أعلن أبناء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، "العفو" عن قتلة والدهم. يأتي ذلك بعد نحو خمسة أشهر على صدور أحكام بالإعدام والسجن في القضية التي أثارت إدانات دولية واسعة. صلاح خاشقي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب مقتل الصحافي جمال خاشقي في عام 2018 (أرشيف) أعلن أبناء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، "العفو" عن قتلة والدهم. يأتي ذلك بعد نحو خمسة أشهر على صدور أحكام بالإعدام والسجن في القضية التي أثارت إدانات دولية واسعة. قال صلاح خاشقجي ابن الصحفي السعودي القتيل جمال خاشقجي اليوم الجمعة (22 مايو/آيار) في بيان مقتضب إنه واخوته قد عفوا عن قتلة أبيهم. وكتب صلاح في تغريدة على حسابه الموثق باسمه على تويتر "نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أنا عفونا عن من قتل والدنا لوجه الله". وجاء في تغريدة صلاح انّ قرار العائلة يستند إلى آية قرآنية تشجّع على العفو. ولم يتم التأكد من مصدر موثوق بأن البيان صادر بالفعل عن صلاح خاشقجي. ولم يتضح على الفور تأثير العفو على مجرى القضية والأحكام التي صدرت فيها، نبيل نويرة الباحث في شؤون الخليج قال إنّه "وفقا للشريعة في السعودية، لن يتم إعدام القتلة" بعد العفو عنهم. وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أصدرت السلطات السعودية أحكاما بالإعدام على خمسة أشخاص وبالسجن على ثلاثة آخرين في قضية مقتل الصحافي، لكنّها قرّرت الافراج عن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري وعدم توجيه اتهام لسعود القحطاني المستشار المقرّب من ولي العهد. وقالت النيابة العامة إنّ التحقيقات أثبتت أنّ جريمة قتل الصحافي في قنصلية بلاده باسطنبول العام الماضي، لم تتم بنية مسبقة، مشيرة إلى أن الأحكام الصادرة عن المحكمة الجزائية في الرياض يمكن أن تستأنف. كما أعلنت تركيا في آذار/مارس الماضي توجيه اتهامات لعشرين سعودياً بينهم العسيري والقحطاني بختام تحقيق استمر أكثر من عام في القضية . وذكر مكتب المدعي العام في اسطنبول أنه جرى إعداد قرار اتهامي، ما يمهد لبدء محاكمة بحق المتهمين لم يعلن تاريخ افتتاحها، علما أن السعودية رفضت تسليم تركيا المتورطين في القضية. وشككت منظمات حقوقية في نزاهة المحاكمة التي جرت في المملكة بعيدا عن الاعلام ، غير أن صلاح خاشقجي دافع في تشرين الاول/اكتوير الماضي عن السلطات في المملكة، في الذكرى السنوية الأولى لمقتل والده، رافضا محاولات "استغلال" القضية "للنيل" من السعودية. وكتب على تويتر "لدي مطلق الثقة في قضاء المملكة، في تحقيق العدالة كاملة بمرتكبي الجريمة النكراء". في نيسان/أبريل 2019، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن أبناء خاشقجي تسلّموا منازل بملايين الدولارات كتعويضات ويتقاضون شهريًا آلاف الدولارات من السلطات السعوديّة. وأشارت إلى أنّ تلك المنازل تقع في جدّة في غرب السعوديّة، في مجمّع سكني واحد، وتبلغ قيمة كلّ منها أربعة ملايين دولار. لكن عائلة الصحافي نفت وجود أي "تسوية" مع السلطات السعودية. وقتل خاشقجي الذي كان ينشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالات ناقدة لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في القنصلية في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر 2018. وأثارت القضية ردود فعل دولية مندّدة أضرّت بصورة المملكة وبولي العهد الشاب بشكل كبير خصوصا بعدما اتّضح أن جثة القتيل تعرّضت للتقطيع بعد قتله. ولم يتم العثور على جثته بعد. واعتبر الأمير محمد في تصريحات أدلى بها لشبكة "بي بي أس" التلفزيونية الأمريكية في ذكرى مقتل خاشقجي أنّ جريمة القتل وقعت خلال وجوده في سدة الحكم ما يضعه في موقع من يتحمّل المسؤولية، لكنه شدّد على أنّها تمت من دون علمه. وبحسب استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، فإن ولي العهد قد يكون هو من أمر بعملية القتل في القنصلية. وخلصت أنييس كالامار، خبيرة حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة التي أجرت تحقيقاً مستقلاً في مقتل الصحافي السعودي الذي كان في السابق مقرّبا من دوائر الحكم في المملكة، إلى أن هناك "أدلة موثوقة" تشير إلى "المسؤولية القانونية لكبار المسؤولين السعوديين بمن فيهم ولي العهد السعودي" عن العملية. ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :