هل يجب ارتداء القناع الواقي...؟

  • 5/23/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشجع العديد من البلدان الأوروبية على استخدام أقنعة الوجه في الأماكن العامة، بينما تفرضها أخرى كتدبيرٍ إجباري لتجنُّب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وإلا يتعرّض المُخالِف للسجن والغرامة المادية. ولكن السويد لا تظنّ أنه تدبير صحيح. فبعد صدور المبادئ الأوروبية عن المفوضية التي أوصت بتدابير ضرورية، ترى الدولة الإسكندنافية أن سكانها لا يحتاجون إلى تغطية وجوههم بتاتاً.ويقول المدير العام لهيئة الصحة العامة يوهان كارلسون، إن «أقنعة الوجه لا توفّر أي حماية في الأماكن العامة». وتَعتبر السويد في تبنيها هذه النظرية أن التباعد الاجتماعي وغسْل اليدين وعدم ملامسة العين والفم والبقاء في المنزل لمَن يشك بإصابته هي أفضل الطرق لتَفادي الإصابة وانتشار وباء «كوفيد - 19». وتعتقد أن ارتداء القناع الواقي سيجعل الناس أكثر ميْلاً إلى عدم اتباع قواعد التباعُد الاجتماعي وسيوفر شعوراً غير حقيقي بالأمان، بينما من الممكن انتقال العدوى من شخص مصاب إلى آخَر إذا بقيت المسافة قريبة جداً بينهما.وترى وكالة الصحة العامة - كما نُشر على موقعها - أن ارتداء قناع الوجه يزيد من احتمال أن يلمس واضعوه وجوههم، وتالياً يزداد احتمال التعرض للفيروس من اليدين (أو القفاز إذا وجد) وانتقاله إلى العين والفم. وقد عقب رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين على ذلك قائلاً: «هناك خطر من إحساس زائف بالأمان، إذ يعتقد المرء أنه لا يمكن أن يصاب بالعدوى إذا ارتدى قناعاً».ويقول عالِم الأوبئة السويدي الدكتور أندرس تيجنيل، إنه «يمكن للفيروس أن يتجمّع في القناع، وعندما يخلعه الإنسان، ينقل الفيروس إلى يديْه وتالياً يساهم أكثر في الانتشار»، مضيفاً «يمكن أن تكون أقنعة الوجه فعالة ضد الجزئيات العائمة المتّصلة بتلوث الهواء، ولكن لا شيء يشير إلى أنها تساعد في حماية الإنسان من الفيروسات الموجودة في الهواء».وتتخذ السويد مساراً مختلفاً عن كل الدول الأوروبية، إذ رفضت الإغلاق التام واختارت إبقاء اقتصادها فاعلاً من دون توقف، ولكنها طلبت الحد من تجمعات الأشخاص الذين يزيد عمرهم على الـ50 عاماً. وأبقت المتاجر والمطاعم والمصانع مفتوحة، واعتمد المسؤولون نظرية «مناعة القطيع» ممزوجة بالتباعُد الاجتماعي.وقد دفعت الدولة الإسكندنافية، ثمن سياستها، حيث سجلت أكثر من 3925 وفاة، بينما سجلت الدول المجاورة لها مثل فنلندا والدنمارك والنرويج مجتمعة، نحو 1100 وفاة فقط.وتعتبر وكالة الصحة العامة، أنه يتعين على كل مَن يرغب بارتداء القناع أن يجيد استخدامه. وهذا يعني ألا يلمس الوسط بل أطراف القناع عند نزْعه وأن يغسل يديه بسائل مطهّر إذا فعل ذلك - أي ملامسة القناع من الوسط - بطريقة غير مقصودة وأن يستبدله إذا أصبح رطباً. وتُنْهي الوكالة توصياتها بأن استخدام القناع ضروري إذا كان الشخص الذي يرتديه يتعامل مع شخص آخر مصاب بـ«كورونا» أو في حال العطس والسعال الدائم، وهذا يعني أن الشخص نفسه من الممكن أن يكون مصاباً بالفيروس.لا توجد دلائل على ضرورة استخدام القناع في حال عدم الإصابة، ولكن الدول تخشى أن يكون شخص مصاب وهو لا يعلن أنه يحمل الفيروس فيرسل رذاذاً يصيب الآخَرين الأكثر عرضة إذا كانت المسافة قريبة... كلها تدابير احترازية يُراد منها حماية الأكثر تعرّضاً للإصابة. وستخرج علينا نظريات كثيرة إلى حين اكتشاف الدواء اللازم.

مشاركة :