كيف سيجري تقييم استجابة منظمة الصحة العالمية لوباء «كوفيد - 19»؟

  • 5/20/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في أوج الحرب الكلامية الأميركية - الصينية، وفيما هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية، اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة، اليوم (الثلاثاء)، قراراً حول تقييم الاستجابة الصحية العالمية لوباء «كوفيد - 19»، بما يشمل الوكالة التابعة للأمم المتحدة. تبقى بنود القرار غامضة بالنسبة لتطبيقه، ومن سيقوم به، وبأي تفويض، وما هو شكل الإصلاح المنتظر لمنظمة الصحة العالمية، وهل سينتهي الأمر بالصين إلى قبول تحقيق مستقل على أراضيها؟ ويدعو القرار منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق «تقييم مستقل» في «أسرع وقت ممكن» للاستجابة الصحية الدولية للوباء، بما يشمل الإجراءات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وإذا كان القرار يترك كل الحرية لمنظمة الصحة العالمية لكي تقرر كيفية المضي في ذلك، ولا يشير بأي شكل إلى الصين، فإن المنظمة تواجه ضغوطاً أميركية متزايدة. وتطالب الولايات المتحدة وأستراليا منذ أسابيع بتحقيق حول طريقة إدارة الأزمة الصحية من قبل منظمة الصحة العالمية والصين. لكن بكين رفضت فكرة تحقيق يتركز على الصين، مطالبة بتقييم للاستجابة الصحية العالمية. في منظمة الصحة العالمية، كرر مديرها العام، تيدروس أدهانوم غيبريسيوس، الذي تتهمه واشنطن بأنه منحاز للصين، القول إنه يجب قبل كل شيء وقف انتشار فيروس «كورونا» المستجد، مؤكداً أن وقت التقييم سيأتي. لكن الدبلوماسي الذي شغل منصب وزير الخارجية الإثيوبي سابقاً، أعلن «الاثنين» قبل تبني القرار عن تقييم «في الوقت المناسب» وامتنع عن تحديد موعد لإطلاقه. والاثنين، نشرت لجنة استشارية مستقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية من جهتها أول تقرير لها حول الوباء، طالبة من الدول أن تنقل بشكل سريع معلوماتها إلى المنظمة، وإعطاء مزيد من الإمكانات وتحسين نظام الإنذار لديها. وأكد كثير من الخبراء والدول والمراقبين ضرورة إصلاح منظمة الصحة العالمية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، لتتمكن من الاستجابة بشكل أفضل لتحديات القرن الحادي والعشرين، وخصوصاً الأوبئة. وقال خبير الأوبئة الأميركي، لاري بريليانت، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «بنية منظمة الصحة العالمية كارثية، لأن البلدان تصوت على جميع المواضيع تقريباً... إن منظمة الصحة العالمية ليست لديها سلطة مستقلة، لكل دولة صوت، وهذا يعني أن المدير العام لديه ما يقرب من 200 رئيس». ويؤكد قرار تقييم الاستجابة الصحية العالمية للوباء أن تقييم عمل منظمة الصحة سيتيح «تحسين القدرات العالمية للوقاية والاستجابة في مواجهة الأوبئة». وأخيراً يدعو المجموعة الدولية إلى تزويد منظمة الصحة العالمية بـ«تمويل دائم» في مواجهة وباء «كوفيد - 19». ورغم أن القرار لا يذكر واقع أن الفيروس ظهر في نهاية ديسمبر (كانون الأول) في الصين، فإنه يدعو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى التعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والدول، «بهدف تحديد المنشأ الحيواني للفيروس وتحديد كيفية انتشاره لدى البشر». ويؤكد أن هذه الخطوة يمكن أن تتم «خصوصاً عن طريق مهام علمية ومهام تعاون ميدانية». وأبدت الصين انفتاحها على تحقيق مستقل، لكن ليس قبل انتهاء الوباء. ويشير قرار تقييم الاستجابة الصحية العالمية للوباء إلى «دور اللقاح على نطاق واسع بوصفه مصلحة عامة عالمية». ويطلب إمكانية «الوصول العالمي والسريع والمنصف والتوزيع العادل لكل المنتجات وكل التكنولوجيا الأساسية في مجال الصحة»، مؤكداً أن قواعد منظمة التجارة العالمية في مجال الملكية الثقافية تتضمن «مرونة». لكن السؤال الأساسي يبقى «كيفية القيام بذلك» كما تقول لوكالة الصحافة الفرنسية، برس غاييل كريكوريان، مسؤولة حملة «أطباء بلا حدود» للوصول إلى الأدوية. والمسألة ملحة جداً، إذ إن الولايات المتحدة أعربت «الثلاثاء» بعد اعتماد القرار عن معارضتها لتفسير قواعد منظمة التجارة العالمية. وقالت أنا ماريوت، من منظمة «أوكسفام» غير الحكومية، إن الدول التي أعدت القرار «لم تقم بشيء لإرغام صناعة الأدوية على تقاسم براءات الاختراع. وفي اليوم الأول من الاجتماع، أمس (الاثنين)، قررت الدول إرجاء النقاشات حول مشاركة تايوان كمراقب، فيما كانت الولايات المتحدة ونحو 15 دولة طالبت في الأسابيع الماضية بأن تشارك الجزيرة المستبعدة من المنظمة منذ 2016. ووافقت الولايات المتحدة بدون معارضة على إرجاء النقاشات، لكن بعيد ذلك «ندّدت» واشنطن «بإقصاء تايوان»، معتبرة أنه «يسيء بشكل إضافي لمصداقية» منظمة الصحة العالمية.

مشاركة :