أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، انسحاب بلاده من اتفاقية «الأجواء المفتوحة» مع روسيا، ثالث معاهدة لضبط التسلّح يلغيها سيّد البيت الأبيض منذ وصوله إلى السلطة، فيما علقت الخارجية الروسية على انسحاب واشنطن بالقول: «انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الأجواء المفتوحة سيضر بمصالح جميع أطراف المعاهدة»، مؤكدة أن الخطوة «ضربة لأمن أوروبا».وقال الرئيس الأمريكي إن موسكو لم تفِ بالتزاماتها الواردة في الاتفاقية التي مرّ عليها 18 عاماً وصُمّمت لتعزيز الشفافية العسكرية والثقة بين القوى الكبرى. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن «روسيا لم تلتزم بالمعاهدة. ولذا، سننسحب إلى أن يلتزموا».وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن ترامب يخطط لإبلاغ موسكو بالخطوة الجمعة، وأن القرار قد يشكّل تمهيداً لانسحاب واشنطن من معاهدة «ستارت الجديدة» التي تحد عدد الصواريخ النووية التي يمكن لكل من الولايات المتحدة وروسيا نشرها.وتسمح اتفاقية «الأجواء المفتوحة» بين روسيا والولايات المتحدة و32 دولة أخرى، معظمها منضوية في حلف الأطلسي، لجيش بلد عضو فيها بتنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد وقت قصير من إبلاغه بالأمر.ويمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية.وتكمن الفكرة في أنه كلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما.لكن الجانبين يستخدمان الرحلات الجوية لفحص نقاط ضعف الخصم.وتشعر الولايات المتحدة بالامتعاض لأن روسيا لن تسمح برحلات جوية أمريكية فوق المناطق التي تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر فيها أسلحة نووية متوسطة المدى تهدد أوروبا.وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) جوناثان هوفمان إن روسيا «تنتهك بشكل صارخ ومتواصل التزاماتها» الواردة في الاتفاقية.وأضاف «تطبّق موسكو المعاهدة بأساليب تساهم في تهديد الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء عسكرياً».وأشار إلى رفض روسيا السماح بتحليق الطائرات فوق مناطق، حيث تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر أسلحة نووية متوسطة المدى، بما فيها مدينة كالينينجراد المطلة على بحر البلطيق وبالقرب من جورجيا.ومنعت موسكو العام الماضي رحلات كان من المقرر أن تراقب مناورات عسكرية روسية، وهو أمر تسمح به المعاهدة عادة.وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترامب كان غير راض أيضاً بشأن رحلة روسية فوق منتجعه للجولف في بيدمينستر في نيو جيرسي قبل ثلاث سنوات. وقال هوفمان «في حقبة المنافسة بين القوى العظمى هذه، نسعى للدفاع عن اتفاقيات تصب في مصلحة كافة الأطراف وتشمل شركاءنا الذين يلتزمون بمسؤولية بتعهّداتهم».
مشاركة :