استياء أوروبي من «عدائية» لندن في مفاوضات «ما بعد بريكست»

  • 5/22/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون خروج بريطانيا من الاتحاد، إن بريطانيا ليس لها الحق بشكل تلقائي في أية مكاسب سبق أن منحها التكتل لشركاء آخرين في محادثات التجارة.وفي الوقت الذي يتفاوض فيه الجانبان على شراكة جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، نشر كبير مفاوضي لندن خطاباً أمس الثلاثاء يتهم بروكسل بمنعها من مكاسب سبق أن منحها التكتل لشركاء آخرين.ورد ميشيل بارنييه بالقول «ليس هناك حق تلقائي في أية مكاسب ربما عرضها الاتحاد الأوروبي أو منحها في سياقات وظروف أخرى لشركاء آخرين كانوا في الغالب مختلفين جداً». رسالة ديفيد فروست وأبدى بارنييه استياءه من نشر نظيره البريطاني ديفيد فروست رسالة ذات لهجة عدائية يحض فيها بروكسل على تقديم تنازلات، معتبراً أن من شأن ذلك إعاقة المحادثات التجارية بين التكتل ولندن لمرحلة ما بعد بريكست.وكان فروست استخدم لهجة حادة غير مألوفة الثلاثاء في اتهامه للاتحاد الأوروبي بتقديم عرض «لاتفاق تجاري متدني الجودة» لا يليق بشريك تجاري مقرّب وذي سيادة مثل بريطانيا.وكتب بارنييه، في رد من ثلاث صفحات على الرسالة البريطانية، «لا أريد أن تؤثر اللهجة التي اعتمدتموها على الثقة المتبادلة والنهج البناء الضروريين بيننا».وأضاف أنه «لم يكن ليظن أن تبادلاً للرسائل فيما يتعلق بنوعية المفاوضات هو بالضرورة السبيل الوحيد للتقدم إلى الأمام».ويأتي هذا التبادل المشحون بين الطرفين بعد أيام على انتهاء جولة ثالثة من المحادثات بينهما عبر الفيديو بدون تحقيق أي تقدم يذكر.واستعرض بارنييه في رسالته مواقف الاتحاد الأوروبي القديمة والثابتة خلال المفاوضات، رافضاً مقولة إن بروكسل تحرم بريطانيا من مزايا منحتها لبلدان أخرى أبرمت معها اتفاقات تجارية.وشدد الوزير الفرنسي السابق على أن أعضاء فريقه التفاوضي يتبعون بإخلاص بنود إعلان سياسي تم توقيعه مع لندن ويتضمن خارطة طريق للعلاقات المستقبلية بينهما. اتفاق فريد من نوعه وكتب بارنييه «هذه هي السابقة الوحيدة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي»، واصفاً أي اتفاق جديد يتم التوصل إليه بأنه سيكون «فريداً من نوعه» و«مصمماً للشريك والحقبة» في الصيغة التي ينتهي إليها.واعتبر فروست أن اتفاقاً تجارياً حراً يمكن أن يأتي على غرار الاتفاقات التي أبرمها التكتل مع دول مثل كندا، مشككاً بسعي بروكسل إلى مزيد من الإشراف في التجارة مع بريطانيا.لكن بارنييه دافع بشكل ثابت عن سعي أوروبا إلى اتفاق منصف ومتوازن يضمن التزام بريطانيا بمعايير الاتحاد الأوروبي حول البيئة والصحة والمساعدات وأشياء أخرى متعارف عليها.وهذا يعد من أكثر الجوانب الخلافية للمفاوضات، بالإضافة إلى رغبة أوروبا في الاحتفاظ بحق السفن الأوروبية في الصيد بالمياه البريطانية.خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير بعد نحو أربع سنوات على استفتاء أفضى إلى اختيار البريطانيين فك اندماج بلادهم مع أوروبا الذي دام ما يقرب من خمسين عاماً.لكن بريطانيا لا تزال ملزمة بتطبيق القوانين الأوروبية حتى 31 كانون الأول/ديسمبر المقبل، في الوقت الذي تحاول فيه صوغ علاقة جديدة مع شريكها التجاري الأكبر.ومن المقرر أن تعقد جولة رابعة من المفاوضات في الأول من حزيران /يونيو، قبل أسابيع من مهلة نهائية لتمديدها، وهو تمديد استبعده بوريس جونسون بشكل قاطع.

مشاركة :