عكست زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي للسعودية وجود مساعي من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتحريك اتفاق الرياض بعد جولة التصعيد الأخيرة والهجمات الفاشلة التي شنتها الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح الإخواني. وجدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في أول تصريح لدى وصوله الرياض، بدعوة رسمية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على الالتزام بالشراكة مع التحالف العربي لمواجهة المشاريع التخريبية التي تستهدف الأمن القومي العربي. وأكد الزبيدي في بيان نشره المجلس الانتقالي "على متانة العلاقة الأخوية التي تربط شعبنا الجنوبي وقيادة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة"، معربا عن أمله في أن تتمخض الزيارة عن النتائج المرجوة خاصة ما يتعلق بمعالجة الملف الإنساني والسياسي. وكانت مصادر سياسية مطلعة كشفت لـ"العرب" في تقرير سابق عن زيارة مرتقبة للزبيدي إلى السعودية، حيث أشارت المعلومات إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية عازم على ممارسة ضغوط جديدة على الطرفين الموقعين على اتفاق الرياض من أجل تنفيذه. وجاءت زيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى الرياض بعد فشل هجمات متتالية لقوات الشرعية المدعومة من الإخوان في أبين. وتراهن قطر وتركيا التي تدعم القوى المرتبطة بها في الحكومة الشرعية على تصعيد الأوضاع في الجنوب من أجل تنفيذ أجندتهما في اليمن حيث تعمل هذه القوى على رفض اتفاق الرياض وعملت على حشد قواتها على مشارف عدن طوال الفترة الماضية. وفي أواخر أبريل الماضي، أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب بعد فشل حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في تنفيذ التزاماتها ضمن اتفاق الرياض، إضافة إلى تزايد الأعباء على المواطنين اليمنيين وسط انتشار فايروس كورونا والأوضاع الاقتصادية الصعبة. وأكد سالم ثابت العولقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الجنوبي أن حقوق الجنوبيين السياسية والخدمية أولية أولى في زيارة عيدروس الزبيدي إلى الرياض. وقال إن "رهانات الشرعية الإخوانية على الحل العسكري سقطت حيث بدأت مؤشرات خسائرها الميدانية والسياسية تتصاعد فضلا عن خسائرها الأخلاقية في ظل معاناة الناس وتفشي الأوبئة والأمراض". وكان حزب الإصلاح الإخواني، الذي يهيمن على الحكومة الشرعية، قد فشل في هجوم نفذه قبل يومين في أبين حيث تمكنت قوات المجلس الانتقالي من صد الهجوم. وقال أحمد عمر بن فريد، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، إن "قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تتجه إلى الرياض عاصمة القرار العربي تلبية لدعوة كريمة للتشاور حول كل ما يحقق الأمن والاستقرار". وشهدت محافظة أبين (شرق عدن)، مواجهات وصفت بأنها الأعنف منذ مواجهات أغسطس 2019 بين قوات الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي. واعتبر الصحافي اليمني ياسر اليافعي أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى الرياض "حدث مهم"، معربا عن أمله في أن "تخرج بنتائج إيجابية لتصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها بعد مساعي ميليشيا الإخوان والفاسدين السيطرة على قرار التحالف بالعاصمة عدن". وقال إن "الإخوان الذين يسيطرون على الشرعية كسروا في أبين والمعادلة تغيرت وحلم دخولهم عدن تبخر". ويرى مراقبون يمنيون أن المعركة التي يخوضها الإخوان وتيار قطر وتركيا في الشرعية باتجاه عدن المحررة، محاولة لتبديد الطاقات، وإرباك التحالف العربي، في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على الجوف ونهم ويتوعدون بمهاجمة مأرب ومناطق في البيضاء أعلنت تمردها على سلطتهم.
مشاركة :