أبوظبي: رانيا الغزاوي كشف الدكتور عبد المجيد الزبيدي استشاري أمراض القلب والقسطرة في أبوظبي، أن المصابين بأمراض القلب والضغط معرضون أكثر من غيرهم للمضاعفات في حال أصيبوا بكورونا بما يعادل 3 إلى 4 أضعاف مقارنة بغيرهم من غير المصابين بالقلب، وهذا بحسب الدراسات المسحية التي أكدت ذلك، حيث أثبتت دراسة كبيرة،طبقت في الصين على 44 ألف مصاب بالفيروس أن 10 % من وفيات كورونا كانت لمن يعانون أمراضاً في القلب والدورة الدموية. وحول ذلك، أوضح الزبيدي أن فيروس كورونا يهاجم الرئتين بالأساس، ولكن هناك أعضاء وأجهزة أخرى في الجسم تتعرض لتأثيرات الفيروس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ضمنها القلب، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الفيروس يهاجم القلب فيما يقارب 20 % من الحالات، ويعود ذلك إلى نقص تدفق الأكسجين إلى عضلة القلب أو لمهاجمة الفيروس المباشرة لعضلة القلب.وأشار إلى أن هناك بعضاً من عقاقير كورونا تكون متعارضة مع الأدوية التي يتناولها مرضى القلب، لذلك قبل إعطاء المرضى دواء كورونا يجب وضعهم في العناية المركزة تحت الملاحظة، فمثلاً عقار «الهيدروكسي كلوروكوين» يمثل خطورة على القلب، لأنه يصيب مرضى القلب باضطرابات قلبية وخاصة في وجود عوامل أخرى مساعدة ما يؤدي إلى زيادة في هذه الاضطرابات بمعدل ثلاثة أضعاف الحالات الأخرى، ولذلك يتم اتباع بروتوكول علاجي مخصص لمرضى القلب، تكون نسبة المضاعفات أو الخطورة فيه قليلة، حيث يتم إعطاؤهم أدوية بديلة خاصة بالفيروسات، لافتاً إلى أن الأطباء عند تشخيص مرضى كورونا يقومون كإجراء استباقي بأجراء تخطيط للقلب للتأكد من خلو المرضى من الأمراض القلبية وبالتالي يتم إعطاؤهم العقار المتعارف عليه لعلاج كورونا بشكل آمن، لذلك فإن التعرف إلى حالة مريض الكورونا من الأمور المهمة جداً لتحديد خطة العلاج .ولفت إلى أن مدة شفاء مرضى القلب من كورونا تكون أطول نسبياً من الأشخاص الأصحاء فقد تصل إلى شهر، مشيراً إلى أن أعمار الحالات التي أجريت لهم قسطرة خلال الأشهر الماضية وأصيبت بجلطات قلبية تتراوح ما بين 40 و 60 عاماً.وأضاف الزبيدي: «نواجه حالياً إشكالية كبيرة بالتزامن مع كورونا، تتمثل في عزوف مرضى القلب عن زيارة المستشفى في حال أصيبوا بأعراض بداية جلطة قلبية، ويرجع ذلك إلى خوف الكثيرين منهم من انتقال عدوى فيروس كورونا التي قد يتم التقاطها من المستشفيات، وفي حالات كثيرة يحضر مرضى القلب للمستشفى في مرحلة متأخرة تقتضي وضعهم في العناية المركزة، نتيجة إصابتهم بمشكلات صحية ومضاعفات قد تؤدي للوفاة».وأشار إلى إمكانية تقليل نسبة الخطورة عن طريق اتباع طرق الوقاية بغسل وتعقيم اليدين والتباعد الجسدي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، والالتزام بأخذ أدوية القلب حيث لوحظ من خلال استقبال المرضى عدم التزامهم بأخذ الأدوية، داعياً إلى تجنب عوامل الخطورة التي تصيب مرضى القلب كالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة والتغذية السليمة، وضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج سواء كان عن بعد أو بالحضور إذا اقتضت الضرورة، ففي حال اتباع المرضى هذه التدابير ستكون درجة الخطورة أقل في حال الإصابة بالفيروس.
مشاركة :