بروح دعابية وخفيفة الدم، اجتمع أربعة من نجوم الكوميديا على منصة واحدة في جزيرة المجاز بالشارقة، ضمن أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي، وهم الفنان المصري أحمد بدير، والفنان الكويتي طارق العلي، والفنان السعودي عبدالله السدحان، والفنان الإماراتي جابر نغموش، فقد غلب على الجلسة التي أدارها الإعلامي معتز الدمرداش الفكاهة والضحك وجذب الجمهور، فكان عنوان الجلسة هو "مسيرة الفن الكوميدي العربي"، وواقع الفنان الكوميدي وتأثير شخصيته الحقيقية على نجاح أعماله. وحضر الجلسة، التي أقيمت برعاية جمعية المسرحيين بالشارقة، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والدكتور رشاد محمد سالم، مدير الجامعة القاسمية، وأسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، وشخصيات إعلامية وثقافية وفنية، وجمهور كبير من مختلف الأعمار والجنسيات امتلأت به الخيمة التي احتضنت الأمسية. ورحب الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بالفنانين المشاركين في الجلسة الرمضانية، مشيراً إلى أن الشارقة ظلت على الدوام البيت الذي يحتضن المثقفين والفنانين في مختلف المجالات الإبداعية، انطلاقاً من رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه واهتمامه بأصحاب المواهب والمبدعين، من الجنسيات كافة، ومنحهم فرصة المساهمة في مشروع الشارقة الثقافي، وتعزيز حضورها البارز على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية الرائدة في المنطقة والعالم. أحمد بدير: تأتي المواقف المضحكة بطريقة عفوية أعرب بدير عن اعتقاده بأن الفنان يعتبر مرآة لشعبه ولأمته، التي يعبر عنها ويبرز همومها ومشكلاتها، ووصف في الوقت نفسه الأحداث، التي مرت بها الأمة العربية في السنوات الأخيرة، بـ "الخريف" العربي، مثمناً دور دولة الإمارات والعديد من الدول العربية الأخرى في الوقوف إلى جانب الشعب المصري، لمواجهة من كان يريد أن يدمر مصر، ويضع أهلها في نفق مظلم يؤدي إلى خراب الوطن العربي بأكمله، مشيداً بدور الجيش المصري في حفظ مقدرات الوطن وحماية شعبه. كما تحدث عن دوره في مسرحية "ريا وسكينة" وكواليس ظهوره الأول على خشبة المسرح في عمل بهذا الحجم، وقال إن الفنان عندما يشتغل مع من هم أقوى منه، فإنه يستفيد كثيراً منهم، لذلك شكلت هذه المسرحية، التي عرضت للمرة الأولى عام 1984، نقلة نوعية في مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن الفنان لا يقوم بإجراء تدريبات مسبقة على كيفية إضحاك الجمهور، وإنما تأتي المواقف المضحكة بطريقة عفوية تترك تأثيرها على المشاهدين وأكد بدير أن من أكثر الأشياء التي تضحك المشاهد هي الصدق، والنقد البناء، وتسليط الضوء على السلبيات، حيث يمكن للكوميديا أن تطهّر العقل والقلب، وأن تنفذ إلى داخل الإنسان وتخرج همومه، معتبراً الضحك أصعب من البكاء. عبد الله السدحان: لم أمثل دوري كما هو وحول تجربته الفنية، أكد السدحان أنه ليس من الذين يأخذون النص ويمثلونه كما هو، ولكنه يحرص على أن يكون له دور في الكتابة والتعديل، ويحاول الإضافة عليه أيضاً في لحظة الأداء، ليكون الضحك نتيجة لكل هذه الخطوات. وانتقد بطل مسلسل "طاش ما طاش" مواقع التواصل الاجتماعي التي تحد من التقارب والتواصل الحقيقي بين أفراد العائلة الواحدة، معتبراً السخرية من هذه المواقع في بعض الأعمال الكوميدية العربية نتيجة طبيعية لتأثيراتها السليبة على النسيج الاجتماعي والأسري. جابر نغموش: تعلمت من المسرحيات المصرية وفيما يتعلّق بالإرتجال في الأعمال الفنية، أكد نغموش أنه لا يرتجل لنفسه في المسرحيات والمسلسلات التي شارك فيها، وإنما يفعل ذلك في إطار مجموعة الممثلين المشاركين في هذه الأعمال، مشيراً إلى أن الممثل الجيد يبرز في العمل حتى ولو كانت البطولة جماعية. واعترف النجم الإماراتي بأنه تعلّم كثيراً من المسرحيات المصرية والكويتية القديمة، التي شارك فيه نخبة من رواد المسرح وخاصة في فترة الفنان الراحل زكي طليمات. واعتبر الفنان جابر نغموش أن الضحكة يمكن أن تنبع من القلب وعندها يكون الإنسان سعيداً بحق، أو تظهر على الشفاه، لتعبّر عن سعادة غير حقيقية، معتبراً أن الفترة الحالية لا يوجد فيها من الأحداث والمواقف ما يساعد الممثل على إضحاك الناس، لأن الظروف التي تمر بها بعض الدول الشقيقة، تجعل الضحك من القلب أمراً مستحيلاً. وطالب بأن تكون النصوص محايدة، وغير منحازة إلى طرف دون آخر، كي لا تشكل استفزازاً لأحد. وأشاد الفنان الكويتي طارق العلي بجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الحركة الفنية والعمل المسرحي، واصفاً إياه بـ"الأب الروحي للفنانين العرب"، ومعتبراً الشارقة رائدة في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية المتميزة. وأكد أنه يختلف مع زميله جابر نغموش في استحالة الضحك خلال المرحلة الحالية، مشيراً إلى أن ما يضحكنا اليوم يكمن فيما تقدمه الكوميديا العربية من أعمال تعكس مآسينا رغم قسوتها، لذلك فإن هذه الكوميديا جبّارة وشجاعة لأنها أضحكت الناس على مآسيهم وهمومهم. وتفاعلاً مع المسابقة التي أطلقها مركز الشارقة الإعلامي لالتقاط صور "سيلفي" مع الفنانين المشاركين في الأمسية، احتشد عشرات المعجبين بالنجوم أمام مدخل الخيمة، لمحاولة الحصول على صورة تجمعهم مع أحد نجومهم من الفنانين، ومن ثم نشرها على موقع "أنستغرام" مع الوسم الخاص بالمسابقة #في_ثقافة_الحوار، أملاً بالفوز بإحدى الجوائز الثلاث القيمة التي رصدها المركز للحضور.
مشاركة :