يتواصل الغموض حول ملف العقوبات المسلطة على فريق الأفريقي التونسي من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” رغم وعد وزارة الرياضة بالبحث عن حلول، في وقت تزايدت فيه الضغوط على رئيس النادي عبدالسلام اليونسي الذي لوّح بالاستقالة من منصبه على خلفية المطالب المتزايدة من أحباء الفريق بتنحيه. حظي ملف العقوبات المسلّطة على النادي الأفريقي التونسي بتعاطف كبير من السلطات الحكومية في الأيام الأخيرة ليتم تباحثه من وزارة الرياضة التي توعدت بالبحث عن حلول لإخراج الفريق من الأزمة الخانقة التي يمرّ بها. واجتمع وزير الرياضة التونسي أحمد قعلول الخميس برئيس الأفريقي عبدالسلام اليونسي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة لبحث مشاكل النادي الحالية. وعبّر الوزير عن انشغاله التام بما آلت إليه الأوضاع في الأفريقي جراء تراكم الديون ووعد بضرورة إيجاد حلول كفيلة بإخراجه من الأزمة الحالية. وكشفت مصادر تحدثت لـ”العرب”، لم تشأ الكشف عن هويتها، أن الوزارة تبحث فعليا عن مخرج للأزمة الخانقة التي يمر بها فريق “باب جديد”، مؤكدة أنها تدرس جملة من الحلول بينها المساهمة في دفع قسط من الديون المتخلدة بذمة النادي. ورجحت هذه المصادر أن تسعى الوزارة بالتشاور مع اتحاد كرة القدم إلى مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لطلب تمديد مهلة سداد الديون. ويشار إلى أن النادي الأفريقي مطالب حاليا بتوفير 5 ملايين دينار تونسي (مليار و738 ألف دولار) لغلق الملفات العاجلة مع نزاعات الفيفا حتى لا يكون عرضة لعقوبات جديدة قد تكون عواقبها وخيمة. وبدأت جماهير النادي الأفريقي في التحرك للإطاحة بعبدالسلام اليونسي وبقية أعضاء الإدارة حيث رفضت جمعية أحباء النادي الاعتراف بالإدارة الحالية للفريق معتبرة إياها “فاقدة للشرعية”. وأصدرت جمعية “سوسيوس كلوبيست” بيانا شديد اللهجة توعدت فيه اليونسي وطالبت بمحاسبة كل الذين ساهموا في إيصال النادي إلى هذه الوضعية الكارثية. وكانت مصادر صحافية قد أقرت بأن رئيس الأفريقي يعتزم الانسحاب من مهمته بعد تفاقم المشاكل داخل النادي وكثرة عقوبات الفيفا التي تهدد استقرار المجموعة. وذكرت المصادر أن اليونسي غضب كثيرا بعد البيان الأخير لرابطة أحباء فريق باب الجديد. ورجّح الصحافي والمحلل الرياضي مراد البرهومي أن تتواصل معاناة الأفريقي لكنه أبدى تخوفه من أن يتم تفعيل العقوبة بسبب عدم قدرة إدارة النادي الحالية على تسيير الأمور وحل المشاكل العالقة. وقال البرهومي في تصريح لـ”العرب”، “هذه الإدارة لن تصمد هذه المرة وسيتم حلها قريبا وتعيين لجنة مؤقتة لتسيير النادي”. ووجه السكرتير العام للأفريقي سامي المقدمي نداء استغاثة إلى رموز النادي من أجل التحرك بشكل سريع وتسوية ملف النزاعات مع الفيفا من أجل تفادي خصم نقاط من جديد. وأبدى المقدمي أسفه للوضعية الخطيرة التي وصل إليها فريق باب الجديد بعد تهاطل عقوبات الفيفا على الفريق. وقال المقدمي في تصريحات تلفزيونية “وصلنا الآن إلى وضعية خطيرة في الفريق، وهو ما يجعلنا نبكي دما على فريقنا. كلما فتحت ملفا من قضايا اللاعبين أتوه في كيفيّة التعامل مع نزاعاتنا مع الفيفا”. وكانت إدارة الأفريقي تلقت خطابا جديدا من لجنة نزاعات الفيفا تعلمها بأن الفريق مهدد بالمنع مجددا من الانتدابات للعديد من الفترات إذا لم يسوّ ملف لاعبه السابق يوهان توزغار، ويرسل له 45 ألف فرنك سويسري (130 ألف دينار تونسي). ويلفت محللون رياضيون إلى سوء تعامل الإدارة الحالية والسابقة مع قضايا العقوبات وتأخرهما في الدفاع عن الفريق أمام الجهات المعنية، ما جعل النادي يدفع الفاتورة غاليا نتيجة لامبالاة الإدارتين وعدم إلمامهما بالإجراءات القانونية. وقال كمال بن خليل الناطق الرسمي السابق للأفريقي “99 في المئة من قضايا النزاعات مع الفيفا لم يحضرها النادي ولم يقدم دفوعات حتى أصبح الفريق في نظر الفيفا لا يبالي بقرارات الاتحاد وهذا خطير جدا”. ومن جانبه وجه محامي الأفريقي عبدالحميد العابد اتهاما شديدا إلى الاتحاد التونسي لكرة القدم مؤكدا أنه ساهم في أزمات نادي باب الجديد مع الفيفا. وقال العابد في تصريحات إذاعية “الفيفا واصل النظر في كل الملفات والنزاعات طيلة فترة الحجر الصحي، و90 في المئة من قضايا الأفريقي تعود إلى الإدارة السابقة”. وأضاف “كما أن هناك العديد من الأطراف ساهمت في تفاقم أزمة الأفريقي مع لجنة النزاعات التابعة للفيفا بينها الاتحاد التونسي لكرة القدم الذي يتحمل جزءا من المسؤولية، باعتبار أنه صادق على عقود العديد من اللاعبين الأجانب الذين جلبهم النادي”. وأردف “كان من المفروض ألا يصادق الاتحاد عليها، بما أن قانونه يمنع خلاص اللاعبين الأجانب بالعملة الصعبة، ومع ذلك وافق على عقود أمضاها الأفريقي تتضمن بنودها خلاص اللاعب بالعملة الصعبة”. وواصل العابد “مشكلة الأفريقي أنه لم يعترض على قرارات لجنة نزاعات الفيفا، في طورها الأول، ولم يلجأ إلى استئناف الأحكام، لما يتطلبه ذلك من مصاريف”. وحول القرار الأخير، الذي أرسلته لجنة النزاعات بالفيفا، والذي يلزم الأفريقي بدفع 140 ألف دولار للاعب الغاني ساسراكو، قال “صحيح وصلنا الإشعار حول الموضوع، وقد راسلنا الفيفا ليقدم لنا تعليل هذا الحكم، وعلى إثر ذلك سنستأنف.. ومرة أخرى أقول إن الاتحاد التونسي يتحمل المسؤولية لأنه يعمل بطريقة عشوائية”. وكان الأفريقي قد تعرض لخصم 6 نقاط من رصيده هذا الموسم بقرار من الفيفا، كعقوبة على عدم تسوية ملف نادي العلمة الجزائري في صفقة اللاعب إبراهيم الشنيحي. وفي هذا السياق أرسل المدافع الجزائري مختار بلخيثر مؤخرا خطابا إلى إدارة الأفريقي يطالبه فيها بالحصول على مستحقاته لدى النادي خلال الأشهر الأخيرة. وسيكون فريق باب الجديد مطالبا بالاستجابة لطلب بلخيثر حتى لا يلجأ إلى لجنة النزاعات لفسخ عقده والحصول على كامل المستحقات، ما سيعمّق من الأزمة المالية الحادة التي يمرّ بها النادي. وكان بلخيثر (28 عاما) انضم إلى الأفريقي في 2016، وفي يناير 2019 انضم إلى القادسية السعودي معارا لمدة 6 أشهر، عاد على إثرها مباشرة إلى فريق باب الجديد الذي يمتد عقده معه إلى نهاية الموسم الحالي. ويتواجد بلخيثر حاليا في الجزائر التي عاد إليها بعد توقف النشاط بسبب انتشار فايروس كورونا.
مشاركة :