قال لـ «الاقتصادية» الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، إن الطلب على المشتقات النفطية من قبل قطاع البتروكيماويات سيصل إلى 15.5 مليون برميل يوميا في عام 2040، التي تشكل 15 في المائة من استهلاك النفط في ذلك العام. وأوضح السعدون، بحسب التقديرات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، أنه في عام 2040 سيكون نمو طلب قطاع البتروكيماويات على النفط الأعلى ضمن القطاعات المستهلكة. وأشار إلى أن هذه البيانات تعكس استمرار نمو صناعة الكيماويات العالمية وبمعدلات عالية خلال العقدين المقبلين، مبينا أنه في الوقت الحاضر تقدر نسبة ما يستخدم من النفط لإنتاج البتروكيماويات بنحو 12 في المائة من إجمالي الاستهلاك العالمي. وقال السعدون إن "صناعة الكيماويات صناعة عالمية يرتبط أداؤها بصورة مباشرة بأداء الاقتصاد العالمي، وتاريخيا كان نمو الصناعة يعادل نحو ضعف معدل النمو في الناتج الإجمالي للاقتصاد العالمي، كما يرتبط أداء صناعة الكيماويات العالمية ارتباطا يكاد يكون مباشرا بالطلب على النفط وبمستويات أسعار النفط في الأسواق العالمية، ويعود ذلك لكون المشتقات النفطية (النافثا) تشكل أحد أهم خامات التغذية (اللقائم) لصناعة البتروكيماويات في آسيا وأوروبا على وجه التحديد". ولفت إلى أنه في تسعينيات القرن الماضي كانت نسبة ما يستخدم من النفط لإنتاج البتروكيماويات نحو 8 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي، لكن مع توجه عديد من شركات النفط العالمية العملاقة لبناء مصافي تكرير النفط المدمجة مع مجمعات إنتاج البتروكيماويات حصلت زيادة مطردة في استهلاك النفط المستخدم لإنتاج البتروكيماويات. وفيما يتعلق بإنتاج السعودية من البتروكيماويات، بين أنه بلغ 120 مليون طن خلال عام 2019 فيما بلغت نسبة التوسع في الطاقات الإنتاجية نحو 6 في المائة سنويا خلال الأعوام العشرة الماضية. وحول التوقعات لحجم الإنتاج لسوق البتروكيماويات في السعودية بعد الإعلان عن تطوير حقل الجافورة وإطلاق برنامج استدامة الطلب على البترول، قال السعدون إن مزيج إمدادات خامات التغذية لصناعة البتروكيماويات في المملكة مرشح للتغير مع الكشف عن حقل الجافورة العملاق، الذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب يتم اكتشافه في المملكة. ويقدر حجم احتياطيات الغاز في مكمن حقل الجافورة بنحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الرطب الذي يحتوي على سوائل الغاز التي تستخدم كخامات تغذية (لقائم) في الصناعات البتروكيماوية. وتوقع السعدون، أن ينتج الحقل نحو 130 ألف برميل يوميا من الإيثان تمثل نحو 40 في المائة من الإنتاج الحالي، ونحو 500 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز والمكثفات التي تستخدم كخامات تغذية ووقود للصناعات البتروكيماوية وتمثل نحو 34 في المائة من الإنتاج الحالي. وأشار السعدون، إلى أن ضخامة الاستثمارات المطلوب رصدها لتطوير الحقل التي تقدر بنحو 110 مليارات دولار ستجعل تطويره يتم ضمن مراحل زمنية تمتد إلى عام 2036.