قالت الحكومة التونسية إنها ستنشر حوالى ألف شرطي مسلح في الفنادق وعلى الشواطئ، لتحسين الأمن في المنتجعات السياحية، وذلك بعد يومين من هجوم دام قتل خلاله مسلح متطرف 39 سائحا أغلبهم بريطانيون. وأجلت شركات سياحة آلاف السائحين الأجانب من تونس منذ أمس السبت بعد مقتل عشرات برصاص مسلح استهدفهم وهم يستلقون على الشاطئ؛ في هجوم أعلن تنظيم "داعش" المتطرف المسؤولية عنه. من جهتها، حذرت بريطانيا من أن متطرفين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية. وقال ناجم الغرسلي وزير الداخلية التونسي للصحافيين في وقت متأخر من مساء أمس السبت "قررنا وضع حوالى ألف شرطي مسلح في النزل وعلى الشواطئ لتعزيز الحماية ما دامت هناك تهديدات". وتونس مقصد سياحي اجتازت بسلام القلاقل التي أعقبت الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في انتفاضة 2011 الشعبية. لكن بينما نالت الاشادة بانتقالها الى الديمقراطية فهي تكافح أيضا تطرفا متصاعدا. وفي سوسة ومنتجعات سياحية اخرى مثل الحمامات وجربة، عززت قوات الامن اجراءاتها الامنية وانتشرت قوات مسلحة من الشرطة في عدد من نقاط التفتيش. وتواجه ديمقراطية تونس الوليدة تهديدات مع تصاعد خطر الجماعات المتطرفة المسلحة والتي قتلت بالفعل عشرات من قوات الامن في هجمات قرب الحدود مع الجزائر، حيث شنت قوات الجيش حملة عسكرية واسعة ضد الاسلاميين المسلحين الذين استفادوا من الفوضى في ليبيا المجاورة لتهريب أسلحة. بدوره، أعلن تنظيم "داعش" المتطرف مسؤوليته عن الهجوم، لكن السلطات تقول ان المسلح ويدعى سيف رزقي وهو طالب لم يكن على أي قائمة للارهابيين، ولم يكن معروفا عنه أنه متشدد، ولكن مصدرا قال لوكالة أنباء "رويترز" انه بدأ في التشدد في الاشهر الستة الاخيرة بعد علاقات مع متطرفين على شبكة الانترنت. وهذا ثاني هجوم كبير في تونس هذا العام بعد الهجوم الذي وقع في متحف باردو في مارس (آذار) عندما قتل مسلحان 21 سائحا اجنبيا بالرصاص بعد وصولهم بحافلة. من جهتها، وصفت وزيرة السياحة التونسية هجوم الجمعة بأنه "كارثة" على صناعة السياحة الحيوية، بعدما استهدف واحدا من أكثر المنتجعات السياحية شهرة لدى الاوروبيين. وتعتمد تونس بشدة على صناعة السياحة التي توفر حوالى نصف مليون فرصة عمل. وغادر أمس السبت حوالى ثلاثة آلاف سائح أجنبي تونس بعد يوم من الهجوم. وقالت سائحة انجليزية تدعى ليزي بينما كانت في مطار النفيضة تستعد للعودة الى بلادها "تونس بلد رائع وجميل فعلا وسنعود اليه ولكن الآن لا يمكنني البقاء بعد ما شاهدت.. احتاج الى العودة الى بيتي بسرعة". وتنكر المهاجم في زي سائح وفتح النار على سائحين مستلقين على شاطئ الفندق من بندقية أخفاها في مظلة. وقالت مصادر أمنية وشهود انه شق طريقه من الشاطئ الى حمام السباحة والفندق مستهدفا الاجانب قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص. وكإجراء احترازي قال رئيس الوزراء الحبيب الصيد، ان حكومته تعتزم غلق 80 مسجدا في غضون أسبوع قال انها لا تزال خارج سلطة الدولة وانها تحرض على العنف، على حد قوله.
مشاركة :