اضطر مهند المصري إلى العمل منذ الصغر كي يساعد عائلته على شؤون الحياة اليومية، بعد أن استعجلت الرحيل عن مسقط رأسه ومنزله الذي ولد فيه في سوريا، فقصدت صوب الجنوب دفعاً لويلات الحرب وهرباً من أتونها الذي يستعر، وجاءت إلى الأردن لتبدأ من جديد. العلم نور، هكذا يقول مهند، لا يريد أن يُحرم منه رغم حرصه على العمل، لذلك يذهب إلى المدرسة المسائية يتعلم فيها الأساسيات، ويكمّلها بقراءة كل ما تصل إليه يداه من كتب إذا غنّى القمر وسكن الليل أو سمح له الوقت بين انتهاء ورشة وبداية أخرى. الكتاب بالنسبة له صديق وجليس ومدخل إلى عالم المعرفة الذي يختار أبعاده بنفسه، ويتعلم منه أشياء جديدة، ويكتشف من خلاله ثقافات أخرى، ويتعرف عبره إلى الدنيا الواسعة الرحبة التي لا تعرف الأسوار ولا الحدود كطموحه. مبادرة ولذلك شارك مهند المصري في النسخة الرابعة من "تحدي القراءة العربي"، المبادرة الأكبر من نوعها لتشجيع طلبة الوطن العربي ودارسي اللغة العربية والمتعلمين بها في مختلف أنحاء العالم على القراءة ومطالعة أهم الإصدارات المعرفية والأدبية باللغة العربية لتطوير مخزونهم المعرفي وترسيخ مكانتها. وأبهر مهند بأدائه وإجاباته وتفاعله العفوي لجنة تحكيم تحدي القراءة العربي ليصل إلى مرحلة متقدمة فيه، ويبرز نجماً متمرساً في المطالعة من بين ملايين المشاركين من قرّاء العربية ومتعلميها في جهات الأرض الأربع. قصته أصبحت مثالاً للتصميم، وطالب الرزق الذي صار عاملاً مجتهداً معتزاً بما ينتجه من إبداعات وبما يقدمه ليعين أهله ويجنبهم شدائد الشتات، هو أيضاً اليوم طالب متميز في مختلف المواد التي يذاكرها مع زملائه وأقرانه ومعلميه في مدرسته. مهند عرف أن الإيجابية طريق الإنجاز، والعمل طريق النجاح، فسلكها جميعاً، لا يلوي على شيء، حتى صار قدوة لأقرانه وفخراً لأهله ومعلميه والمشاركين معه في تحدي القراءة، بعد أن حوّله إلى فرصة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :