رؤى الخبر – محمد النجعي : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد: رسالة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمة الله التي جاء بها الشريف أحمد بن حسين الفلقي وناصرها الأشراف الجعافرة مما يدل على حرص هذه الدولة السعوديه المباركة على مراحلها الثلاثة على نشر العقيدة السلفية. نص الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى من يراه أهل المخلاف السليماني خصوصا الأشراف أولاد محمد بن أحمد حمود، وناصر ويحي وسائر إخوانهم وبنو إخوانهم وكذلك الأشراف بنو النعمي وكافة أهل تهامة ، وفقنا الله وإياهم إلى سبيل الحق والهداية ، وجنبنا وإياهم طريق الشرك والغواية. أما بعد ، فالموجب لهذه الرسالة أن الشريف أحمد بن حسين الفلقي قدم إلينا فرأى ما نحن عليه وتحقق صحة ذلك لديه ، فبعد ألتمس منا أن نكتب لكم ما يزول به الاشتباه فاعلموا – رحمكم الله – أن الله تعالى أرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، على فترة من الرسل فهدى به الدين الكامل ، والشرع التام، وأعظم ذلك وأكبره وزبدته، إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. وذلك الذي خلق الخلق لأجله ، ودل الكتاب على فضله كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل: 36], وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة: 5]. وإخلاص الدين هو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، وذلك بأن لا يدعى إلا الله ولا يستغاث إلا به ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه ، وأن كل ما هنالك لله تعالى لا يصلح شيء منه لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا شيء غيرهما وهذا هو بعينه توحيد الألوهية الذي أسس الإسلام عليه ، وانفرد به المسلم عن الكافر وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ولما من الله علينا بمعرفة ذلك ، وعلمنا أنه دين الإسلام اتبعناه ودعونا الناس إليه ، وإلا فنحن قبل ذلك كنا على ما عليه غالب الناس من الشرك بالله ، من عبادة القبور والاستعانة بهم والتقرب بالذبح لهم ، وطلب الحاجات منهم مع ما ينضم إلى ذلك من فعل الفواحش وارتكاب المحرمات وترك الصلاة وترك شعائر الدين حتى أظهر الله الحق بعد خفائه على يد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أحسن الله له المئاب، فأبرز لنا ما هو الحق والصواب من كتاب الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 42]. فتبين لنا أن الذي نحن عليه هو دين غالب الناس اليوم من الاعتقاد في الصالحين وغيرهما ودعوتهما والتقرب إليهم بالذبح لهما والنذر لهم والاستغاثة بهم في الشدائد وطلب الحاجات منهم إنه هو الشرك الأكبر الذي نهى الله عنه ، وتهدد بالوعيد الشديد عليه ، وأخبر في كتابه أنه لا يغفر إلا بالتوبة منه. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء: 48], إذا عرفتم هذا فاعلموا رحمكم الله تعالى ، إن الدين الذي ندين به لله هو إخلاص العبادة لله وحده ونفي الشرك وإقامة الصلاة جماعة وغير ذلك من أركان الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يخفى على ذوي البصائر والأفهام والمتدينين من الأنام إن هذا هو الدين الذي جاءنا به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } [آل عمران: 85] فمن قبل هذا فهو حظه في الدنيا والآخرة ، ونعم الحظ دين الإسلام ، ومن أَتى غيره واستكبر نحيناه عن ذلك وقاتلناه ، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ } [البقرة: 193]، وقصدنا بهذه النصيحة لكم القيام بواجب الدعوة قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108] صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين. يتبين من رسالة الإمام عبدالعزيز إلى أهل المخلاف: 1. الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود كان طالب علم له دراية بالعقيدة الصحيحة. 2. تاريخ الرسالة 1215 هـ. 3. رسالة تمثل البداية الفعلية لوصول الدعوة السلفية إلى أهل المخلاف السليماني. مضامين رسالة الإمام عبدالعزيز إلى أهل المخلاف 1. تواضع الإمام عبدالعزيز حيث وضع اسمه مجرد من اللقب. 2. اهتمام قادة هذه البلاد على مر عصورها بعقيدة السلف. 3. الاقتداء بالسنة في الرسائل إلى أهل الأمصار لدعوتهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده. 4. حسن الأسلوب في دعوة المخالف حيث اعترف هو بأنه في نجد كانوا مخالفين للمنهج الحق قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. كتبه / احمد بن جابر الجعفريمرتبطالمشاركة
مشاركة :