجد حتى الوقت الحالي، مشيرًا إلى أننا حاليًا في مرحلة الانكماش الاقتصادي العالمي بنسبة 3%، موضحًا أن النمو الاقتصادي العالمي سيتراجع بنسبة 11% على مدى العام الجاري، وهذا الأمر ينذر بكارثة شديدة لم يشهدها العالم منذ عام 1936. وأضاف "الحسيني"، خلال مداخلة هاتفية بفضائية "النيل للأخبار"، أن الكساد الذي حدث في عام 2008 كان شيئًا بسيطًا مقارنة مما سيشهده العالم خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الاقتصاد العالمي أمام تحدٍ حقيقي في الوقت الحالي بسبب فيروس كورونا المستجد؛ وهناك عوامل عديدة سترسم ملامح الاقتصاد في الفترة من منتصف مايو الجاري حتى منتصف أكتوبر المقبل وتتمثل في أهمية قدرة العالم في السيطرة على الفيروس ومنع انتشاره وهذه أول نقطة سيتحدد بناء عليها ملامح الاقتصاد في الفترة المقبلة.وأوضح الخبير الاقتصادي، أن كل دولة ستسيطر على الفيروس ستحمي مواطنيها وبالتالي ستحمي قطاعاتها الداخلية، مشيرًا إلى أن التوقيت الذي ستستغرقه الدول والأنظمة على مستوى العالم في إنجاز ذلك الأمر سيُحد بدوره من حجم الخسائر الناجمة عن الوباء المتفشي، لافتًا إلى أنه كلما قللت الدول عامل الوقت في انتشار الفيروس فإن ذلك سيؤدي بدوره إلى توقف الخسائر في القطاعات المتضررة من الوباء.وأشار إلى أن الصين التي هي منبع انتشار الفيروس في العالم أجمع؛ الأضرار الناجمة عن الفيروس فيها أثرت بشكل بالغ على حجم الإنتاج وحركة السوق وقوة العالم؛ موضحًا أن الصين لكي تعادل الموضوع قامت بحزمة إجراءات ووضعت سياسات اقتصادية محكمة وأغلقت البلاد؛ فضلًا عن إغلاق حركة المواطنين حتى تنتهي الأزمة؛ وبالفعل سيطرت الصين على بعض القطاعات ولكن تضررت قطاعات كبيرة لديهم والتي بدورها أغلقت سلاسل الإمداد لكل دول العالم وهنا كانت الكارثة الحقيقية، لافتًا إلى أن العالم يدفع ضريبة خطأه لأنه "استسهل في جعل سلاسل الإمداد كلها مربوطة بدولة واحدة في العالم وهي الصين".
مشاركة :