"كوم الخادم" رواية تجسّد القرية المصرية وعوالمها | | صحيفة العرب

  • 5/20/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تصوّر رواية “كوم الخادم” للكاتب المصري عبدالعليم حريص عوالم خفية وتسلط الأضواء على تفاصيل منسية في إحدى القرى المصرية. استوحى حريص عنوان روايته، التي صدرت أخيرا عن دائرة الثقافة بالشارقة، من اسم قريته كما هو مسجَّل في الوثائق المصرية للآثار، وهي تُعرف حاليًا باسم قرية “الشيخ بركة” وتقع في محافظة سوهاج جنوب مصر. وجاء في تقديم الناقد عمر عبدالعزيز للرواية التي تقع في 160 صفحة “يتجشَّم السارد العليم مشقّة التوازي الإجرائي بين النص متعدد الأصوات والمنفسح على الملحمة، إلى التوليدات الحكائية الأقرب إلى السير-غيرية، والتي تنبجس من تضاعيف السرد كما لو أنها لقطات وامضة، قد تكتمل حينًا، وقد تتخلى عن مصائرها الدرامية أحايين أُخرى، تاركة أبطالها في درب المتاهة الوجودية، فاتحة الباب للتخييل المُشعْرن باللغة، وما تحتمله من مجاز المعنى والمبنى”. وبحسب عبدالعزيز، يسجل السارد حالة مكانية في إحدى قرى الصعيد المصري، وهي حالة “تنخلع من مكانها الوصفي المحدد، لتتمدَّد مفهوميًّا وواقعيًّا في جميع القرى المشمولة بتصاريف الواقع وثقافة الماوراء”. حيث يمكن القبض على المعنى الأشمل لما هو خفيٌّ في تواريخ الحضارة المصرية القديمة، المؤسَّسة على فقه الغيوب والماورائيات. ويرى الناقد أن الروائي “يتعاطى مع التجسيم رغمًا عن سيادة التجريد، فتفيض رمال الأرض وحجارتها وسهولها بكواشف ساطعة لكثيرة من الُّلقى الأثرية والنصوص السردية المُشخصة والمجردة في الوقت نفسه”. ويؤكد الروائي في نصه أن ما يظهر للعيان عمومًا لا يمثل عُشر الحقيقة التي تختفي في الأعماق وأسفل الأرض، وهو ما ينطبق على أغلب القرى في الصعيد، حيث تتوارى الحقيقة، ولا يظهر منها إلا مقدار ضئيل أمام أعين الناس. وبذلك “تصبح الحقيقة جزءًا من الأسطورة، والأسطورة بنتًا للحقيقة”. يذكر أن عبدالعليم حريص حاصل على شهادة الليسانس في الآداب العربية، يعمل بهيئة تحرير مجلة “الشارقة الثقافية”، ومستشارًا إعلاميًّا لمعهد “دراما بلا حدود” بألمانيا، وقد صدرت له أربع مجموعات شعرية.

مشاركة :