قدمت العودة الناجحة لمنافسات البطولة الألمانية نهاية الأسبوع الماضي المثال لبقية الدوريات الأوروبية الراغبة في استكمال الموسم شرط الالتزام بالقواعد والبروتوكولات التي يتم وضعها لتجنب سيناريوهات غير منتظرة، وهو ما توصلت إليه رابطة الدوري الإنجليزي مع الأندية الراغبة في الدخول في استعدادات لاستئناف النشاط. مثلت تجربة استئناف الدوري الألماني لنشاطه خير محفز للعديد من الأندية الأوروبية لتسريع خطواتها نحو إنهاء الموسم الكروي ومنها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي أمضت على “ميثاق” مبني على أسس وقواعد صارمة يتوجب على الجميع الالتزام بها. وشددت الأندية بالإجماع في اجتماع “مشروع الاستئناف” الذي عُقِدَ الاثنين على أن يتقيد اللاعبون بقواعد التباعد الاجتماعي مع منع الاحتكاكات في التمارين. ووافقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على السماح بالتمارين الجماعية ضمن مجموعات صغيرة اعتبارا من الثلاثاء، ووسط إجراءات صحية صارمة وذلك في إطار التحضير لاستئناف الموسم الذي توقف منذ مارس بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد. وأشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أن فريقا من المفتشين التابعين لرابطة الدوري الإنجليزي سيقوم بزيارات مفاجئة للأندية لمراقبة مدى جديتها في احترام قواعد التباعد الاجتماعي خلال التدريبات. ونقلت الصحف عن مدير كرة القدم في رابطة الدوري الإنجليزي ريتشارد غارليك قوله في هذا الصدد “لقد وضعنا قوانين وبروتوكولات حول قدرتنا على مراقبة الأندية”. وأضاف “نستطيع طلب بيانات من خلال تسجيلات الفيديو الخاصة بالتدريبات. ونبحث أيضا في إرسال فريق تفتيش خاص بنا سيمنحنا القدرة على مراقبة ملاعب التدريب دون سابق إنذار”. وستقتصر الحصص التدريبية في المرحلة الأولى على 75 دقيقة فقط، ويتعين توزيع اللاعبين على مجموعات تضم كل واحدة 5 لاعبين كحد أقصى. وتابع “سنزيد من إعداد المفتشين بشكل تدريجي إلى أن نتمكن من التواجد في كل ملعب تدريب. هذا سيمنحنا الثقة في أن البروتوكولات يتم اعتمادها كما يجب”. لا موعد محددا توقف الدوري الإنجليزي في 13 مارس وليفربول في الصدارة بفارق 25 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي. وأكد المدير التنفيذي للدوري ريتشارد ماسترز، أنه سيتم السماح لنادي ليفربول برفع كأس الدوري لكن من دون حضور الجمهور. ويحتاج ليفربول إلى انتصارين فقط في مبارياته التسع الأخيرة لكي يتوج بطلا رسميا للمرة الأولى منذ عام 1990، لكن أنصاره الذين ينتظرون هذه اللحظة التاريخية بعد غياب طويل لن يتمكنوا من الاحتفال معه. وقال ماسترز “إذا كان ذلك ممكنا (التتويج)، نعم، سيكون ثمة احتفال وسيتبادل اللاعبون الكأس. نود أن تكون هناك مراسم لتقديم الكأس لمكافأة اللاعبين والجهاز الفني على العمل الشاق الذين قاموا به”. وأضاف “وبالتالي سنقوم بذلك، إلا إذا كان ذلك غير ممكن لمخاوف صحية”. وأرسلت بروتوكولات التمارين الاثنين الماضي إلى اللاعبين والمدربين وتضمن تعقيم أعلام ركن الملعب، الكرات، خشبات المرمى، الأدوات المخصصة للتمارين وحتى أسطح ملاعب التمارين بعد كل حصة تدريبية. وأفادت رابطة الدوري الممتاز أنه تم الاتفاق على المرحلة الأولى “بالتشاور مع اللاعبين والمدربين وأطباء الأندية والخبراء المستقلين والحكومة”، مضيفة “إن البروتوكولات الطبية الصارمة على أعلى مستوى ستضمن عودة الجميع إلى التدريب في بيئة أكثر أمانا”. وشددت في البيان على أن “صحة وسلامة جميع المشاركين هي أولوية الدوري الممتاز، والعودة الآمنة للتمارين هي عملية تدريجية. ستستمر المشاورات الكاملة الآن مع اللاعبين والمدربين والأندية ورابطتي اللاعبين بي.أف.أي والمدربين ‘أل.أم.أي حيث يتم تطوير بروتوكولات مخصصة لتمارين الاحتكاك الكامل” بين اللاعبين. وتشمل إجراءات المراقبة المخصصة للتمارين المزيد من الإجراءات مثل إخضاع اللاعبين لفحص كوفيد – 19 مرتين أسبوعيا، وأن يقوموا بفحص درجة الحرارة قبل كل حصة تمرينية. وتتضمن الإجراءات الأخرى في المرحلة الأولى منع اللاعبين من التنقل مع أي شخص من وإلى التمارين، كما يُحظر عيهم استخدام وسائل النقل العام ومركبات الفريق. وكان نيوكاسل أول فريق من الدوري الممتاز يصدر تأكيدا بأنه أخضع اللاعبين للفحص في ملعب التمارين، مشيرا إلى أن اللاعبين سيعودون الثلاثاء إلى التمارين، وبحلول ذلك الوقت ستُعرَف جميع نتائج فحوص كوفيد – 19. وسيُطلب من اللاعبين استخدام تطبيق على أساس يومي لتسجيل أي أعراض. وأقر مدرب نيوكاسل ستيف بروس “لقد كانت حقا فترة صعبة، لكني آمل (أن يتغير الوضع) مع الأخبار عن أن المرحلة الأولى على وشك البدء. يجب أن أنوه بأن المرحلة الأولى تبدو آمنة بقدر الإمكان. أنا متأكد من أن الجميع سيكونون مسرورين لأننا نحاول بذل هذا الجهد”. وكشف “في المرحلة الأولى، يُسمح لنا بأن يتمرن أربعة أو خمسة أشخاص على ملعب واحد، لذا فإن اللاعب لديه ربع الملعب ليعمل فيه، بالتالي فإن التباعد الاجتماعي ليس مشكلة. سنتدرب مع ثمانية إلى عشرة (لاعبين) وكل فترة على حدة على ملعبين منفصلين. كل شيء في مكانه على صعيد السلامة”. ولم تتطرق رابطة الدوري الممتاز إلى موعد الاستئناف، لكن “خارطة الطريق” التي وضعتها الحكومة قبل أيام ستفسح بالمجال أمام المنافسات الرياضية بالعودة من دون جمهور بدءا من الأول من يونيو المقبل، مع توجه إلى عودة عجلة البريميرليغ إلى الدوران بدءا من منتصف يونيو المقبل. وفي وقت سابق الاثنين، أعرب وزير الدولة لشؤون العالم الرقمي والثقافة والإعلام والرياضة أوليفر دودن عن أمله في استئناف الدوري في منتصف يونيو المقبل، على الرغم من المخاوف التي أبداها اللاعبون والمدربون حيال الحاجة إلى فترة أطول من التدريبات قبل العودة إلى المباريات. أولوية مطلقة شدد دودن على أن السلامة العامة تبقى الأولوية إلا أنه يأمل في عودة النشاط بعد قرابة الشهر، مضيفا في حديث مع شبكة “سكاي نيوز” الاثنين “أجريت محادثات بناءة جدا الخميس مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، رابطة الدوري الممتاز ورابطة “أي.أف.أل” التي تشرف على الدرجات الأدنى، متابعا “نعمل بجهد معهم من أجل العودة في منتصف يونيو، لكن الاختبار الأهم هو السلامة العامة”. وأكد دودن أن السلطات الكروية “مثلها مثل الرياضات الأخرى التي تتطلع إلى العودة خلف أبواب موصدة، اجتمعت مع السلطات الصحية مرات عدة للبحث في مسألة السلامة”، مؤكدا أنه “إذا تمكنا من تسوية ذلك، سنتطلع إلى الاستئناف في منتصف يونيو. إننا نحرز تقدما ملحوظا”.
مشاركة :