كتب أحمد عبدالحميد:رفعَ الفريقُ الوطني لمكافحةِ فيروسِ كورونا «كوفيد 19» أسمى آياتِ التهاني والتبريكات إلى مقامِ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي للفريق الوطني أمس.وأكد د. وليد المانع وكيل وزارة الصحة أن الوزارةَ وجميعَ الجهاتِ مستمرةٌ في جهودِها للتصدي لفيروس كورونا بما يسهمُ في الحفاظِ على صحةِ وسلامة الجميع، مشددا على أهميةِ التزام الجميع بتنفيذ التوجيهات والقرارات الصادرة لحفظ سلامة كل أفراد المجتمع.وقال: «إننا مقبلون على عيد الفطر المبارك ونعوِّل على كلِّ أفرادِ المجتمع الالتزام بالإجراءات والقرارات الاحترازية وألا نجعل هذه المناسبة سببًا في تفاقم الحالات»، وشدد على عدم التزاور وخاصة بين العوائل منعًا لانتقال الفيروس وزيادة أعداد المخالطين.وأكد د. المانع أن حظرَ التجوُّلِ لا يتناسبُ مع مقتضياتِ المرحلة الآنية، وكل ما ندعو إليه هو التزامُ أفراد المجتمع بحظر الاختلاط والحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات.ودعا المانع الجميعَ إلى المعايدةِ عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من التجمعات، وزيادة تفعيل استخدام الدفع الإلكتروني عبر المنصات الإلكترونية للبنوك أو التطبيقات، موجهًا الشكر إلى مصرف البحرين المركزي وشركة بنفت وكل البنوك والمصارف على ما يقدمونه من تسهيلات عبر مختلف التطبيقات لتيسير المعاملات المالية الإلكترونية.وأضاف المانع أن وزارةَ الصحة حريصةٌ على توسيعِ نطاق وأعداد الفحوصات اليومية للوصول المبكر إلى الحالات القائمة وبالتالي سرعة عزلها وعلاجها إذ تم حتى اليوم إجراء أكثر من 262 ألفَ فحص مختبري، كما أن الوعي المجتمعي مهم.وأشار المانع إلى أنه استمرارًا للجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد-19» والتعامل بكفاءة ومرونة عاليتين مع مختلف المستجدات، تم رفع الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج لتبلغ 6451 سريرًا يبلغ الإشغال منها 4289 سريرًا، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية لمراكز الحجر الصحي الاحترازي 2930 سريرًا يبلغ الإشغال منها 403 أسرَّة فقط.ونوه المانع بأن نشر الوعي مسؤولية الجميع كما أنه باستشعار خطورة الفيروس والالتزام بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية سنتمكن من تجاوز تحدي فيروس كورونا بنجاح.من جانبها، أكدت إيمان الدوسري وكيل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة لشؤون التجارة استمرارية العمل لتكثيف كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للتصدي لفيروس كورونا، مشيرة إلى ضرورة استمرار الأسواق والمنشآت والمجمعات التجارية بتطبيق التعليمات الصادرة للحد من انتشار فيروس كورونا، ومن أهمها التباعد الاجتماعي مع عدم التهاون في تنفيذها بالشكل الذي يضمن سلامة المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين.ونوهت الدوسري بأنه مع السماح بإعادة فتح الصالونات ومحلات الحلاقة بدءًا من يوم الأربعاء الموافق 27 مايو الجاري، فإنه يجب تنظيم المواعيد بحيث يتم السماح للعملاء بالدخول بموعد فقط وإغلاق مناطق الانتظار وإزالة المجلات ونحوها، وترك مسافة مترين بين الزبائن وتقليل عدد العاملين في المحل بقدر المستطاع.وشددت الدوسري على أهمية التعقيم المستمر للصالونات ومحلات الحلاقة وتكليف موظفين بتعقيم الأسطح بشكل مستمر وبعد كل استخدام، مع لبس الأقنعة وحامي الوجه والقفازات والمرايل القابلة للرمي لجميع العاملين، والقفازات والأقنعة للعملاء إلا حين إجرائهم خدمة تقتضي نزعها، إضافة إلى منع استخدام مجففات الشعر، وضرورة استبدال شفرات الحلاقة لكل عميل، وتعقيم كل أدوات التقليم والأظافر.وأشارت الدوسري إلى إيقاف بعض الخدمات في الصالونات ومحلات الحلاقة كعلاجات الوجه، الخيوط، ميكروبلادينغ، التدليك، الرموش الشبه دائمة، وصلات الشعر القابلة للإرجاع، إلى جانب الحرص على عدم تقديم الطعام والشراب، لافتةً إلى أنه بإمكان العملاء إحضار زجاجات المياه الخاصة بهم.من جانب آخر، أكدت الدوسري استمرار إغلاق المراكز الرياضية الخاصة وصالات التربية البدنية الخاصة وبرك السباحة الخاصة والألعاب الترفيهية الخاصة، واقتصار نشاط المطاعم ومحال بيع الأطعمة على خدمات البيع الخارجي وتوصيل الطلبات للمنازل، مع الاستمرار في تخصيص أول ساعة من فتح محلات الأغذية والتموين لكبار السن والنساء الحوامل فقط لتقليل المخالطة، مع استمرار غلق مقاهي الشيشة، وصالات المناسبات والفعاليات.ولفتت الدوسري إلى توجيه القطاع الخاص من قبل الجهات المعنية بمواصلة تطبيق العمل من المنزل قدر المستطاع، ومواصلة تقليل عدد العمال الموجودين قدر المستطاع في الأقسام والمكاتب مع مراعاة تدابير التباعد الاجتماعي، ومواصلة تقليل عدد المستخدمين لوسائل المواصلات الخاصة بالعمال من قبل الشركات.ونوهت الدوسري بأن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة تواصل جهودها لتكثيف الحملات التفتيشية، والتأكد من تطبيق الأسواق والمحلات التجارية والصالونات ومحلات الحلاقة لكل القرارات والإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشار الفيروس، داعية الجميع للإبلاغ عن أي مخالفات وتجاوزات.من جهته، أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا ضرورة الالتزام بالقرارات والإجراءات لتجاوز تحدي فيروس كورونا خاصة مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.وأشار القحطاني إلى أنه تم حتى اليوم تعافي 3873 حالة وتم إخراجها من مراكز العزل والعلاج، كما بلغ عدد الفحوصات المختبرية التي تم إجراؤها أكثر من 262 ألف فحص بما يسهم في الكشف المبكر في حال وجود الفيروس وبالتالي سرعة العلاج، منوهًا بأنه لا يوجد فحص دقيق 100% للكشف عن فيروس كورونا، ولم يتم التوصل لآلية دقيقة حتى الآن في كل دول العالم.وقال القحطاني إن مملكة البحرين تعتمد على اختبار«PCR»، مع اتخاذ إجراءات إضافية احتياطية، ففي بعض الحالات يتم إعادة الفحص خلال 24 ساعة خاصة في حال وجود الأعراض، وذلك لزيادة التأكد من نتيجة الفحص واتخاذ الإجراء المناسب.وأشار القحطاني إلى أن العمل جارٍ على توسيع نطاق التدريب لكل الطواقم الطبية والتمريضية لتكون قادرة على التعامل مع كل المستجدات وتنفيذ كل الخطط الموضوعة للسيناريوهات المختلفة، كما تم حتى اليوم تدريب ما يزيد على 1500 شخص من أطباء وممرضين ومنتسبين للمهن المساعدة الطبية، إذ اشتمل التدريب على مختلف الورش العملية المكثفة، وأحدث التوجيهات لمكافحة وعلاج فيروس كورونا والتعامل مع الحالات القائمة بفيروس كورونا وكيفية التعامل مع أحدث أجهزة التنفس الاصطناعي، والتدريب في مجال العلاج التنفسي والتعامل مع الحالات القائمة الحرجة، منوهًا بأنه سيتم توسيع نطاق التدريب لكل الطواقم الطبية والتمريضية لتكون قادرة على التعامل مع كل المستجدات وتنفيذ جميع الخطط الموضوعة للسيناريوهات المختلفة.وحول الوضع الصحي للحالات القائمة في مملكة البحرين، بينت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا أن عدد الحالات القائمة التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج بلغ 26 حالة قائمة، منها 7 حالات تحت العناية، و4282 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 4289 حالة قائمة، كما تم تعافي 3873 حالة وخروجها من مراكز العزل والعلاج.وردا على سؤال حول عدم تطبيق سياسة إغلاق المحلات مدة أسبوعين كما كان متبعا في السابق قال د. وليد المانع وكيل وزارة الصحة إن زيادة أعداد الإصابات هو أحد المعايير التي يتم تقدير الوضع بها إضافة إلى معايير أخرى منها ما يرتبط بالطاقة الاستيعابية وما يتعلق بانتشار الفيروس وكذا مدى التزام المواطنين والمقيمين في البلاد، وأيضا المعايير المتعلقة بتسطيح المنحنى ومتابعته، لافتا إلى أن زيادة أعداد الإصابات يقابلها زيادة في أعداد المتعافين.وأضاف أنه لا يمكن ربط الإجراءات الاحترازية بأعداد المصابين فقط، لافتا إلى أن الفريق الوطني يعمل وفق معايير واضحة تخضع لدراسة وافية، كما أن الإجراءات والتدابير الوقائية ديناميكية تتغير وفق المعطيات المتوافرة لدينا، وهذه المعطيات تسمح لنا باستمرار فتح المحلات.وأكد د. المانع أن الفريق الوطني لم يستسلم في مواجهة الفيروس، بالعكس لدينا قوة في المعارف والمعلومات والخبرات التي تكونت لدينا في التصدي لهذا الفيروس، ولم نيأس، لأن المنهجية في مملكة البحرين تقوم على الدراسات الصحيحة.وحول موعد فتح المساجد وما يخص التعايش مع الوباء، أوضح وكيل وزارة الصحة أن قرار إعادة فتح المساجد لا يعود إلى الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا أو وزارة الصحة، وإنما يعود إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بحسب التقديرات في المملكة وأن الفريق الوطني يقوم بتقييم الوضع وفق الإجراءات الاحترازية في جميع الأنشطة الاجتماعية وغير الاجتماعية في المملكة معبرا عن تطلعه إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها بشأن المساجد.وفيما يتعلق بالتعايش مع الوباء قال د. المانع إن التعايش ليس استسلاما للفيروس، ونحن لم نفقد الأمل في التعامل مع المرض، لكننا نتعايش مع المرض ونحن على قوة في مواجهته وفقا للمعرفة والخبرة التي نمتلكها بعد أن أجرينا أكثر من 262 ألف فحص وتعاملنا مع المرضى، وبجهود المعنيين في القطاع الصحي تعافى الكثير منهم، وهذه الخبرات تدفعنا إلى التعايش بقوة وبوعي وهذه هي المرحلة التي نقدم عليها، وما يضاف إلى مملكة البحرين أن تعايشنا بعلم ومعرفة وليس استسلاما، وينبغي الإشارة إلى التعايش في كل العالم بات مطلوبا.وحول كلفة الروبوتات المستخدمة في مراكز العزل والعلاج أكد وكيل وزارة الصحة أن التكنولوجيا مطلب مهم ورئيسي للتغلب على هذا الفيروس، وهذه التجربة طبقت في عدد من الدول، ويتم استخدامها لتقليل اختلاط العاملين الصحيين بالمرضى ويمكن لهذه الروبوتات قياس الحرارة وتقديم رسائل توعوية وتوفير الوجبات للمرضى، وهي إضافة مهمة لمستشفيات العزل والعلاج، موضحًا أن هذا التعاقد تجريبي لصلاحية استخدامها في مواقع العمل، مشيرًا إلى أن القيادة في البحرين توفر جميع الإمكانيات اللازمة لأن قيمة الفرد في البحرين كبيرة لا تقارن بالكلفة.وبشأن حالة المخزون الغذائي قالت وكيل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة إيمان الدوسري إن المخزون الغذائي متوافر، وبناء على توجيهات سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتوفير مخزون غذائي مدة ستة أشهر يتم حاليا تسلم الشحنات الغذائية التي تم الاتفاق على استيرادها لعدد من السلع الغذائية الأساسية بالاتفاق مع الشركات الموردة، لذا فإن الإمدادات الغذائية مستمرة في هذا الجانب.وعن التخلص الآمن من أقنعة الوجه والقفازات أكد د. مناف القحطاني أن هذا الفيروس لا يشابه الفيروسات الأخرى من حيث وجوده على الأسطح فترة زمنية طويلة، لذا لا بد أن يكون هناك تعامل خاص مع القفازات والكمامات الطبية للتخلص منها وهو أمر يحتاج إلى وعي وتثقيف من جميع الأطراف والجهات المعنية، مع ضرورة تأكيد غسل اليدين قبل وبعد استخدام هذه المواد الوقائية، لافتا إلى أنهم سيعرضون الأمر على الفريق الوطني الطبي لاتخاذ الموقف المناسب.وفي سؤال لـ«أخبار الخليج» عن مدى تجاوز مملكة البحرين لنقطة الذروة في الإصابة بهذا المرض مع زيادة أعداد المتعافين، أكدت د. جميلة السلمان أن الوصول إلى نقطة الذروة لا علاقة مباشرة لها بالتعافي، وأن النزول بمعدلات الإصابة له علاقة بأكثر من عنصر سواء المرتبط بنوعية المرض نفسه وفترة حضانته، وقدرة الفيروس على العدوى لأكثر من شخص، وعدد الحالات الجديدة وعدد الوفيات وعدد الاختبارات والفحوصات، موضحة أن مملكة البحرين من أعلى الدول في العالم في زيادة أعداد الاختبارات بما يساعد في اكتشاف الحالات المصابة، بالإضافة إلى الطاقة الاستيعابية في كل دولة، وكل هذه العوامل هي التي تحدد الوصول إلى نقطة الذروة والنزول منها وتسطيح المنحنى.وأضافت أننا نعتمد على مدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة الطبية وهو ما ينعكس على عدد الحالات المصابة يوميا، وكلما كان الاجتهاد في الوقاية والالتزام قلت أعداد المصابين، مشددة على أن المملكة تعتبر من أفضل الدول في أعداد الحالات الجديدة، ونتطلع إلى أن تتراجع هذه الأعداد خلال الفترة القادمة.وعن ظهور نتائج العلاج بالبلازما، قال د. مناف القحطاني إنه قريبا سيتم إعلان النتائج الأولية لهذه الدراسة التي أجريناها بالتعاون مع الجامعة الأيرلندية ووزارة الصحة ومستشفى قوة دفاع البحرين، وننتظر الانتهاء من أعداد المرضى الواردة في الدراسة، وهناك إجراءات لتقديم البلازما من أهمها أن يكون الشخص من المتعافين وخالي من الأمراض بالإضافة إلى تجاوز فترة تعافيه 14 يوما، موضحًا أن النتائج حتى الآن أظهرت أن العلاج بالبلازما قلل استخدام الحالة المصابة جهاز التنفس وهو من الأمور التي سيتم تأكيدها خلال المؤتمرات القادمة.
مشاركة :