بعدما كانت طويلاً في المراتب الدنيا على صعيد التحول الرقمي في أوروبا، تسرّع اليونان خطواتها في هذا المجال، مع انتشار العمل من بعد، وموجبات التباعد الاجتماعي، بسبب وباء كوفيد 19، وفق تأكيد خبراء. وقال وزير الحوكمة الرقمية اليوناني، كيرياكوس بيراكاكيس، إن «البلدان المتأخرة في مسار التحويل الرقمي، وجدت نفسها بمواجهة تحدٍ أكبر»، مع تدابير الحجر. وأشار إلى أن «الوجود الجسدي» في اليونان «كان بمثابة عادة، فيما الأنشطة عن بعد هي الاستثناء»، لكن اضطرت أثينا لطي هذه الصفحة. وهذا المسار كان من بين الوعود الانتخابية التي أطلقها رئيس الوزراء المحافظ، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلا أن الوباء سرّع تنفيذه. فقد احتلت اليونان موقعاً متأخراً العام الماضي، في ذيل قائمة البلدان الأوروبية على صعيد «الأداء الرقمي». وحلت البلاد في المرتبة الـ 25 من بين 27 بلداً في الاتحاد الأوروبي، في أحدث تقارير المفوضية الأوروبية عن الاقتصاد والمجتمع الرقمي. وكانت القدرات الرقمية لليونان، من بين الأضعف، إذ إن ما يقرب من 20 في المئة من الفئة العاملة، لا تملك أي كفاءات إلكترونية، أو نفاذ على شبكة الإنترنت، فيما المعدل في الاتحاد الأوروبي، لم يتخطَ 10 في المئة العام الماضي، بحسب بيانات هيئة «يوروستات» الإحصائية. وقال نيكوس سميرنايوس مسؤول المؤتمرات في علوم المعلوماتية والتواصل في جامعة تولوز، إن «التأخر الرقمي في اليونان، كان أمراً ثابتاً» قبل الوباء، و«شكّل إرثاً اقتصادياً واجتماعياً في قلب الاتحاد الأوروبي». وأوضح سميرنايوس أن «الأزمة الاقتصادية والمذكرات، فرضت على اليونان تسريع التحول الرقمي للخدمات العامة، التي كانت في وضع فوضوي، غير أن هذا الأمر حصل على الطريقة اليونانية، أي من دون قيود، وبطريقة غير منظمة». كما أن الإدارة اليونانية اجتهدت لمواجهة هذا التحدي، في عز الوباء، الذي بقيت تبعاته محدودة نسبياً في البلاد، مع 166 حالة وفاة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :