هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟.. العلماء يجيبون

  • 5/20/2020
  • 00:00
  • 143
  • 0
  • 0
news-picture

هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها، سؤال محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، واختلف فيه العلماء على أقوال نبرزها في التقرير التالي، وليلة القدر تعد إحدي ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفيها يُنزل الله مقادير الخلق إلى السماء الدنيا، فيُقدر الرزق ويُقضى الآجال، ويستجيب بها لدعاء عباده له -جل وعلا-، كما نزل بها القرآن الكريم، فهي ليلة مباركة وباقية إلى يوم القيامة.هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟اختلف العلماء - رحمهم الله - : فقال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: «طوى فراشه» صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله - تعالى - ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح» -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا يقولون: يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.وذكر بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة، وهذا أصدق كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.شاهد أيضًا: أعمال ليلة القدر 27 رمضان.. الإفتاء توصي بـ26 أمرا لاغتنامها فضائل ليلة القدر: ليلة يعمها الطمأنينة والسلام: قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن ليلة القدرليلة هادئة تعمها الطمأنينة والسلام، قال - تعالى-:« سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، وهي ليلة تشعر فيها بمعنونة كأنك في بحر من الأنوار.وأضاف «جمعة» عبر فيديو مسجل له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» أن من علامات ليلة القدر أن مناخها يكون معتدل فلا يوصف بحرارة ولا برودة، ومنها أن الله يمنع الكلاب من النباح، والحمير من النهيق، بالرغم من كثرة ذلك خاصة في الأرياف والمزارع.وتابع عضو هيئة كبار العلماء أننا نرى في صباح يومها  الشمس كأنها غائمة من كثرة الملائكة التي تصعد في السماء، وضوئها يكون خافتة، وحرارتها تكون خفيفة، والسماء كأنه فيها غمام شفاف.ولفت المفتي السابق أن علينا أن نفعل كل الأعمال الصالحة التي تقربنا من مولانا- عز وجل- فنقرأ القرآن ونكثر من الصلاة والتراويح والتهجد واخرج الصدقات وزكاة الفطر والمعونة بشكل عام للمحتاجين، وإزالة الشحناء والبغضاء والخصومات وبر الوالدين أحياء وأمواتا بفعل ما كانوا يحبون ووصل أقاربهم، وصلوا أرحامكم ولو عن طريق الهاتف. شاهد أيضًا: دعاء ليلة القدر 27 رمضان.. 7 صيغ مستحبة لا يعرفها كثيرونتتنزل فيها ملائكة مخصوصين: أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقًا، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن ليلة القدر من خصائص الأمة المحمدية، وهي ليلة خير من ألف شهر أي توازي في الأجر والثواب ما يقرب من 83 سنة من العمل الصالح،  كما أنها ليلة تتنزل فيها ملائكة مخصوصين بقيادة أمين الوحي جبريل - عليه السلام- فهي ليلة ذات احتفال خاص في الأرض وفي السماء، قال - تعالى-: « تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ  سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، ( سورة القدر: الآياتان 5،4).وأفاد «الهدهد» في حواره لـ « صدى البلد» أن النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان اجتهادًا جماعيًا، فجاء في الحديث الصحيح أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان أيقظ أهله أي: نساءه وشد المئزر وأحيا ليله.وبين  رئيس جامعة الأزهر سابقًا أن معنى هذا: كون الإجتهاد الجماعي في الطاعة على مستوى الأسرة يصلح الأسرة، فشد المئزر هو: الاجتهاد في الطاعة، كما أن الحديث يفهم منه أن من لم يقم الليل في العشر الأواخر يكون ليله ميت أي: ساقط من الثواب والأجر؛ إذ لا عمل للأموات، فهذا القيام حياة للأسرة وصلاح لها كلها؛ فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.وأشار إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  كان أجود الناس في رمضان، فإذا دخل العشر الأواخر منه كان كالريح المرسلة أي: كان أكثر جودا وسخاء وعطاء؛ فعلينا أن نكثر من الإنفاق في رمضان عامة وفي العشر الأواخر خاصة.وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية  أنه علينا الإكثار من البر بالوالدين وصلة الأرحام وعيادة المرضى ومواساة المحتاجين وعدم الهجر والسعي إلى الصلح، فالكل مغفور له في رمضان مادام قد قام بحق الله إلا ثلاثة: عاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن؛ فعلينا أن ننهي أي خصومة وأن نحرص على هذه الأعمال الصالحة، ونداوم على الصيام والصلاة والقيام وقراءة للقرآن والإحسان لكل من حولكم، ومن لايفعل ذلك فهو المحروم؛ فاحرصوا على الغنيمة تفوزوا بعظيم الجزاء.تغفر فيها الذنوب وتفتح أبواب السماء: نبه الدكتورغانم السعيد، عميد كلية الإعلام، والمشرف على المركز الإعلامي لجامعة الأزهر، أن رمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أنه الشهر الوحيد الذي ذكر باسمه في القرآن الكريم، فيجب على المسلم أن يصومه إيمانا واحتسابا لله رب العالمين، لقومه - صلى الله عليه وسلم - «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»، « رواه البخاري ومسلم».وأضاف «غانم» في حواره لـ « صدى البلد» أن شهر رمضان من منح الله – تعالى- وعطاياه لأمة محمد، قال – صلى الله عليه سلم- في الحديث الذي رواه الطبراني: « إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بها أبدا». وواصل المشرف العام على المركز الإعلامي بجامعة الأزهر أنه في شهر رمضان يزاد الأجر على الأعمال الصالحة خاصة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ومعني ذلك أنها تعدل ٨٣ سنة من العمل الصالح، كما أن الذنوب تغفر فيها.وألمح عميد كلية الإعلام بالأزهر أن ليلة القدر مكافأة ربانية لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- حيث خشي على أمته قلة العمل الصالح نظرًا لقصر أعمار أمته، والتي تتراوح ما بين 60 إلى٧٠ عامًا.وأشار إلى أن أفضل العبادات في رمضان المحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل والتهجد والتصدق، فكان رسول الله أجود ما يكون في رمضان، لافتًا: خاصة على من فرض عليهم هذا الوباء أن يظلوا في منازلهم من أصحاب العمالة غير المنتظمة، فينبغي لأهل العطايا أن يكثروا في هذا الشهر الفضيل من إخراج الصدقات ويمكنهم تعجيل الزكاة؛  فهذا كله من باب التكافل الاجتماعي.اقرأ أيضًا: ليلة القدر .. 18 سؤالا وجوابا .. علاماتها وفضلها ودعاؤها المستجابتوزع فيها الأرزاق والآجال: أكد الدكتور سعيد عامر، الأمين العام للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، أن الله – عز وجل- خص الأمة المحمدية بخصائص عظيمة وجليلة، والمتأمل في هذه الخصائص يجد العجب العجاب، وأمة المصطفي  – عليه الصلاة والسلام- عمرها قليل وعملها قليل، لكن الثواب عظيم عند الله – تعالى- فكان فضل الله – علينا عظيمًا في شهر رمضان والعشر الأواخر منه وفي ليلة القدر على وجه الخصوص.وأبان «سعيد» في فيديو له على صفحة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن ليلة القدر نزل فيها القرآن على لسان ملَك ذو قدر لرسول ذي قدر على أمة ذات قدر؛ فهذا من شرفها، قال – تعالى-: « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ..»، ( سورة البقرة: الآية 158)، وقال أيضًا: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، ( سورة القدر: الآية 1).ونوه الأمين العام للدعوة والإعلام الديني أن  ليلة القدر مباركة، فيها يقدر الله – عز وجل- ما يكون من الأقدار كل عام  للأحياء والأموات، الشقي والسعيد ،الصحيح والمريض، والغني والفقير؛ لذا يجب أن نلجأ إلى الله، قال – سبحانه وتعالى- «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»، ( سورة الدخان: الآية 4).وأكمل الأمين العام للدعوة والإعلام الديني أن العبادة إلى الله في هذه الليلة خير من عبادة إنسان لربه صياما وقيامًا في ألف شهر، وفيها أيضًا تتنزل الملائكة ، قال – تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ( سورة القدر: الآية 4)، مختتمًا: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرنا بتحريها في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان.

مشاركة :