تحولت مناقشات تغريدات رئيس لجنة الانضباط المستقيل إبراهيم الربيش وأمين عام الاتحاد السعودي أحمد الخميس إلى معسكرين كلٌّ يدلو بدلوه مهاجما أو منافحا بالنظر لميوله، لكن المحصلة النهائية المؤسفة والتي أكدها الأمين العام في بيانه أنه دخل في عمل اللجنة بإصداره عقوبات إيقاف لعدد من المباريات المتفاوتة ضد لاعبي النصر عبدالغني ومحمد عيد والراهب، ثم مهاجم الهلال ناصر الشمراني بعد أيام معتمدا في جميعها على مقاطع فيديو لمشجعين، استحقاق العقوبة أمر، والآلية اتخذت في إقرارها أمر آخر، أتذكر أن اللجنة التي أرسلها الاتحاد الدولي (فيفا) قبل أشهر للتقصي طرحت أسئلة أهمها وجّه لرؤساء اللجان هو: "هل هناك من يتدخل في عملكم؟" على اعتبار أن اللجان مستقلة لا يحق للحكومة ولا لرئيس الاتحاد ولا أي مسؤول التدخل في عملها، وهذه الاستقلالية في لجان جميع الاتحادات في العالم ما جاء إقرارها من فراغ؛ بل لضمان تطبيقها اللوائح والأنظمة دون تأثير قد يضرّ بالمنافسة، ويحرم الأندية العدل في جميع لجانها خصوصا (الاحتراف، الانضباط، التحكيم . . .)، وفي حال تبين ل(الفيفا) تدخل في عمل لجنة الانضباط فإن عقوبات تنتظر الاتحاد بوقف أنشطته، ما فعله هؤلاء اللاعبون يستحق العقوبة؛ على الرغم من سوء التنظيم، والمسافة القصيرة التي تسمح لمشجع بالإساءة للاعب لفظا ثم الردّ عليه بتلك الطريقة غير اللائقة في أي مناسبة؛ فما بالك حين يحدث في ذلك العرس الكروي الكبير. سيطرت تغريدات الربيش على الساحة الرياضية، وكذلك ردود الأمين العام، غير أن اتحاد القدم الذي تم تشويهه، وكشف الكثير من الخفايا الخطيرة لا حضور يذكر لرئيسه أحمد عيد، الأندية التي تدفع الملايين، وتستقطب أبرز النجوم المحلية، والمدربين الكبار واللاعبين الأجانب تشعر يوما بعد آخر أنها تلعب في دوري يديره اتحاد فوضوي مهزوز، وهذه الحادثة بالتدخل في عمل لجنة الانضباط قد تفتح ملفات عدة في تدخلات في عمل لجان أخرى. ننادي دوما بالعدل والمساواة، وتطبيق اللوائح والأنظمة على كل المخالفين، نتساءل متى يستطيع المتابع العادي توقّع العقوبة ضد منتسب لفريق ما بناء على ما اقترفه من خطأ بالنظر للائحة واضحة تطبق على الجميع؟!. ما أكثر الأحداث التي أحرجت اتحاد القدم في الفترة الأخيرة، لكن تبقى قضية الربيش والخميس الأكثر إحراجا؛ على الرغم من إمكانية معالجتها بصورة ترضي كل الأطراف قبل تعجّل الأمين العام في إقرار معاقبة لاعبي النصر بتلك الآلية الخاطئة، ثم جاءت لقطة فيديو الشمراني لتصنع حرجا جديدا ما كان الحلّ إلا بإصدار بيان عقوبة إلحاقي، وما ذكره الربيش خطير جدا ومروره دون تحقيق يزيد الأمور تعقيدا. من المخجل أن يرتكب مسؤول خطأ صريحا من دون أن يجد من يوقفه عند حدّه، الخميس شخصية خلوقة جدا، أخطأ بتدخله معترفا بذلك في بيانه، أتمنى أن يقدم استقالته حفظا لماء الوجه.
مشاركة :