«بيني وبينك سور ورا سور وأنا لا مارد ولا عصفور في إيدي ناي والناي مكسور وصبحت أنا في العشق مثل» إذا كنت تعرف هذه الأغنية، وتحبها، فلا بد أنك إنسان رائع... وإن كنت لا تعرفها، ألم تسأل نفسك سابقاً هذا السؤال؛ البحر بيضحك ليه؟ حسناً، لهذه الأغنية قصص كثيرة معي سأحكي واحدة منها لعلها توجد إجابة للسؤال أو تفسره.. كان بإمكاني أن أحكي لك الحكاية بكل الروعة التي تستطيع أن تتخيلها. لكنها كانت دائماً أروع مني، فهي المحبة للغير والعاشقة المحبوبة والأقرب لقلب الله قبل الجميع. لذلك سأحكي لك حكايتي معها بضعف نسبي، لكن من يدري؟ عسى أن ينالك القليل من هوسي بها، فتتماهى... العناق ليس بالضرورة أن يكون التصاق الجسد بالجسد... ليس شرطاً فيه أن تتسلل الأصابع إلى ظهرك وتتحسسك لتقول لك لا بأس... كنت في الماضي أظن ذلك، وأسعد به، حتى لاقيت عناقا أجمل وأقوى وأعمق... حين ثرثرنا سوياً وعينانا في أعين بعض... تلك اللمعة القوية التي لم تكن صعبة على أي من المارة أن يلحظها، تلك اللمعة الفاضحة التي تقول وبكل صراحة صارخة كل شيء... عندما هونت علي مشاكلي وأوجاعي من دون أن يصيبني الندم كما يحدث في كل مرة أبوح فيها... ابتسامتها بعد أن تقاطعني بضحكة فرحة على ما أقول، فأعرف منها البحر بيضحك ليه، ويعجز قلمي وقلبي عن الوصف والتعبير... حينها فقط شعرت بالحضن. إيدا... أنا أحبك وأشتاقك، فلماذا تبني بيننا الأسوار؟ أكان فراقك فارقاً لهذه الدرجة من المصداقية؟ أم أن وجودك كان أكثر شمولاً وملحمية وتأثيراً في كينونتي فوق ما توقعت؟ أوه، يبدو تعبير «كينونتي» هذا سخيفا للغاية لكنني شعرته منذ ثوانٍ ولن أحذفه... أتعلمين، زمان، لما كنت أكتب نصاً ما كنت أستطيع تذوقه والشعور بمدى روعته التخيلية آنها ورداءته النسبية بعدها... أما الآن، في غيابك، فقد أصبح كل شيء مملا ورتبا برائحة واحدة، أو بمعنى أصح؛ بلا رائحة ولا مذاق... إيدا... أريدك كطفل متمسك بلعبته المفضلة، وأخاف عليك مني ككهل حكيم يعلم أن بقاء الحب خيره في فقده، وأحبك وأشتهيك كشاعر حبسوه ﻷنه كتب الشعر! لقد اصبح بعدك شيئاً عبثياً يشتت ذهني في الصباح ويراوغ أحلامي في المساء، فصرت لا أفرق بين الواقع والخيال، بالله عليكِ كفاك بعداً وعودي جميلة كما كنتِ وستظلي دائماً وأبداً... إيدا، أود لو أقول لكِ الكثير الكثير، وأشعر بسخف ما أكتبه لك، وأشعر بك.. ولكنني بدونك متعب من حبي لكِ... فسأكرر، أنا أحبك... وأشتاقكِ. تعلمين أنني أكره رفاق المرحلة رغم حبي الشديد لهم، لقد لعبوا دورهم في حياتي ثم غابوا في طوايا الزمان، وما زالوا يغيبون، لذلك أرجوك... كوني رفيقة طريق. «البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أتدلع أملا القلل البحر غضبان ما بيضحكش.. أصل الحكاية ما تضحكش البحر جرحه ما بيدبلش.. وجرحنا ولا عمره دبل !» إيدا.. أنا محظوظ جداً، ﻷنني سمعت «البحر بيضحك ليه» بصوتك في هذا اليوم.
مشاركة :