دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الوقت الذي يسعى فيه العالم للخروج من أزمة فيروس كورونا "كوفيد-19" ببطء، نحن على وشك أن نواجه حقبة جديدة في قطاع السفر الجوي. على سبيل المثال، يمكن أن نواجه جيشاً من عمال النظافة الآليين، الذين يحرصون على تنظيف وتعقيم المطارات، بشكل متكرر. وربما أيضاً ستستطيع فتح صناديق التخزين، الموجودة فوق مقعدك على الطائرة، من خلال إيماءات اليد وحركات العين. تعد غالبية هذه المفاهيم والأفكار مجرد تجارب فقط، ولكنها ربما تتحول قريباً إلى واقع، مثل البوابات البيومترية وماسحات الجسم التي اعتدنا عليها في محطات المطار.قد يهمك أيضاًكيف ستكون تكلفة السفر على متن الرحلات الجوية بعد أزمة فيروس كورونا المستجد؟ يقول أليكس ديختر، وهو الشريك الرئيسي في شركة "McKinsey & Company": "يجب أن تجري مسحاً ضوئياً في كل موقع، كما يتم فحص درجة حرارتك عدة مرات، مع توقيع أوراق ونماذج مختلفة". ويعتقد ديختر أنه من المهم إنشاء بروتوكولات، بحيث إذا كانت نتائج اختبار الراكب إيجابية، يمكن لشركة الطيران الاتصال بجميع الركاب الآخرين، الذين كانوا على متن الطائرة ذاتها. وأوضح: "ستغتنم شركات الطيران هذه الفرصة لتسريع الخدمة الذاتية. وهذا الاتجاه كان سائداً لبعض الوقت، ولكن شركات الطيران كانت على الأرجح أبطأ في توسيع نطاق هذه التقنيات". وحتى تتحقق هذه التقنيات الجديدة بالكامل، قد يضطر المسافرون قريباً إلى التعامل مع ما هو موجود بالفعل. يتوقع ديختر رد فعل إيجابيا على تجارب حجب مقاعد الصف الأوسط، وهذا ما فعلته خطوط "فرونتير" الجوية لفترة وجيزة، مع جعل الركاب يدفعون مبلغاً إضافياً للحفاظ عليها فارغة. أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بياناً رسمياً، في 5 مايو/ أيار، يوصي الركاب وأفراد الطاقم بارتداء أقنعة الوجه على متن الطائرة، بدلاً من ترك المقاعد المتوسطة فارغة. يقول ديختر: "إذا نظرنا إلى وضع القطاع في أعوام 2022 و 2023 و 2024، فالسؤال الكبير حول ملامح السفر الجوي سيكون له علاقة بالتداعيات الاقتصادية أكثر من الفيروس". الخطوط الجوية القطرية تقدم معدات الحماية الشخصية لطاقمها الجوي وفي العصر الجديد من قطاع السفر الجوي، يمكن توقع أن معدات الحماية الشخصية ستكون جزءاً لا يتجزأ من أمتعة المسافرين. على سبيل المثال، جعلت عدداً من شركات الطيران الأوروبية، مثل الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية الملكية الهولندية، ارتداء قناع الوجه أمراً إلزامياً للركاب وأفراد طاقم الطائرة. وهناك مبادرات جارية للتحقق من صحة الركاب والتأكد من نظافة مطاراتها. ويشمل ذلك كشكاً يعمل بالتلامس الصوتي، لمراقبة درجة حرارة الركاب، ومعدلات القلب، والجهاز التنفسي، قبل تسجيل الوصول. ويذكر أنه يتم تطويره بالشراكة بين الاتحاد للطيران والشركة الأسترالية "Elenium Automation"، كما يخضع لاختبارات في مطار أبوظبي. ويقول يورج أوبرمان من الاتحاد للطيران إن التكنولوجيا هي مؤشر إنذار مبكر، سيساعد في تحديد الأعراض التي يمكن تقييمها من قبل خبراء طبيين، للمساعدة في منع المزيد من العدوى. وفي مبادرة أخرى، بمطار هونغ كونغ الدولي، يتم تطبيق طلاء مضاد للميكروبات غير مرئي، بحيث يدمر الجراثيم والبكتيريا والفيروسات على الأسطح عالية اللمس في المطار.قد يهمك أيضاًما هي سياسات السفر التي يدعمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي ما بعد فيروس كورونا؟ كما يختبر مطار هونغ كونغ روبوتات تعقيم ذكية مستقلة، ومجهزة بمطهرات فوق البنفسجية، بحيث تجوب المطار وتطهر مرافق الركاب. وفي نهاية المطاف، يعتمد قطاع الطيران على استعادة ثقة الركاب للسفر مجدداً. وبتكليف من جمعية "تجارب المسافرين جواً" والجمعية الدولية لخدمات الطيران، حلل الأخصائيين، في شركة "Fethr"، أكثر من 900 مليون محادثة حول كوفيد-19 والسفر الجوي. وقال ويل كوبر، وهو مدير الإحصاءات في "Fethr"، لـCNN: "أكثر من ثلث المحادثات، في الوقت الحالي، المتعلقة بالسلامة على متن الطائرة هي سلبية للغاية". وأضاف: "يعبر الركاب عن مخاوفهم وإحباطهم حول عدم معرفة ما إذا كان السفر آمناً أو كيف يحمون أنفسهم، وليس واضحاً بالنسبة لهم حول ما تفعله شركات الطيران". وربما تكون استعادة ثقة الركاب هي إحدى أطول الرحلات، التي تواجه شركات الطيران اليوم.
مشاركة :