أبوظبي: رانيا الغزاوي«أصبت بفيروس كورونا نتيجة تجاهلي لإجراءات الوقاية والتعقيم والتباعد الجسدي، وتدهورت صحتي وكدت أفقد حياتي. كما تسببت بنقل العدوى لزوجتي واثنين من أبنائي. أوصيكم إخوتي وأخواتي بالالتزام، فحماية العائلة والمجتمع مسؤولية كل فرد منا».هكذا بدأ حيدر شبير، البالغ من العمر 60 عاماً حديثه، وهو أحد الذين شفوا من فيروس «كورونا»، بعد تلقيه العلاج بالخلايا الجذعية، في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، ويعمل مديراً مالياً في إحدى الشركات الخاصة؛ حيث أصيب، عبر عمله والتعامل الورقي مع الموظفين. كما أنه لم يكن يتخذ الإجراءات الوقائية المناسبة، بارتداء الكمامة والقفازت، ولم يحرص على التعقيم. وعلى الرغم من أنه لم يكن يعاني أمراضاً مزمنة، فإن تدخين الشيشة كان له تأثيرات سلبية في رئتيه وتنفسه، خلال مرضه.ورفع حيدر أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على توجيهاته بعلاج الحالات الحرجة بالخلايا الجذعية مجاناً، مشيداً بكرمه، وأنه شعر بما قاله سموّه: «لا تشلون هم». لافتاً إلى أنه مدين بحياته لدولة الإمارات وقيادتها، على الرعاية الصحية المتميزة التي تلقاها.وعن تفاصيل مرضه، أوضح: إنه في بداية إبريل/نيسان الماضي، بدأت الأعراض تظهر عليه؛ حيث ارتفعت حرارته، وذهب إلى أحد المراكز الطبية الذي شخصه بأنه مصاب بإنفلونزا عادية، وأعطي أدوية لها. لكن حالته لم تتحسن؛ حيث كانت الأزمة تزداد وحرارته ترتفع فوق 39 درجة. فأراد أن يطمئن إلى حالته، في ظل انتشار «كورونا»، فتوجه إلى أحد مراكز المسح من المركبة في أبوظبي، وأجري له الفحص، فتأكدت إصابته بالفيروس. وعلى الفور اتصل به الإسعاف، ونقل إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية، لتلقي العلاج؛ حيث أثرت الإصابة في شهيته، وأدت إلى نقص الأكسجين في رئتيه؛ حيث كانت تصيبه نوبات ضيق تنفس، وأظهرت صور الأشعة، وجود التهابات في الرئة، فوضع في العناية المركزة.وأضاف: «خلال وجودي في العناية المركزة، تواصل فريق مركز أبوظبي للعلاج بالخلايا الجذعية، مع الأطباء بالمدينة وأبلغوهم أنهم يرغبون في تجربة علاج جديد بالخلايا قد يفيد في التحسن. فوافقت على تجربة العلاج؛ لأنني كنت في حالة إعياء شديدة. وبناء على ذلك في اليوم التالي، أخذت عينة دم واستخلاص الخلايا، وأعطيت لي جرعة من العلاج، عبر إدخاله إلى الرئتين، باستنشاقه بوساطة رذاذ ناعم، في عملية لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة. وبدأت أشعر بتحسن سريع. وبعد 10 أيام من العلاج، أعيد الفحص الذي أظهرت نتيجته أنه سلبي، ولا أحمل الفيروس. وأعيد بعد يومين أيضاً وكانت النتيجة نفسها. وبناء على ذلك غادرت المستشفى، وبقيت في الحجر المنزلي 14 يوماً. وبعد ذلك طلب مني المركز أخذ عينة للدم بعد الشفاء لاستكمال البحث».وتابع «إصابتي بـ«كورونا» من أكثر الأوقات العصيبة في حياتي، فقد شعرت أنني سأفقدها، وأنا في العناية المركزة، وخصوصاً في ظل ما يتردد عن الفيروس وتأثيراته السلبية».وأوضح: إنه فوجئ بأن زوجته انتقلت لها العدوى، وكانت خلال وجوده في المستشفى تخضع للعلاج أيضاً. كما أن العدوى انتقلت لاثنين من أبنائه، بحسب الفحوص، لكن لحسن حظهم لم يصابوا بأية أعراض وبقوا في المنزل. ولم يكن يعلم بهذه التفاصيل؛ حيث أخفي الأمر عنه، خوفاً على نفسيته، لما كان يمر به محنة. لافتاً إلى أنه لو كان على علم بما أصاب زوجته وابنيه، لازدادت حاله سوءاً، ولشعر بالذنب، كونه المسؤول عن نقل العدوى.وطالب شبير الجميع، بعدم الاستهانة بالفيروس، وضرورة أخذ التدابير الوقائية والتعقيم؛ لأنها تساهم بشكل مؤكد في الوقاية. كما طالب بالابتعاد عن التدخين الذي يقلل المناعة؛ حيث قرر بعد هذه التجربة المرة، الانقطاع عنه تماماً.
مشاركة :