الدوحة - عبدالمجيد حمدي: أكد الدكتور عبداللطيف الخال الرئيس المشارك باللجنة الوطنية للتأهب للأوبئة بوزارة الصحة العامة رئيس مركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية أن انتشار وباء كورونا كوفيد -19 في دولة قطر مازال في مرحلة الذروة ومازالت أعداد الحالات المُكتشفة يومياً تزيد على 1000 حالة، متوقعاً أن تظل هذه الأرقام مُرتفعة قبل أن تبدأ في الانخفاض التدريجي. وقال في مؤتمر صحفي أمس: إن نسبة الإصابة بين المقيمين والقطريين من غير العمالة ارتفعت خلال الفترة الأخيرة وذلك نتيجة لعدم الالتزام بإجراءات الوقاية مثل عدم الزيارات الأسرية وعدم حضور الإفطار الجماعي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم الالتزام بلبس الكمامة وتنظيف اليدين كما تنصح وزارة الصحة. ولفت إلى أن عدد الإصابات التي مازالت تخضع للعلاج في المستشفيات المختلفة ومراكز العزل بلغ 29957 حالة وحتى يوم أمس الأول تم الإعلان عن شفاء 5634 حالة، كما تم الإعلان أمس عن شفاء أكثر من 900 حالة، لافتاً إلى أنه حتى يوم أمس الأول تم فحص أكثر من 166182 شخصاً منذ ظهور الوباء في دولة قطر، كما تم يوم أمس فقط إجراء 8 آلاف فحص لعدد يبلغ 4200 فرد، كما بلغ عدد الإصابات الجديدة التي تم الإبلاغ عنها أمس الأول 1637 حالة، وعدد الحالات المُكتشفة أمس بلغ 1491 حالة جديدة. ولفت إلى أن عدد الوفيات بلغ حتى أمس 16 حالة وفاة حيث تم الإعلان عن الحالة ال 16 أمس وهي لشخص مقيم يبلغ من العمر 62 عاماً كان قد دخل العناية المركزة. وتابع: أمس الأول كان اليوم ال 79 لظهور وانتشار الوباء في دولة قطر، موضحاً أن منحنى الإصابات ونشاط الفيروس بشكل عام يوضّح أنه في تصاعد، لافتاً إلى أن متوسط الانتشار في الآونة الأخيرة كان في تصاعد، حتى وصل إلى نوع من الاستقرار خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأن عدد الإصابات خلال الأسبوع الماضي فقط بلغ 10449 حالة وكان أقل معدل إصابة في يوم 15 مايو حيث بلغ 1153 حالة، وكان أعلى معدل يوم 14 مايو حيث بلغ عدد الحالات 1731 حالة. وتابع: فيما يتعلق بالحالات الجديدة التي تم اكتشافها الأسبوع الماضي فإن معظم الإصابات كانت في الفئة العمرية ما بين 25-34 عاماً وتشكّل 35% من الإصابات، تليها الفئة العمرية ما بين 35-44 عاماً بنسبة 27% من الإصابات، ثم تليها الفئة العمرية ما بين 15-24 عاماً ولكن الفئات الأكثر عُرضة للإصابات الشديدة ومُضاعفات الفيروس والذين تم اكتشاف حالات إصابة بينهم هي الفئة من 45-54 عاماً والفئة العمرية أكبر من 55 عاماً، وهو أمر مُقلق لأن هذه الأعمار تكون أكثر عُرضة للمُضاعفات وتحتاج للدخول للعناية المركزة للعلاج، كما أن نسبة الإصابات بين الإناث بلغت 10 % والباقي بين الذكور. وقال: بالنسبة للحالات التي تم إدخالها للعناية المركزة خلال الأيام السبعة الماضية فإن العدد يتراوح ما بين 14 حالة يومياً إلى 26 حالة، وفي المتوسط بلغ عدد الحالات التي احتاجت للدخول للعناية المركزة خلال الأسبوع الماضي 20 حالة يومياً وهذا يُعد عدداً أكبر مما كنا عليه من قبل حيث كان متوسط الدخول للعناية المركزة 14 حالة يومياً والآن وصلنا إلى 20 حالة يومياً. ولفت إلى أن أكثر الفئات العمرية بالعناية المركزة هي ما بين 45 عاماً إلى 54 عاماً تليها الفئة ما بين 55-64 عاماً، كما أن من الملفت للنظر أن هناك أعداداً كبيرة نسبياً من سن الشباب من الفئات ما بين 25-34 عاماً و35-44 عاماً وهو ما يعني أن الفيروس لا يسبّب المضاعفات فقط لكبار السن ولكن يمكن أن يصيب الصغار أيضاً خاصة من لديهم أمراض مُزمنة، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة نسبياً من كبار السن فوق 65 عاماً وهم أكثر عُرضة من غيرهم للمُضاعفات مُقارنة بصغار السن، كما أن نسبة الإناث بالعناية المركزة تصل إلى 16% من إجمالى الحالات بالعناية المركزة. أما بالنسبة للحالات التي تحتاج لجهاز التنفس الصناعي فقد بلغ عددهم 74 حالة وهي نسبة 43% من إجمالي الحالات الموجودة بالعناية المركزة، كما بلغت نسبة الحالات التي تحتاج لأكسدة الدم خارج الجسم 6% من إجمالي الحالات بالعناية المركزة لعدد 11 مريضاً. وأضاف د. الخال أن عدد الأشخاص الذي دخلوا قسم العناية المركزة منذ بداية الجائحة بلغ 555 حالة، وتم حتى الآن خروج 383 حالة فيما يخضع الآن للعلاج في العناية المركزة 172 حالة، مضيفاً أن عدد المُتعافين من الفيروس في ارتفاع مُستمر وأكبر بكثير مما كانت عليه، ونتقدّم هنا بالشكر الجزيل والعرفان لكل العاملين في القطاع الصحي الذين لا يؤلون جهداً في تقديم الرعاية الصحية لجميع المصابين في كافة الأقسام، وهذا لا يقتصر على مستشفى مُحدّد بل يشمل جميع العاملين في القطاع الصحي العام، وعلى رأسهم سعادة وزيرة الصحة د. حنان الكواري، حيث أثبتوا قدرة الجهاز الصحي في دولة قطر على التصدي للوباء والذي تسبّب في كثير من الوفيات حول العالم، في حين استطعنا في قطر أن نحد من عدد الوفيات بشكل كبير بفضل جهود العاملين في القطاع الصحي وكافة الجهات في الدولة. الإفطار الجماعي وقدّم د. الخال عدداً من الأمثلة على الأسر التي انتشر بينها الفيروس في الآونة الأخيرة وشمل عائلات زاد عدد أفرادها على 6 أفراد تسبّبوا في نقل الفيروس إلى عائلات أخرى، وكان ذلك بسبب الإفطار الجماعي والتزاور بين العائلات، وتقوم وزارة الصحة بفحص بعض الأسر لاكتشاف بعض الإصابات بينها، ومن الأمثلة على انتشار الفيروس بين الأسر تعود لأحد الأفراد وهو يعمل في أحد المُعسكرات وقد ظهرت عليه الأعراض وتم التأكد من إصابته، ومن خلال فحص المُخالطين تبين أن هناك عدة أسر تعيش في منزل واحد وهم إخوة وأخوات له، وتبين إصابة زوجته وأبنائهم الستة، كما تبين إصابة أحد إخوانه واثنتين من أخواته وجميع الأطفال، وإحدى أخوات المُصاب تأتي لزيارتهم لتناول طعام الإفطار أصيبت هي أيضاً ونقلت العدوى إلى منزلها وأصيب زوجها وأطفالها، ونقل زوجها العدوى إلى أهله، وهذه أمثلة على أن الإفطار والسحور الجماعي والزيارات العائلية كانت سبباً في تزايد حالات العدوى والإصابات بين أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين. ودعا د. الخال الجميع إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر وعدم الإفطار والسحور الجماعي وعدم التزاور إلا للضرورة مع تطبيق كافة الإجراءات الوقائية الموصى بها. كما تناول د. الخال في حديثه حالتين استدعت إصابتهما دخول العناية المركزة وهما زوج وزوجته، لافتاً إلى أن الزوجة وهي قطرية تبلغ من العمر 59 عاماً أصيبت بالفيروس وتعاني من أمراض مُزمنة وتم إدخالها إلى العناية المركزة واستخدام جهاز التنفس الصناعي وظلت 30 يوماً في العناية المركزة وتخلّصت من جهاز التنفس الاصطناعي إلا أنها أصيبت بحالة من الإعياء وضعف العضلات وتخضع للعلاج الطبيعي، كما أنه تم إدخال زوجها إلى العناية المركزة بعد أن ثبتت إصابته وأصيب بفشل كلوي ومكث ستة أسابيع في العناية المركزة قبل أن يتعافى وهو الآن تحت العلاج الطبيعي وشفي من الفشل الكلوي. عيد الفطر وقال د. الخال: بمناسبة قرب عيد الفطر السعيد نتمنى من الجميع الحذر وأن نتقبلوا بصدر رحب أن هذا العيد مختلف عن الأعياد السابقة، لأنه يأتي في ذروة وباء كورونا في قطر والعالم، وبالتالي أدعو هنا إلى ضرورة عدم التزاور والالتزام بالمنازل وأن نحتفل في المنزل والاكتفاء بالمُعايدة عن بُعد حفاظاً على صحة الجميع، لأن التزاور والتجمع سيؤدي إلى انتشار الفيروس بشكل أكبر من الوضع الحالي وقد يكون بينها إصابات شديدة تدخل إلى العناية المركزة أو زيادة حالات الوفاة لا قدر الله . وحول كيفية أن تساعد القرارات التي أعلنها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير، في الحد من انتشار الفيروس، وتقليل العدوى بين أفراد المجتمع، أكد الدكتور عبد اللطيف الخال أن هذه القرارات جميعها مهمة وتأتي في وقت مناسب بصدورها في نهاية رمضان وقبل عيد الفطر. وقال د. الخال: إلزام الجميع بتثبيت تطبيق احتراز على هواتفهم الذكية، له دور مهم في مساعدة أفراد المجتمع، الذين هم غير مصابين أو لم يتعرّضوا للفيروس، ليتعرّفوا إن كانوا قد تعرّضوا لأحد المصابين دون علمهم فيقوم التطبيق بإبلاغهم، بأنهم قد تعرّضوا لشخص مصاب بالفيروس، ما يُساعدهم بأن يقوموا بشكل مبكر بالذهاب لأحد المراكز الصحية ومن ثم إجراء الفحص، للتأكد من إصابتهم أو عدم إصابتهم وأيضاً من أجل تطبيق الحجر الصحي. وأكد د. الخال أن العديد من الدول قامت بتطبيق هذا الإجراء وأثبت فاعليته في الحد من انتشار الوباء في المجتمع، ولفت إلى أن التطبيق مهم لجميع أفراد المجتمع في التنقل، بحيث أنه إذا كان الشخص يذهب إلى زيارة مكان عام، لابد أن يظهر التطبيق أنه لم يتعرّض للفيروس أو غير مُصاب، فالتطبيق من التقنيات التي تم استحداثها مؤخراً على مستوى العالم للحد من انتشار الأوبئة، مضيفاً: يمكن أن يستخدم التطبيق مستقبلاً مع أوبئة أخرى للحد من انتشارها. وحول المدة الزمنية لمرحلة الذروة في دولة قطر ووقت الوصول لأعلى موجة الذروة، ومتى تبدأ الأعداد في التراجع، قال د. عبد اللطيف الخال: إن دولة قطر دخلت في مرحلة الذروة وقمّة الموجة التي تصيب البلاد فيما يتعلق بوباء كوفيد 19، وقد تعدينا ألف إصابة يومياً، وهذا الرقم يظل يتذبذب ما بين 1000 إلى 1600 حالة، كما حدث في الأسبوع الماضي لفترة. وأضاف أنه من الصعب التكهن بفترة الذروة بدقة لأن ذلك يعتمد على الكثير من العوامل بما فيها سلوكيات الناس، وكلما التزم الناس أكثر بالإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والإجراءات الأخرى، انحسر بشكل أسرع. وتابع: إذا استمر الناس في عدم الالتزام الكامل فإننا سوف نجد أننا دخلنا الذروة وسنظل في مرحلة الذروة لفترة طويلة قد تصل لأيام أو تتعداها لأسبوع أو حتى أسابيع، وفي النهاية هذا يعتمد على الكثير من الأمور، لكن من المتوقع أن فترة الذروة في دولة قطر قد تمتد بين شهر مايو إلى شهر يونيو، ومن الصعب تحديد يوم معين بذاته نستطيع بعده أن نرى انحسار في الحالات.
مشاركة :