تودع مصر مدفع الإفطار مع آخر أيام شهر رمضان الكريم، حيث يتم إطلاقه من ميدان النهضة يوميًا في شهر رمضان الحالى لأول مرة منذ سنوات طويلة، بعدما نزل من مكانه الطبيعى في قلعة الجبل أو قلعة صلاح الدين. وأعاد مدفع الإفطار إلى المصريين ذكريات جميلة، تعودوا أن يسمعوا صوته فقط في الراديو أو التليفزيون إلا أن مشاهدة مدفع الإفطار ينطلق مع أذان المغرب في ميدان النهضة له أثر كبير على إثارة شجون وحماسة المصريين نحو ذلك التقليد الذى يمر من جيل إلى جيل من عشرات السنين.وانطلق مدفع الإفطار لأول مرة بالصدفة منذ نحو ٦٠٠ عام عندما أراد السلطان المملوكى خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصادف إطلاقه وقت المغرب أول أيام رمضان، في وقت لم يكن العالم قد عرف فيه وسائل الإعلام والاتصال الحديث وأصبح تقليدًا في شهر رمضان الكريم من كل عام وانطلق إلى العالم كله.وفى منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عهد الوالى «عباس حلمى الأول» عام ١٨٥٣، كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة، الأول من القلعة، والثانى من سراى عباس باشا الأول بالعباسية، وفى عهد الخديوى إسماعيل تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، واستقر في جبل المقطم، حيث كان يحتفل قبيل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولًا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود يوم العيد إلى مخازن القلعة مرة أخرى.
مشاركة :