جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تأكيده على الموقف الواضح لبلاده الرافض لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك في معرض رده على مزاعم قالت إن مسلحي التنظيم، الذين هاجموا مدينة عين العرب (كوباني)، دخلوها عبر الأراضي التركية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، مساء أول من أمس، خلال مشاركته في حفل إفطار لنواب حزب العدالة والتنمية، بالعاصمة أنقرة، والتي تطرق خلالها للحديث عن آخر التطورات التي تشهدها الحدود التركية - السورية مؤخرا، ونقلتها وكالة «الأناضول» التركية. وقال رئيس الوزراء التركي «كما أنَّ تركيا لم تتلطخ يداها بقطرة دم واحدة في سوريا، فإنَّ موقفها حيال تنظيم داعش الإرهابي واضح ومعروف، وكل ما قيل محض افتراءات»، في إشارة إلى المزاعم المذكورة. وأردف قائلا «في منطقتنا ست أو سبع دول لا يمكن السيطرة على الأوضاع فيها، ونحن من يدفع الثمن جراء ما بها من صراع داخلي، وما تشهده من تمييز على أساس الهوية، ويتمثل هذا الثمن في موجات اللاجئين التي تفد إلينا، ونعمل ما بوسعنا حتى لا تصل شرارة تلك الحروب إلينا». وفي السياق ذاته، أعلن داود أغلو عن ترشيح وزير الدفاع عصمت يلماز عن حزب العدالة والتنمية لمنصب رئيس البرلمان. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده داود أوغلو، في المقر العام لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، حيث أشار إلى أنهم أجروا استشارات مكثفة في لجنة الإدارة المركزية للحزب، وقرروا ترشيح النائب عن ولاية سيواس عصمت يلماز لمنصب رئاسة البرلمان. وحول الجهود الجارية لتشكيل الحكومة التركية الجديدة قال داود أوغلو «عندما يتم تكليفنا بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الدولة سنلتقي بكل احترام مع قادة المعارضة». وتابع قائلا «سنستمع للمعارضة، ونكون منفتحين على كل من لا يحمل أحكاما مسبقة بحقنا، ومن لا يضع خطوطا حمراء، وشروطا تعجيزية، ونتمنى من الله أن نعامل بنفس الطريقة، من أجل تحقيق وفاق ينتظره الشعب منا». وأشار رئيس الحكومة إلى أن «المعارضة ستكون خاسرة في حال فتحت حسابات الماضي أثناء مشاورات تشكيل الحكومة». وتقدم أكمل الدين إحسان أوغلو، النائب عن ولاية إسطنبول من حزب الحركة القومية التركية، الأربعاء الماضي، بطلب ترشح لمنصب رئيس البرلمان التركي. وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، كمال قليجدار أوغلو، قد أفاد في تصريح صحافي سابق بأنه عرض على النائب من حزبه، دنيز بايكال، الترشح لمنصب رئيس البرلمان، وأن الأخير وافق على الطلب، حيث يتولى الأخير رئاسة البرلمان مؤقتا، لكونه أكبر النواب سنا، لحين انتخاب رئيس جديد للبرلمان. ومن المنتظر أن يقدم بايكال طلب ترشحه بشكل رسمي لرئاسة البرلمان خلال الأيام القليلة المقبلة. ورشح حزب الشعوب الديمقراطي في وقت سابق النائب دينغير مير محمد فرات عن ولاية مرسين لمنصب رئيس البرلمان. وحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها تركيا، في 7 يونيو (حزيران) الحالي، فقد فاز حزب العدالة والتنمية بـ258 مقعدا، من أصل 550 مقعدا في البرلمان، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري 132 مقعدًا، وحزب الحركة القومية 80 مقعدا، وحزب الشعوب الديمقراطي 80 مقعدا، ولا تمكن تلك النتيجة أيا من الأحزاب الممثلة في البرلمان من تشكيل الحكومة بمفرده. من جهته، أمر الجيش التركي بالتسريح غير المشرف لجندي اختطف لفترة وجيزة في يناير (كانون الثاني) الماضي من قبل تنظيم داعش بعد اختفائه على الحدود مع سوريا، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام أول من أمس. واعتبر أوزغور أورس، وهو ضابط صف، في عداد المفقودين خلال عملية للجيش ضد مهربين، ولكن بعد ذلك تم إنقاذه في عملية نسقتها أجهزة الاستخبارات التركية. وبعد ذلك، فتح تحقيق في سلوك الجندي، غير أن التفاصيل الكاملة للقضية ظلت طي الكتمان، ولم يتم توضيح كيف خالف التعليمات العسكرية. وأشارت صحيفة «حرييت» إلى تسريح أورس لـ«فشله في مقاومة تنظيم داعش، وتصرفه كأداة دعاية للتنظيم في وسائل الإعلام، والإساءة إلى سمعة القوات المسلحة التركية». وأضافت الصحيفة أن الأمر صدر من المجلس التأديبي للجيش في وقت سابق الأسبوع الحالي. وقد بدأ الجيش التركي في مارس (آذار) الماضي إجراءات تأديبية ضد الجندي لفشله في مقاومة مسلحي التنظيم المتطرف. وفقد الجندي بعدما عبر الحدود إلى سوريا في يناير في منطقة كيليس جنوب شرق تركيا للمشاركة في عملية للقبض على مجموعة من المهربين. وتكهنت وسائل الإعلام حينها بأنه ربما يكون قد اختطف من قبل مسلحي التنظيم المتطرف، وهو ما لم تؤكده الحكومة أو الجيش. وفي الخامس من يناير أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو استعادة الجندي بعد «عملية ناجحة» للاستخبارات التركية، دون مزيد من التفاصيل. وفي يونيو 2014، احتجز تنظيم داعش 49 تركيا، بينهم دبلوماسيون وأطفالهم، من القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية. وتم الإفراج عن هؤلاء الرهائن في سبتمبر (أيلول) بعد أكثر من ثلاثة أشهر في الأسر. واستقبلهم القادة الأتراك وبينهم داود أوغلو. وانتقد محامي أورس، أركان أكوس، التعامل مع موكله مقارنة مع الدبلوماسيين. وقال المحامي لصحيفة «حرييت» إن «هؤلاء الذين سلموا القنصلية واحتجزوا جرى الترحيب بهم باحتفال وطني وتم تقبيلهم على جباههم». وأضاف أن «موكلي أجبر على التقاعد لكنه غير قادر على التقاعد لأنه لا يلبي الشروط ومدة الخدمة والعمر». وتنفي أنقرة بشكل دائم أي اتهامات بالتنسيق مع تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا في اتصال هاتفي، أول من أمس، الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على مدينة كوباني في سوريا والتعاون الإقليمي.
مشاركة :