افتتح سعادة وكيل إمارة منطقة الباحة الأستاذ أحمد بن صالح السياري فعاليات الملتقى الإعلامي الذي نظمه المركز الإعلامي بمنطقة الباحة عن بعد تحت شعار “دور الإعلام في مكافحة جائحة كورونا” بمشاركة الدكتور سعيد قشاش أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود والدكتور أحمد قران أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز والأديب والإعلامي الأستاذ مهدي الكناني وإدارة الملتقى المستشار الإعلامي الأستاذ محمد هضبان. وهنأ السياري – في كلمته الافتتاحية – القيادة الرشيدة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، وأشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا العهد الزاهر في سبيل تحقيق تنمية على كافة الأصعدة منوهاً بالخطوات الاجرائية الاستباقية التي قامت بها حكومتنا الرشيدة في سبيل مكافحة فايروس كورونا، مبيناً الجهود التي يقوم بها الإعلام السعودي في سبيل مواكبة كل المستجدات وتقديم الرسالة الصادقة والأمينة وعلى مدار الوقت، كما شكر المركز الإعلامي بمنطقة الباحة والمشاركين في طرح أوراق العمل في الملتقى والتي تتحدث عن دور الإعلام في مكافحة جائحة كورونا. وأشاد سعادة وكيل إمارة منطقة الباحة للشؤون التنموية الأستاذ صالح بن محمد القلطي في مداخلة له بالمعطى الحضاري والتنموي الذي يشهده وطننا في كافة الجوانب مقدماً تهنئته لقيادتنا الرشيدة داعياً الله أن يسبغ عليهم ثوب الصحة والسعادة بعد ذلك ألقى رئيس المركز الإعلامي بمنطقة الباحة الأستاذ جمعان الكرت كلمة التهنئة باسم اعلاميي وإعلاميات منطقة الباحة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد داعياً الله أن يعيده على قادتنا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وهم يتمتعون بموفور الصحة والسعادة وعلى الشعب السعودي الوفي بمزيد من التقدم والرخاء كما قدم التهنئة لسمو ولي العهد رائد الرؤية وصاحب الهمة العالية بمناسبة البيعة مشيرا إلى القفزات التنموية النوعية التي حققها وطننا الغالي، وأشاد بالجهود الملموسة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة الذي يحرص على تحريك عجلة التنمية في منطقة الباحة ، فضلاً عن أعماله الانسانية والخيرية، وقدم الكرت شكره وتقديره لسعادة وكيل الإمارة الذي توج الملتقى بكلمته الضافية ولسعادة الوكيل للشؤون التنموية لمشاركته وكذا لمقدمي الأوراق من الأكاديميين والمختصين في الإعلام ولمدير الملتقى. وشكر خاص للمهندس هاني رجب ولفريق العمل الذي وقفوا خلف نجاح الملتقى وتحدث الدكتور أحمد قران الزهراني في ورقته المعنونة ب ( الإعلام وإدارة الأزمات) عن مفهوم الأزمة والمصطلحات المرادفة لها ومراحلها وأنواعها ونماذج من إدارة قيادات عالمية لأزمة كورونا ونماذج من قيادات محلية لأزمة كورونا وكيفية تلقي الأزمة وأهم قواعد التعامل مع الأزمة وشروط نجاح إدارة الأزمة. وأشار إلى الخطوات التي اتخذتها السعودية في مواجهة أزمة كورونا وعن وظائف الإعلام وكيفية معالجته للأزمة. وبيّن أن هناك ثلاث نماذج لقادة العالم كانت مختلفة جذرياً في التعامل مع أزمة كورونا في بداياتها • رئيس وزراء بريطانيا (كان خطابه صادماً، يخلو من الحكمة، استخدم فيه الأسلوب العاطفي). • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (كان خطابه يشي بالاستهتار واللا مبالاة، والتقليل من خطورة كورونا). • الملك سلمان بن عبدالعزيز (اتسم خطابه الأول بالهدوء والصراحة والتفاؤل، وعدم الخوف، والدعوة إلى الصبر والتكاتف، وطمأنة المجتمع بأن الحكومة ستتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وكافة القرارات، وستضحي بكل شيء من أجل سلامة المواطنين والمقيمين. تبعها ورقة للدكتور سعيد قشاش بدأ بتوضيح مفاهيم الإعلام مفنداً شموليته المتمثلة في المعلومة الصحيحة كتلك المستقاة من المصادر الموثوقة، والمعلومات المغلوطة وهي التي لا تسند إلى مصدر موثوق وتبثها وسائل التواصل الاجتماعي، والمعلومات المضللة وهي الأخطر لكونها عدائية حيث تركيز على قضايا حساسة بهدف التشويش على الرأي العام والسلم الاجتماعي، وتسعى للإضرار بالمنجزات الوطنية ، لينعطف في حديثه إلى محفزات التغطية الاعلامية السعودية وتسلسل الاحداث وزيادة الاجراءات الاحترازية وانعقاد قمة العشرين الافتراضية وخطاب خادم الحرمين الشريفين وتسلسل الاجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة كتدابير سريعة وعاجلة ومن بينها الحملة الوطنية السعودية كلنا مسؤول والدور الكبير للإعلام السعودي بمختلف انواعه في التغطيات الاعلامية لجائحة كورونا متمثلة في الحملات الاخبارية والتعليمية والاعلامية الإقناعية وقال بأن تلك الخطوات تعطي مؤشرا لنجاح التغطية الاعلامية السعودية لجائحة كورونا، وجه الإعلامي الأستاذ مهدي الكناني نقده لوزارة الإعلام التي تساهلت في منح رخص مزاولة المهنة لعدد من الأسماء التي ليس لها علاقة بالإعلام وأصبح كل من يحمل جهازاً ذكياً يمنح هذه الرخصة مشيداً في الوقت ذاته بخطوة معالي وزير الإعلام الجديد الذي أصدر أمره بمراجعة آليات وأنظمة ولوائح هذه الرخصة وتحدث في ورقته التي جاءت بعنوان “الإعلام الجديد من الهامش إلى المركز ” عن مفهوم الإعلام الجديد من وجهة نظر شخصية حيث وصفه بإنها التدفق المعرفي من خلال شبكات الإنترنت من خلال الوسائط والتطبيقات المتعددة وذكر أبرز المسميات المتعددة التي تطلق على هذا التوجه الإعلام الرقمي ، التفاعلي ، صحافة الموبايل / صحافة المواطن ،إعلام المعلومات ،إعلام الوسائط المتعددة مستعرضاً خصائصه ووظائفه ووصفه بأنه إعلام تفاعلي لا يعترف بالإمكانية ويملك قوة تأثير تفاعلية آنية تصنع من المرسل رئيس تحرير ومراسل وتقني في آن واحد وتوقف عند بعض المأخذ التي تؤخذ عليه موضحاً أن الشائعات ورواجها من المأخذ الكبرى التي بلي بها الإعلام الجديد غير المنضبط وغير المسؤول. وطالب الكناني المركز الإعلامي بمنطقة الباحة برسم استراتيجيات وخطط تتماشى مع الطفرة الإلكترونية التي نشهدها لتقديم منطقة الباحة من خلال الإعلام الرقمي مشيداً بدور المركز في توجهاته الجديدة نحو هذا الفعل الإعلامي الجديد وفي نظرة سريعة عن التأخر الذي مارسه الإعلام التقليدي وخاصة الصحافة الورقية حمّل الكناني الإعلامي التقليدي مسؤولية عدم الانخراط في هذا التوجه والبقاء في الظل والتباكي على اللبن المسكوب مشيداً بالخطوات التطويرية والتزامنية لصحيفة عكاظ التي كسبت الرهان واندمجت بشكل تقني في هذا الإطار ولم يخف إعجابه بتوجه صحيفة عكاظ التي استشعرت. وتناول الكناني الصورة الفوتغرافية وقوة تأثيرها لافتاً إلى أن الصورة أصبحت تتصدر المشهد الخبري مستندا على شواهد كثيرة جعلت من الصورة ملمحا من ملامح التقي لدى الفرد مهما اختلفت درجات التعليم والوعي موضحاً أن الصورة الفوتغرافية تملك قوة تأثير لدى المتلقي وتنشئ ثقافة بصرية مختلفة عن الخبر والمحتوى الإعلامي المكتوب، مشيداً بعدد من المصورين في منطقة الباحة الذين كان لهم دور كبير في التسويق لمنطقة الباحة بصورة مهنية واحتراف، مشدداً على أهمية أن يتحلى من يقوم بالتقاط الصورة وتسويقها أن يتصف بالمهنية العالية والفكر الناقد حتى تصل الصورة دون تشويه أو تداخل من التقنية من خلال الذكاء الاصطناعي وثلاثية الأبعاد، مناشدا المركز الإعلامي بالباحة باستحداث أرشفة لكل ما ينشر ويبث عن المنطقة لسهولة العودة إليه عند الحاجة بعد ذلك تناول جزئية مهمة وطرح تساؤل إلى أين يتجه الاعلام الجديد وأجاب على هذا التساؤل بالإشارة إلى أن الإعلام الجديد الجاد يتجه نحو الطريق الصحيحة محذراً في الوقت نفسه من الدخلاء على هذا التوجه الذين ليس لديهم الدراية الكاملة ولا المسؤولية المنضبطة اتجاه مجتمعهم وهذا يشكل صور ذهنية مخلخلة لدى المتلقي ، مبدياً أسفه من خطوة وزارة الإعلام التي في وقت سابق منحت عدداً كبيراً من الأسماء رخصة مزاولة المهنة حتى لو لم يكن لهم علاقة بالإعلام فقط أنه يحمل جهازاً ذكياً او ينتسب لصحيفة الإلكترونية أو لديه مدونة شخصية فهو يستحق هذه الرخصة مشيداً بدور معالي الدكتور ماجد القصيبي الذي تنبه لهذه الخطورة وأصدر توجيهاته بمراجعة هذه الرخصة. وعن الصحف الإلكترونية أشار الكناني أن وزارة الإعلام ومن خلال اللائحة التنفيذية للنشر الإلكتروني فسحت ما يقارب 625 صحيفة في عام 2019 والصحف التي تعمل ما يقارب 285 صحيفة مطالباً الصحف الإلكترونية بتطوير نفسها وتأهيل كوادرها وإعادة صياغة المحتوى الذي يصلها من المصادر والعناية الكاملة بالمحتوى محملاً أقسام الإعلام بالجامعات مسؤولية التغيير من استراتيجياتها المعرفية لمواكبة الطفرة التقنية والتخلي عن أساليبها وأشكالها النمطية السابقة لمواكبة المرحلة وتتجه بشكل سريع والتفاتة سريعة إلى متطلبات سوق العمل. واختتم الكناني ورقته مطالباً الجهات الرسمية بعدم منح الدخلاء على هذه المهنة الفرصة وتصديرهم بشكل يوحي لنا أنهم من سيقود المرحلة إلا الجاد منهم من يعي المسؤولية ويجعل الوطن والمجتمع والنشء في أولويات اهتمامه ومراقبة محتواه رقابة ذاتية تفلتر المحتوى في صورة نرضاها جميعا وترضاها كافة الأذواق مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة على رعايته واهتمامه لكل الخطوات التنموية بالمنطقة وخاصة في الجانب الإعلامي كما تقدم بشكره للمركز الإعلامي بالمنطقة على جهوده وتنظيمه لهذا الملتقى فيما قدم تحيته للوطن وقيادته الحكيمة التي جعلت إنسان هذا الوطن أولاً ، وفي النهاية أجاب المشاركون على الأسئلة المطروحة والمتعلقة بمضامين الملتقى .
مشاركة :