دعا الرئيس دونالد ترامب، حكام الولايات الأميركية الى السماح بإعادة فتح أماكن العبادة «فوراً»، في وقت يواصل فيروس كورونا المستجدّ تفشيه من دون رحمة في أميركا اللاتينية، التي باتت بدورها «بؤرة جديدة» لوباء «كوفيد - 19»، خصوصاً في البرازيل، التي أصبحت الدولة الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة.ورغم الأعداد المرتفعة، بدأت الولايات الـ 50 رفع إجراءات العزل بشكل جزئي وتدريجي، وأبقت على بعض القيود على التجمّعات بهدف الحدّ من تفشي الوباء.ودعا ترامب، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المسيحيين الإنجيليين ويرغب في أن تعود الحياة الطبيعية بسرعة إلى البلاد، إلى السماح بإعادة فتح أماكن العبادة فوراً.وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الجمعة: «اليوم، اعتبر أن أماكن العبادة مثل الكنائس والكنس والمساجد هي أماكن أساسية تقدم خدمات لا غنى عنها». وتابع: «إن لم يمتثلوا، فسأتخطى الحكام»، من دون أن يوضح كيفية قيامه بذلك، علماً أن قرار إعادة فتح أماكن العبادة يتوقّف على سلطات كل ولاية.والولايات المتحدة، التي تسجّل أكبر عدد من الإصابات، هي أيضاً الأكثر تأثراً من حيث عدد الوفيات بتسجيلها 96 ألفاً، بينما تُنكّس الأعلام حتى اليوم، تكريماً لضحايا الوباء.وارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجدّ حول العالم إلى 340 ألفاً على الأقلّ منذ ظهر الوباء في الصين في ديسمبر الماضي.وتم تسجيل أكثر من خمسة ملايين و250 ألف إصابة معلنة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الفيروس. ويواصل الفيروس انتشاره في أميركا اللاتينية. وقال مسؤول الحالات الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين في مؤتمر عبر الإنترنت من جنيف، إن «أميركا الجنوبية باتت بؤرة جديدة للمرض». «فيلم رعب» وبحسب الأرقام الرسمية، تضاعف عدد الوفيات في البرازيل، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في المنطقة حيث لا يزال يتسارع تفشي الوباء.وفي مقابر المدن الكبرى، مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية.لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعاً بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.في البيرو المجاورة، باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار، حسب ما أعلن الخميس مكتب «المدافع عن الشعب» المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.روى الممرض في مستشفى «إيبوليتو اونانوي» في ليما ميغيل أرماس، أن الوضع «يشبه فيلم رعب، داخل المستشفى يشبه مقبرة للجثث، المرضى يموتون على الكراسي وعلى الكراسي المتحركة». في تشيلي، حيث ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 في المئة في الساعات الأخيرة، تحدى بعض السكان العزل للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع في الأحياء الأكثر فقراً.وأعلنت الحكومة المكسيكية، الجمعة، أنها سيطرت على التفشي، وبدأت في إعادة فتح أجزاء من الاقتصاد تحت ضغوط من الساسة والمسؤولين وجماعات ضغط تجارية في واشنطن. تكثيف تدابير الوقايةوتُواصل أوروبا، حيث حصد الوباء أرواح أكثر من 173 ألف شخص، تقدّمها على طريق تطبيع الوضع ببطء، لكن عبر تكثيف تدابير الوقاية. في المملكة المتحدة، أعلنت السلطات أنها ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على المسافرين الوافدين من الخارج.وهناك استثناءات نادرة لسائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود دائماً والعاملين في القطاع الطبي والإيرلنديين، لكن ليس للأشخاص الوافدين من فرنسا.وهدّدت الحكومة الفرنسية التي نددت بهذا القرار، لندن باتخاذ «تدبير مماثل». ويربط بين فرنسا وبريطانيا، خصوصاً قطار «يوروستار» الذي يعبر نفقاً تحت سطح بحر المانش. إلى ذلك، نفت الحكومة البريطانية، أمس، إن يكون دومينيك كامينغز مستشار رئيس الوزراء بوريس جونسون انتهك توجيهات العزل العام عندما سافر لمسافة 400 كيلومتر وهو يعاني من أعراض «كوفيد - 19».وذكرت صحيفتا «الغارديان» و»الميرور»، أن كامينغز، سافر إلى دورهام (شمال) في أواخر مارس، عندما كانت إجراءات العزل العام المشددة مطبقة.وقال ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء، «نظراً للاشتباه في إصابة زوجته بفيروس كورونا والاحتمال الكبير بأنه نفسه ربما يصيبه المرض، كان من الضروري لدومينيك كامينغز أن يضمن الرعاية المناسبة لابنه الصغير». كمامات للتصويت في فرنسا التي تواجه انتقادات بسبب إجرائها الدورة الأولى من الانتخابات البلدية في 15 مارس رغم تفشي الوباء، أعلنت الحكومة أن الدورة الثانية ستُجرى في 28 يونيو وأنه سيكون على الناخبين وضع أقنعة واقية.وأوضح رئيس الوزراء إدوار فيليب أن «بعد مقارنة الإيجابيات والسلبيات، نعتقد أن الحياة الديموقراطية يجب أن تستعيد حقوقها».وتؤجج تمضية عطلة نهاية الأسبوع على الشواطئ أو في الحدائق، المخاوف من موجة إصابات ثانية.وأعلن وزير الصحة أوليفييه فيران: «الطقس جميل في الخارج، نعرف أن الوضع معقد والرغبة (بالخروج) قوية بعد أسابيع من العزل». كما سُمح باستئناف الشعائر الدينية اعتباراً من أمس.في إسبانيا، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أمس، إن بلاده ستعيد فتح السياحة الدولة اعتبارا من يوليو المقبل.وأعلنت الحكومة، أنه سيكون في إمكان المتاحف والفنادق والحانات في برشلونة ومدريد إعادة فتح أبوابها ابتداء من الغد.وستعيد أيسلندا، غداً فتح الحانات وصالات الرياضة. كما أن جزيرة قبرص التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، ستعيد فتح مطاريها أمام الرحلات التجارية الآتية من نحو 20 دولة اعتباراً من التاسع من يونيو. وفي إيطاليا، فتحت كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري الشهيرة في فلورنسا، أبوابها مجدداً أمام الزوار، أمس. وأعلنت وزارة الداخلية التركية، أنها ستسمح اعتباراً من 29 مايو الجاري، بأداء صلوات الجمعة والظهر والعصر في المساجد شرط ارتداء الكمامات، وذلك ضمن مساعي تخفيف القيود.وحظرت السلطات السودانية إقامة صلاة عيد الفطر في المساجد في كل أنحاء البلاد للحد من انتشار الفيروس.وأعلنت اليونان، تمديد عزل مخيمات المهاجرين المكتظة حتى السابع من يونيو.في الوقت نفسه، كانت الصين، منشأ الوباء، تحتفل بانتصارها على الفيروس الذي ظهر في ديسمبر في مدينة ووهان (وسط).وأعلن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، لدى افتتاح جلسة الجمعية الوطنية الشعبية السنوية، «حققنا نجاحاً استراتيجياً كبيراً في معالجتنا لأزمة كوفيد - 19».وبعد أقلّ من 24 ساعة، أعلنت بكين أمس، أنها لم تسجّل أي إصابة بالمرض، للمرة الأولى منذ أن بدأت بنشر البيانات حول الوباء في يناير.وتفيد آخر حصيلة أن 83 ألف شخص أصيبوا بـ«كوفيد - 19» توفي منهم 4634. واشنطن تتهم بكين بتعطيل رحلات الطيران الأميركية إليها اتهمت وزارة النقل الأميركية، ليل الجمعة، بكين بمنع شركات الطيران الأميركية من استئناف رحلاتها الجوية إلى الصين، ودعت شركات النقل الجوي الصينية إلى تقديم جداول الرحلات للحكومة الأميركية.وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تصل إلى حد فرض قيود على شركات الطيران الصينية، لكنها ذكرت أن المحادثات مع الصين فشلت في التوصل إلى اتفاق.ووصفت وزارة النقل، الوضع بأنه «خطير» لأن كلا من خطوط «دلتا» الجوية والخطوط الجوية المتحدة تريد استئناف رحلاتها إلى الصين في يونيو، رغم استمرار شركات الطيران الصينية في الرحلات الجوية إلى أميركا خلال جائحة كورونا.
مشاركة :