خدعوك فقالوا: كورونا لا تصيب مؤمن ..سيبها على الله.. !!

  • 5/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن الوباء إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، هكذا حذر الصحابى الجليل عمرو بن العاص الرعية فى عهده من خطورة مرض الطاعونً أما نحن الآن نجد ثقافة غريبة منتشرة بين بعض الناس فعندما تحذر أحدا منهم من خطر كورونا يستهزأ بك قائلا أنت بتصدق إن فيه كورونا.اليوم وبينما كنت عائدا من القاهرة إلى الشرقية وجدت نفسي أمام مجموعة من المواطنين البسطاء ويسيطر وباء كورونا على حديثهم فوجه أحدهم سؤالًا للآخر أنت ليه لا ترتدى كمامة فرد لأن مفيش حاجة اسمها كورونا.. فباغته الرجل بسؤال آخر ما هو الناس بتموت كل يوم بكورونا إزاى بتقول مفيش كورونا؟ فأصر الرجل على عناده قائلا بثقة كبيرة كورونا لا تصيب مؤمن ...!وظل كل طرف يحاول الانتصار لرأيه فتدخلت فى الحديث معهم وسألت الرجل الذى يصر على أنه لا يوجد كورونا ماذا لو قلت لك إنه سيدخل علينا مريض بكورونا الآن فى المينى باص ويجلس بجوارك فأصر على عناده قائلا ربك الحافظ فوجدت نفسي غير قادر على إقناعه وانسحبت من الحوار معه.ولكن الحديث مع ذلك المواطن البسيط الذى لم يجد توعية كافية جعله يصر أن كورونا لا أساس لها وأنها خدعة من الأجانب لإغلاق المساجد .. ووقف الحال على حد تعبيره ومن هنا تظهر مشكلة الثقافة فى التعامل مع كورونا لا ينكر أحد أن كل ما يقع فى الأرض يتم بمراد الله ولكن الله تعالى طالبنا بإعمال العقل حيث ورد إعمال العقل فى لفظةُ (أولي الألباب) في القرآن فى ستة عشر موضعًا جاءتْ مرتبطة بأربعةِ معانٍ رئيسيةٍ لا تنفك عن بعضها البعض: التقوى، والتذكر والتدبر، والتفكر والاعتبار، وحسن الاتباع. وجميعها لا تدرك إلا بالعقل السّليم والفهم السّليم.فى الحقيقة لم يكن المواطن البسيط وحده هو الذى يتعامل بذلك المنطق فهناك موظفون بالحكومة يشغلون مناصب قيادية أتعامل مع بعضهم حينما أدخل على بعضهم أسألهم هل أنت تتصافح بالأيدي أم لا فيقول "سيبها على الله" وأنا حريص على توجيه ذلك السؤال دومًا باعتبار أن هناك إجراءات للتباعد نصحت بها وزارة الصحة وأخشى أن أسلم عليها فينزعج أو أتجاهله بدون سلام فيغضب.للأسف إن قطاعا كبيرا من المصريين يتعامل مع الأزمة بطريقة لا تقربوا الصلاة يأخذ من القرآن والدين ما يتماشى مع فكره فقط رغم أن الوضع أصبح جد خطير فمن يقول سيبها على الله وأن كورونا لا تصيب مؤمن نسي أن الله قال أيضا فى كتابه وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.وهنا يحضرنى سؤال هل كورونا وباء؟ فكانت الإجابة عندما بحثت عن تاريخ الأوبئة فى الإسلام أن وباء "طاعون عمواس" الذى سمى على اسم بلدة صغيرة فى ضواحى القدس، وهو يعد امتدادا لطاعون جستنيان وهو وباء وقع في بلاد الشام في أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ (640 م) بعد فتح بيت المقدس، مات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة النبي محمد .وشهدت الإجراءات التى قام بها الخليفة والوالى عمرو بن العاص لمواجهة الوباء القاتل فى الشام، إجراءات شبيهة بالحجر الصحى، حيث أخذ بن العاص بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: "أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال"، وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذي شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام في تلك الفترة؛ وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه.فى النهاية إن الوباء لا يفرق بين البشر على حسب النوع والجنس والديانة فالله خير حافظ ولكن مع الأخذ بالأسباب وعدم الاستهتار أو التعامل باللامبالاة.. فحقًا الخوف أن تكون لحظة الانتباه بخطورة الوباء هى اللحظة التى نفقد فيها عزيز علينا .. فى النهاية أسالكم الدعاء لصديق عزيز عليّ مات شهيدا بالوباء أن يرحمه الله برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته .

مشاركة :