قالت الدكتورة صفية القباني، نقيب الفنانين التشكيليين: "إن فيروس كورونا وما فرضه من حجر صحي ألزم الفنان التشكيلي الإقامة بمنزله أو المرسم، ومن ثم دفعه للتعايش مع مقتضيات هذا الحدث الجديد"، وتؤكد ضرورة توثيق هذه المرحلة.وأضافت في تصريحات صحفية لها اليوم، أن اللوحة هي بمثابة توثيق بالنسبة للفنان، لكي تصبح تاريخًا مسجلًا، وقد مرت المنطقة بالعديد من الأزمات المشابهة، لكن لم يكن هناك زخم إعلامي كما في وقتنا الراهن، أما اليوم فقد بات الوضع مختلفًا، وأصبح الإعلام يلعب دورًا بارزًا في مثل هذه الحالات، ولا شك في أن هذه الأزمة ستترك أثرًا فنيًا بالغًا، وكل فنان سيتناولها من زاويته الخاصة، ولكن هذا الموضوع بالمحصلة يصب في خانة التوثيق، وعلى كل فنان مراجعة نفسه من الناحية الفنية، ومراجعة أعماله أيضًا، وكيفية تطوير فنه.وأوضحت نقيب الفانيين التشكيليين أن أزمة كورونا أثرت بشكل مباشر في الحياة العامة وأوقفتها؛ بل يمكن القول إن البشرية لم تواجه أزمة مماثلة من قبل، وبالتالي فإنه من الصعب حاليًا حصر آثار هذه الأزمة على الفن، من جهة أخرى يمكنني القول إن من كان يبحث عن مسافة للتأمل فيما يريد، فقد نال الوقت الكافي للقيام بذلك، وبما أن الفن التشكيلي فردي في إنتاجه، فقد كانت تلك فرصة لنا لإيجاد مداخل أخرى في ظل الأزمة التي عصفت بالعالم أجمع، أما من حيث المنتج فمن الصعب تلخيص هذه الأزمة فنيًا الآن، أو معرفة مدى تأثيرها، باعتبارها أثرت في مختلف نواحي الحياة، لكنها فرضت شيئًا من التأمل العميق في الحضور الإنساني بشكل عام.وتابعت: ليست هناك ملامح واضحة لما ستفضي إليه الأزمة، لكن من خلال تجربتي الشخصية يمكنني القول إن العديد من ورش العمل والمعارض والملتقيات الفنية التي نُقيمها سنويًا قد توقفت إلى أجل غير مسمى بسبب الأزمة، ولا أعلم، كما لا يعلم الكثيرون شيئًا عن حجم الأضرار التي واجهها قطاع الفن جراء هذه الأزمة التي يمكن أن نقول إنها سابقة في تاريخ البشرية.
مشاركة :