نسرين حجاج تكتب: ونحب تانى ليه

  • 5/20/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختيار اسم هذا العمل فيه كثير من الجرأة فجرت العادة أن يكون اسم أى عمل درامى من كلمة أو كلمتين أو حتى ثلاث كلمات مثل "حديث الصباح والمساء" وهذا كان على غير المألوف ولكن أن يأتى اسم العمل بسؤال "نحب تانى ليه؟ " .استخدام السؤال فى اسم العمل إبداع جديد ليس معتادا ولفت الانتباه بالاسم يحسب للكاتب "عمرو محمود ياسين" فهو خط وقالب جديد لأسلوب كتابة العناوين الدرامية  وكما عودنا عمرو أنه ينحاز دائما للمرأة فهو نصير لها فى كل أعماله.جاء اسم العمل بسؤال ونحب تانى ليه ؟ هل هناك فرصة أخرى ؟ هل هناك من يستحق المحاولة من أجله ؟ هل هناك من يضخ الأمل فى العروقوتأتى إجابة السؤال بصوت الرائع "مدحت صالح" وألحان وتوزيع "خالد عز" وهذا توظيفا للأغنية ودورها فى العمل الدرامىفى الكوبليه الثانى لأغنية التتر ونحب تاني ليه؟"علشان نقدر نعيشمن غير ما نحب دنيتنادي ما تساويشنتعلم من إللى فاتنبنى عليه إللى جاىمن غير الحب حنعيش الحياة دى إزاى"المسلسل حلقات درامية اجتماعية رومانسية أبرز ما جاء فيه نقاء حب "غالية ومراد"يحمل المسلسل مفاجأة فى نضوج الفنانة "ياسمين عبدالعزيز" التى كانت تتفاعل بكل لغة جسدها مع المشاهد عودتنا ياسمين على صوتها العالى وحركاتها الشقية مع رفع حاجبها لأعلى الذى أصبح علامة مميزة خاصة بياسمين ولكن هذه المرة ليست الفتاة الشقية هذه المرة كانت الأنثى التى يملؤها النضوج الفكرى والجسدى والروحى وأكدت أنها ليست نجمة وليدة الظروف أو وليدة أموال البعض كبعض الفنانات الذين "هبوا" علينا بأموال ذويهم وأثبتوا فشلهم فنيا . ياسمين تقمصت شخصية غالية حتى توحدت معها "فغالية" مشكلتها الحقيقية تكمن فى "الأمان" بعد أن أعلن زوجها بكل أنانية أنه سيطلقها لأن "الملل" تملكه ولأنه فقد حريته بالزواج فهذا جاء بصدع رهيب فى حياة "غالية" التى فقدت الأمان الأسرى عندما أطفأ "عبدالله" نور أمانها  ليأتى "مراد السويفى" وبكل سهولة ليضئ شمس الأمان فى حياتها .وأنا  أشاهد غالية نسيت أنها ياسمين كنت أنتظر غالية بين المشهد والمشهد عينان ياسمين وهى تائهه فى بحر مشاعر مراد قتلتنى وأصبحت قصة من أجمل قصص الحب التى شاهدتها فى توصيل المشاعر الحية للمشاهد حتى أصبح قلبى يرتجف شوقا لمشاهدهما "شهادتى فيك يا ياسمين مجروحة فأنا أعشقك" هذا العمل ختم على اسمك بأنك ممثلة من النوع الثقيل ونضوجك الفنى المختلف ظاهر مبروك يا أستاذة هذا الصدى المدوى لنجاح العمل .أما مراد السويفى  الفنان"كريم فهمى" أبهرنى وكانت المرة الأولى الذى أستمتع بأدائه بل وأتوقع أنه لو اقترب من أدوار الشر سيفجر  مناطق لا يعلمها عن نفسه . أما عن دور "مراد" فقد تفوق على نفسه أداء ممتاز من شدة صدقك جعلتنى أتعايش مع "مراد" وحالة هيامه "بغالية" أعشق الدفء والأمان الذى يشعر غالية بهما وأعيشهما على أنهما قصة حب حقيقية وجعلنى أفكر معه ماذا عليه أن يفعل ليسترد غالية من "عبدالله" مبروك يا أستاذ نجاح العمل."عبدالله" الفنان شريف منير فى البداية كان دوره وأداءه هو شريف الذى تعودنا عليه وفجأة وبحركة غير متوقعه أبهرنى أداءه  بعد فقده الذاكرة فكان على غير المتوقع "الودود الحنون الطيب النادم" فتحولت تعابير وجهه وحتى صوته وهدوءه وجعلنا نتعاطف مع عبدالله مبروك يا أستاذ دور أكثر من رائع سيذكر لك ."عائشة" الفنانة سوسن بدر التى أصبحت "غول" تمثيل تتميز فى أدوارها دائما "وتلبس" الشخصية ببراعة وفى دور عائشة هى الأم التى ضاع عمرها على إبنتها وفجأة قلبها يدق وتتردد بين فتح الباب وهل لها فرصة ثانية فى هذا السن بعد زواجها الأول الذى امتلأ بالأنانية والإستهتار تجسد الحيرة التى تنتاب كل أم تكبر ولديها أبناء هل من حقها أن تكمل حياتها مع رجل يعوض حرمانها من " الحب والحنان والأمان" أحسنت يا أستاذة مبروك .هناك أكثر من شخصية لفتت إنتباهى فى العمل وعلى رأسهم "جهاد السويف" الفنان محسن صبرى الذى أخذنا على حدود جديدة وأبعاد للشخصية غير متوقعة والتلون بصوته الرخيم فى بعض المشاهد فسأذكر مشهدين سرق بأداءه المشهد من شدة تقمصه للدور المشهد الأول عندما تفاجأ بزوجته أمام الأسانسير وأقنعها بأنه كان عند صديقه ولكى يهرب من الموقف هددها بأنها ستكون طالق بعد أن يدخل لصديقه وتتأكد من براءته فتقمص محسن الدور ومن شدة الكذب جاء صدق المشهد .المشهد الثانى عندما لعب بصوته أمام شريكه وهو يحدثه أنه تأخر عن دفع المال فى الشركة فبعد هدوءه جاءت نبره عالية ليسكن ويمسك المشهد بحرفية وبرغم أن شهرة محسن صبرى جاءت على كبر رغم أنه يمثل وهو صغير الا أننى أرى أن هذا وقته وهذه أدواره فسنه الأن يسمح بأدوار كان يتربع عليها العظيم عزت أبوعوف وسن خالد صالح وطلعت زكريا مبروك نجاح الدور والعمل يا أستاذ .الجدة الفنانة "ليلى عز العرب" عبقرية خفة دم وأداء مميز تقمصت الدور بمنتهى البراعة وجعلتنى أشفق على الزهايمر الذى يتمكن منها أحيانا وتضحكنى بروحها الخفيفة وأجمل مشاهدها عندما لا تتذكر وعندما تبدأ فى عد "الشوك والمعالق" فنانة من العيار الثقيلروعة الفنانة "إيمان السيد" لها حضور وخفة دم ولباقة فى أداء الكلمات والكلمة منها تخرج رشيقة وتلقائية أنتظر مشاهدها لأنها تفوقت على نفسها وأراها زينات صدقى العصر الحديث .نيفين الفنانة"علا رشدى" لها حضور مميز خصوصا وهى يتم طردها من كل من يقترب من غالية .هيثم الفنان "سليمان عيد" برغم أن دوره صغير إلا أنه يضفى نكهة التميز على مشاهده وتعجبنى ثقة هيثم فى قدراته الأمنية مشهدين أعجبونى وهو يقوم بتفتيش مراد وعبدالله خفة دمه أضافت "سبايسى" على المشاهد . تيا الطفلة"كنزى رماح" أكثر من رائعه وسيكون لها شأن فى التمثيل تتقمص الدور ببراعه ولها من الجاذبية ما يجعلها تدخل القلب بمجرد ظهورها .المخرج مصطفى فكرى أدار العمل بنعومة وأكمل وأدار قصة الحب بمشاهدة الداخلية وكان عزفه كمايسترو وقيادة العمل إخراجيا بحرفية شكرا يا أستاذ مبروك نجاح العمل وتميزه .الإنتاج كان لشركة "سينرجى" التى تنبهت لأهمية الدراما الرومانسية فى وسط ما نعيشه من أحداث عنف سواء دراميا أو سياسيا ومن ثقافة "الطاخ طيخ طوخ" التى تحيط بنا فأهدتنا بمسلسل أقل ما يقال عنه أنه الربيع بأزهاره شكرا شركة "سينرجى" وشكرا للمنتج "تامر مرسى" على إختياراته ورؤيتة .وأخيرا أتمنى أن يتزوج مراد بغالية الغالية كى يعوضها عن ما مضى من إنكسارات فى حياتها وأتخيل وأنا أشاهد مراد أن لسان حاله يردد كلمات الشاعر البرتغالى فرناندو بيسوا "ماذا لو إخترعنا طريقة مغايرة للحب لما لا نبدأ من الخاتمة نفترق ثم نلتقى إلى الأبد .وبعد سؤال "ونحب ثانى ليه".. وجدت الإجابة.. الحب إلتقاء .

مشاركة :