رحلة فنية من هوليوود عاصمة السينما العالمية إلى ورزازات هوليوود أفريقيا والشرق الأوسط قادت النجم السينمائي العالمي ذا الأصول المغربية كمال موماد إلى الالتقاء بالقايد البارودي، والمشاركة في سلسلة “زهر الباتول” وتجديد الروابط مع الجذور والوطن الأم. عرضت “القناة الثانية” أو دوزييم المغربية (عمومية) مساء كل اثنين من شهر رمضان الذي شارف على الانتهاء، السلسلة التاريخية “زهر الباتول” للمخرج هشام الجباري، وتشخيص كل من سلمى رشيد وربيع القاطي وسعيد آيت باجا وأنور الجندي وجيهان كيداري وحسناء مومني والحسين بردواز. ويحكي المسلسل قصة الباتول التي توافق على الزواج من ناصر قائد تافيلالت، الرجل الصامت ذي الوجه الذي يحمل ندوبا. لكن الفتاة الجميلة تكتشف تدريجيا صفات زوجها الذي وقعت في حبه بجنون. ويحضر في المسلسل الذي عرف نسبة مشاهدة عالية الممثل المغربي – العالمي كمال موماد الذي قام بدور القايد البارودي، الذي قال عن الدور والمشاركة في العمل ككل “أعتبر مشاركتي في العمل ولعب دور القايد البارودي منة وهبة من الله، وقد بدأت القصة من مدينة زاكورة المغربية، إذ تم تكريمي بحضور والدي في مهرجان الفيلم عبر الصحراء في ديسمبر 2015، حيث حظينا بحسن الضيافة والاستقبال وكثير من الحب والتقدير من قبل الجميع”. وبالمناسبة التقى موماد نجم هولييود بالعديد من الكتاب والممثلين والمخرجين، ومنهم المخرج هشام الجباري الذي كان يشارك في المهرجان بفيلم من إخراجه، ويضيف “لقد شعرت بسعادة وفخر كبيرين للقائه مع ابنه العزيز، وقضينا لحظات جميلة وممتعة ومفيدة معا. وبقينا على اتصال دائم على مرّ السنين على أمل المشاركة في عمل مع هذا المخرج الموهوب والمتميز”. ويسترسل “بالفعل، أوفى الجباري بوعده ومنحني دور القايد البارودي، تحديدا قبل أسبوعين من بداية التصوير، لقد كنت في هوليوود عندما اتصلت بي شركة نيفرسين، وتوصلت بنسخة من السيناريو بالعربية والملخص والمعالجة بالفرنسية”. ويقول موماد معترفا “بعد أن قرأت كل شيء وقعت في حب شخصية القايد البارودي، وأحسست أن كل هذا الذي يقع لي هو بمشيئة وعناية ربانية، وأنه يمكنني أن أعيد شخصية القايد البارودي إلى الحياة، ثم كان السفر من لوس أنجلس إلى المغرب لتجسيد هذه الشخصية المدهشة، ولكي أغوص فيها، وبقية القصة يعرفها الجميع”. وعن سؤال كيف عاش تجربة القايد البارودي في سلسلة “زهر الباتول”، يقول موماد “كانت مدهشة للغاية، فأن تعيد شخصية مركبة جدا إلى الحياة، ليس بالأمر السهل. في الحقيقة لقد كان مجهودا مشتركا بين مختلف طاقم السلسلة، في البداية كانت محادثات لا تعد مع كاتبة السيناريو مريم الدريسي والتي جعلتني أقترب أكثر من الشخصية، لقد كانت لها رؤية واضحة جدا حول شخصية هذا الرجل القوي، أي القايد البارودي”. ويضيف “كما أنني تلقيت نصائح وإرشادات مهمة وقيمة من المخرج هشام الجباري وقد كانت احترافية، كما أن طريقة تعامله مع ممثليه حيوية، الأمر الذي ساعدني على التعرف أكثر على الشخصية وتجسيدها أمام الكاميرا، وكنت دائما أعود إليه وأعبّر له عن أفكاري ورؤيتي وكان يرحب باقتراحاتي وتوصياتي أيضا، ممّا جعلني أحس بأني حرّ لكي أصبح القايد البارودي”. ولم ينس كمال موماد شكر مدرب اللهجة واللغة الذي ساعده على فهم الشخصية وهضمها كي يؤدي حواراته بكل ثقة وأصالة ومصداقية، ويضيف “أنا ممتن له إلى أبعد مدى، على الوقت الذي خصّصه لي وعلى مجهوداته. كما لا أنسى ممثلينا المدهشين الذين كانوا إلى جانبي طيلة مدة التصوير، لقد كان كل واحد منهم على أتم الاستعداد لمساندتي كلما احتجت إلى مساعدة، جيهان كيداري كانت رائعة، كانت صبورة للغاية ومتعاونة جدا، يونس لهري كان لطيفا جدا ومتعاونا، وأنا ممتن جدا للوقت الذي منحني إياه ولتقديره لي”. وأثنى موماد أيضا على مجهودات بطلي العمل ربيع القاطي وسلمى رشيد اللذين ساعداه كثيرا ووقفا إلى جانبه أثناء التصوير وقدّما إليه المساعدة في بعض الأوقات، كما شكر سكان مدينة ورزازات، أين صوّرت السلسلة، الذين احتفوا به. وقبل التلفزيون كانت للممثل العالمي ذي الأصول المغربية كمال موماد تجربة سينمائية مغربية تحت إدارة المخرج المغربي المعروف سهيل بن بركة في فيلم “من رمل ونار”، وعن التجربة يقول “قدّمت في الفيلم دور سالم الذي يمكن أن أصفه بأنه قدر إلهي قادني إلى العثور على هذا الكنز أو الفرصة الثمينة، ففي نفس سنة 2015 وفي شهر ديسمبر، وبمناسبة تكريمي في مهرجان الفيلم عبر الصحراء بزاكورة أيضا، التقيت بالكاتب والممثل والمخرج والمنتج حميد باسكيط الذي كانت زوجته الممثلة سعيدة باعدي قد حظيت هي الأخرى بتكريم بالمناسبة”. ويضيف “بعد اللقاء المميز اتصل باسكيط بالمخرج سهيل بن بركة وأخبره بأنه وجد الممثل الذي سوف يؤدي دور سالم، وبعد أسبوعين كان عليّ أن أسافر إلى الرباط للقاء بن بركة والحديث معه عن تفاصيل المشروع المقبل والدور الصعب، وهو ما كان، لقد وثق وآمن بي المخرج الفذ ومنحني فرصة إعادة شخصية مدهشة أخرى إلى الحياة”. ويؤكّد قائلا “بالنسبة لي لعب شخصية تاريخية كان حقيقة تحديا وفرصة عجيبة مكنتني من رفع قدراتي التمثيلية إلى مستوى آخر، ويمكنني القول بكل أمانة وتجرد أن سهيل بن بركة جعلني أؤدّي دور سالم كما يُعدّ ويُقدّم الموسيقار لحنه. ولقد تعلّمت الكثير من الأشياء من هذا المخرج المدهش، فأنا معجب بمجمل أعماله وأتمنى أن أعود إلى الاشتغال معه مرة أخرى في المستقبل”. ويعترف كمال موماد أنه يشعر بسعادة كبرى كلما صوّر عملا في بلده الأم المغرب، ويقول "إنه لشرف وامتياز لي أن أساهم في الترويج للسينما والفن المغربي، وأطلب من الله أن ييسّر لي أموري وأقوم بإخراج أول فيلم لي في المغرب في قادم الأيام".
مشاركة :