رغم مرور سنوات على اختطافها من قبل مسلحي تنظيم داعش المسلح، ليبيعوها في سوق العبيد، وبالرغم من تحريرها من أيدي هؤلاء الإرهابيين، إلا أن ليلى تالو، السيدة الأيزيدية عادت لزيارة المكان الذي اختطفت منه، في أقصى شمال شرق العراق عام 2014. وفي تفاصيل قصتها الحزينة، فإن السيدة تالو تمكنت من تغيير مصيرها باعتناقها وزوجها الإسلام مرغمين، وهو ما سمح لأفراد الأسرة الصغيرة بالعيش كمواطنين من الدرجة الثانية، في رعي الأغنام، مع أيزيديين آخرين واجهوا نفس المصير. لكن هرب الكثيرين من الأيزيديين من قبضة التنظيم، دفع مسلحيه إلى جمع الرجال واقتيادهم بعيدا، حيث يعتقد أنهم قتلوا وتم التخلص من جثثهم في مصرف مياه، حتى أنه يمكن رؤية عظامهم تحت أشعة الشمس.صور ضحايا جرائم تنظيم داعشMaya Alleruzzo/Copyright 2019 The Associated Press. All rights reserved. بعد هذه الحادثة تحديدا، بيعت تالو في سوق العبيد، ويمكن للمحققين الذين يسعون لجمع تفاصيل قصص اختطاف واستعباد تنظيم داعش للمئات من الأيزيديات، بأن يتأكدوا بأن هذه العمليات تم التخطيط لها من قبل جهات عليا في التنظيم، وأن تنفيذها تم من خلال كافة الأطراف، وتم تبريرها بمسوغات دينية. وعلى حد قول بيل ويلي، أحد أعضاء فريق التحقيق في القضية، فإن كل هذه التفاصيل تجعل هذه العمليات من بين عمليات الاستغلال الجنسي غير المألوفة في الحروب الحديثة. وقد شجع استعباد الأيزيديات، على فتح سوق للرقيق الأبيض وتمت عمليات بيع وشراء لهؤلاء النسوة فيه حتى خارج سيطرة عناصر التنظيم.ليلى تالوMaya Alleruzzo/Copyright 2019 The Associated Press. All rights reserved. المرة الأولى التي بيعت فيها تالو كانت لطبيب عراقي، أشبع رغبته منها ثلاثة أيام، أهداها بعدها لصديق، ثم انتقلت ملكيتها لجراح عراقي، بقيت معه 8 أشهر، بيعت بعدها لرجل سعودي لقاء مبلغ 6000 آلاف دولار، هذا الرجل كان عضوا في الشرطة الدينية التابعة للتنظيم، وكان لديه سوق رقيق خاص به في المنزل، اشترى النساء وباعهن عبر الإنترنت، وبعد اغتصابها طيلة فترة امتلاكها، باعها لسعودي آخر، وهو تاجر رقيق أيضا. وتقول ليلى تالو إنها حملت مرتين وأجبرت على الإجهاض، رغم أن التنظيم كان يحرم الإجهاض حتى بالنسبة للعبيد، ولتزيد قصتها ألما، فإن طفلاها كانا معها طيلة فترة استبعادها. محنة الاستعباد لم تنته سوى بدفع 7500 دولار من قبل مقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي، للزواج بها، أما الخروج من من الأراضي الخاضعة للتنظيم، فقد كلفها مبلغ قدره 19500 دولار، جمعتها أسرتها لتنهي مأساتها.ليلى وأسرتهاMaya Alleruzzo/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved. ومن بين نحو 6417 إيزيديا اختطفوا في شهر أغسطس 2014، بعد الهجوم على سنجار، تمكن نحو 3500 فقط من الفرار، بعد دفع فدية. ومن بين من هرب أيضا، ابنة شقيق تالو في فبراير الماضي، ولا يزال نحو 2900 أيزيديا في عداد المفقودين، منهم 1344 امرأة وفتاة، ويرى باحثون أن معظمهم لقي حتفه، رغم شح المعلومات حول إن كانوا يعيشون في مناطق يسيطر عليها تلنظيم في سوريا.ليلىMaya Alleruzzo/Copyright 2019 The Associated Press. All rights reserved.
مشاركة :