السيجة.. لعبة العصاري فى سيناء خلال شهر رمضان

  • 5/20/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر التراث في شمال سيناء حافلا بالألعاب الشعبية، وتأتي لعبة "السيجة" ضمن مفردات التراث السيناوي، والتي كانت تمثل أسلوب حياة للترفيه واستثمار أوقات الفراغ، خاصة في أوقات شهر رمضان المبارك، حيث تعتمد على الذكاء في نزول الحجر في المكان المناسب ومحاصرة الخصم. وتشبه اللعبة إلى حد بعيد لعبة الشطرنج المعروفة، وما زالت حتى االآن تصارع من أجل البقاء، حيث يمارسها كبار السن الذين يجتمعون كل يوم من بعد صلاة العصر، في المناطق المفتوحة تحت ظلال النخيل أو أشجار الزيتون. وحول أصل اللعبة، يقول البعض إن أصلها فرعوني، والبعض يردها إلى عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).    ويؤكد الكاتب الأمريكي كارينغتون بولتن، أن هذه اللعبة فرعونية، ويزعم أن النبي موسى كان يمارس هذه اللعبة مع بنات صهره شعيب في مدين.  أما الدكتور مسعد بن عيد العطوي، مؤلف كتاب «تبوك المعاصرة والآثار حولها»، فيؤكد أن السيجة كانت تحفر قديمًا على صخور كبيرة كانت تشكل قاعدة للعبة، وأن هذه الآثار هذه لا تزال موجودة على طريق القوافل الذي مر به النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). اقرأ أيضا.. الكيلو بـ 55 جنيها.. أسماك القرش تغزو أسواق العريش وقال حامد سليم، 70 عاما، إن اللعبة تتطلب التفكير والتخطيط وعادة تتم بحضور جمهور من الأصدقاء ومحبي اللعبة يكون دورهم مراجعة الخطط وتبادل الآراء، وربما إجراء التعديلات على خطط اللاعب الذي يقومون بدعمه ومساعدته، وهذا ليس غشًا، إذ يحق للاعب الحصول على نصائحهم ومساعداتهم .  وأشار الحاج محمد محمود، 60 سنة، إلى أن اللعبة تعكس في مجرياتها ما يتمتع به لاعبوها من صبر وهدوء وتخطيط وحنكة، ونحن نمارسها في الهواء الطلق بشكل يومي، حيث نتواعد للعبها في نفس المكان كل يوم، وتمنى العم محمد حضور الشباب في هذه اللعبة للمساهمة في استمرارها وتوارثها، كما كانوا هم يحضرون جولات السيجة في عهد آبائهم وأجدادهم. وعن قواعدها ومستوياتها، أوضح سليمان العياط، الباحث في شئون التراث السيناوي، أن هناك عدة مستويات للعبة منها المستوى البسيط للمبتدئين والمتوسط والمعقد للمحترفين.  وللمبتدئين تتألف من ٩ خانات تحفر على الأرض، ولكل لاعب في السيجة الصغيرة ٣ قطع تكون أمامه حين تبدأ اللعبة بينما تكون الخانات الثلاث الأخرى فارغة. وعندما يبدأ أحد اللاعبين بتحريك قطعة، فإن هدف اللاعب الآخر هو تكوين صف واحد من قطعه الخاصة سواء بشكل أفقي أو عامودي أو قطري، فإن تمكن من ذلك يكون هو الفائز ونصيبه نقطة واحدة، ثم تكرر اللعبة حتى يحقق أحدهما عدد النقاط المحددة للفوز. وهناك لعبة تتكون من ٢٥ حفرة صغيرة ويتم استخدام ٢٤ حجرًا صغيرًا فيها، لكل لاعب ١٢ حجرا على أن تبقى حفرة واحدة فارغة، تكون في الوسط، وهناك لعبة تتكون من ٤٩ حفرة و٤٨ حجرا أو ٨١ حفرة و٨٠ حجرا، ولكنها الأقل شيوعًا لكونها تتطلب وقتًا طويلًا.

مشاركة :