لم يكتف الممثل المصري رامز جلال بالتمثيل على المسرح أو عبر الشاشة من خلال أعماله التلفزيونية والسينمائية المتواضعة، بل ذهب بنا إلى التمثيل من الأرض إلى الجو مطلقاً العنان لنفسه في برنامج سيىء وغير موفق هو برنامج "رامز واكل الجو" الذي يعرض هذه الأيام على شاشة MBC. ومن العنوان يتضح لنا تضخم الأنا عند رامز حيث يرى أنه "واكل الجو" فعلاً حتى قبل أن يعرض البرنامج ومن دون منافسة من أحد. ورغم أن فكرة برنامجه مكررة من برامج أخرى مثل "هبوط اضطراري" الذي يقدمه هاني رمزي، وكذلك برنامج "التجربة الخفية" الذي استخدم الطائرة أيضاً، وبغض النظر عن نجاح هذا أو ذاك، إلا أن ما تابعناه وشاهدناه من برنامج "رامز واكل الجو" يعتبر أقل من مستوى قناة MBC التي عودتنا على التميز في جميع برامجها خاصة البرامج الرمضانية. البرنامج وبعد عشرة أيام من رمضان أصبح محط تندر وتهكم المشاهدين، وواجه نقداً لاذعاً من المتابعين والنقاد كما واجه سيلاً من الاتهامات والتشكيك بمضمونه ومحتواه وقيمته الفنية وفكرته الضعيفة، لأنه عمل يهدم القيمة الفنية ويستفز المشاهد وينال من سمعة المشارك فيه، ويوجد فيه تجاوزات لفظية غير أخلاقية يطلقها هذا الضيف أو ذاك، ومن البديهي أنك حين تفاجئ أي إنسان بفعل معين فإنه سيتجاوب معك بردة فعل مساوية للفعل أو أكثر بحسب الطبيعة البشرية المعهودة، وقد يكون متفهماً وقوع التجاوز اللفظي في ردة الفعل، لكن الذي ليس مقبولاً أن تأتي هذه التجاوزات من الضيوف بعد مقالب قيل إنها مفبركة ومصطنعة أعدت مسبقاً وتم الاتفاق عليها يعني "أعمل حالك منت شايف" وحقك محفوظ! دون احترام للمشاهد. إن ما يفعله "رامز" في برنامجه امتهان لذائقة المشاهد واستهزاء بمشاعره واستخفاف بعقله، هذا إلى جانب أنه يخدش صورة النجم الضيف الذي يلقي بألفاظ خادشة للحياء فيها قلة أدب وسخف وعدم احترام للمشاهد وللضيوف على حد سواء. لقد ظهرت مثل هذه الأعمال المتشابهة لكن أسوأها على الإطلاق برنامج "واكل الجو" الذي لا يستحق الأموال التي صرفت على إنتاجه من طائرة خاصة وفنادق فخمة وسيارات إسعاف إلخ. ولو أن هذه الإمكانات صرفت في عمل راق ومدروس لكان أكثر فائدة للمشاهدين من برنامج متواضع ومفبرك يمثل فيه الضيوف ويتفوهون بألفاظ بذيئة لا يليق عرضها في التلفزيون عموماً فضلاً عن عرضها في شهر رمضان المبارك.