د.عبد الفتاح أبو كيلة: العيد وكيفية صلاته في زمن الكورونا

  • 5/22/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يهل العيد في هذه الأيام على جيل بأكمله لم يخطر بباله أن يعيش مثل هذه الفترة العصيبة من أيام البشرية والتي انتشر فيها الوباء فيروس كورونا المعدي، وسيطر على دول بأكملها، حيث شاهد هذا الجيل لأول مرة إغلاق المساجد ومنع الصلاة فيها، وتوقيف الشعائر التي من سماتها التجمع والمخالطة، وذلك كإجراء احترازي لمنع انتشار مثل هذا المرض المعدي بين الناس.وصلاة العيد شعيرة من أعظم شعائر الله – تعالى- الظاهرة، والناس يجتمعون لأدائها؛ كمظهر من مظاهر الفرح، وتعبيرا عن شكرهم لله – تعالى – على ما أنعم به عليهم من النفحات والخيرات.وفي ظل انتشار هذا الفيروس منعت التجمعات؛ خوفا من انتقال هذا المرض عن طريق المخالطة بين الناس وقت أداء صلاة العيد .وقد قرر الفقهاء أنه يشرع للمسلم أن يصلي صلاة العيد في بيته منفردا، أو جماعة، وله أن يصليها بأهل بيته؛ لما روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -:"أنه كان إذا فاتَته صلاةُ العيدِ مَعَ الإمامِ جَمَعَ أهلَه فصلَّى بهِم مِثلَ صلاةِ الإمامِ في العيدِ".وإذا ما صلاها المسلم جماعة بأهل بيته فله أن يقتصر على الصلاة فقط دون الخطبة؛ حيث إن خطبة العيد لا تشترط لصلاته فهي سنة منفردة لذاتها وليست واجبة، وإن خطب بهم خطبة العيد فلا بأس بذلك عندي، فيذكر أهله فيها بنعم الله- تعالى- عليهم ، وما ينبغي عليهم أن يفعلوه في ظل انتشار مثل هذا الوباء، ويؤكد عليهم فرحتهم بالعيد، مع التضرع لله – تعالى- بأن يرفع عن الناس الوباء والبلاء؛ فيبدأ بتقدم صلاة العيد على خطبته، ثم يخطب بهم بعد الصلاة خطبتين يجلس بينهما جلسة خفيفة. ووقت صلاة العيد وقت صلاة الضحى ويبدأ من بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا؛ ويمتد إلى قبيل أذان الظهر بثلث ساعة تقريبا .وصفتها: أن تصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة، وإنما ينادى إليها بـ: " الصلاة جامعة، الصلاة جامعة " ، فيكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام.وينبغي على كل مسلم أن يعلم أن العيد فرحة، وأن عليه إظهار تلك الفرحة في نفسه وبين أسرته ومجتمعه؛ لاسيما الصغار منهم فيأتي لهم بالملابس الجديدة، وببعض اللعب والهدايا؛ كي يشعروا بفرحة العيد، ويتأدبوا بآدابه الشرعية بلا إسراف ولا تبذير، حتى ولو منعه مانع من الخروج لأداء صلاة العيد؛ فإن عليه أن يكثر من التكبير والتهليل والدعاء، وأن يحرص على تبادل التهاني والتبريكات فيما بينه وبين الناس من خلال وسائل التواصل المتاحة مع أخذ الاحترازات اللازمة للحفاظ على النفس والحد من انتشار فيروس كورونا، فلا ينسى أهله وأقاربه فيصلهم قدر المستطاع ..

مشاركة :