لولوة المنصوري: في رمضان أسافر إلى ذاتي

  • 6/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ساسي جبيل (أبوظبي) للكاتبة والروائية الإماراتية لولوة المنصوري رأي خاص في الإبداع، خلال شهر رمضان، نكتشفه من خلال هذه الدردشة معها، إذ تقول: لرمضان طقس خاص على عكس المتوقع لناحية التواصل الاجتماعي المكثف، ذلك ان عزلتي الداخلية تتضاعف لتسري وتنعكس على مساحة حياتي الخارجية، فأجدني أركن للعزلة والصمت أكثر، سفري الداخلي هو طقسي البارز في رمضان، فثمة صوت عميق في الداخل أفكار جوانية وإيماءات متضاربة وشجون مبعثرة تسحبني نحوها في العمق، وتدعوني بإلحاح المتودد أن أعيد ترتيبها وتشكيلها وتهيئتها للتناغم بصمت مع الوجود الخارجي الصاخب بضجيج المادة واقتتال البشر عليها. وتضيف: لا أحدد لنفسي بيتاً لتناول الإفطار، لا يؤطر قلبي البيت الحسي ولا يحجزني الإفطار فيه إلا في بضعة أيام يسيرة جداً، ثم أقترح بيوتاً أوسع، (أمكنة تنظر للسماء ولا سقف لها) أصطحب أسرتي وأولادي إليها، أو ترافقني إحدى صديقاتي وعلى الغالب يكون ذلك عند نهاية كل أسبوع، ولا نعبأ بالحر والرطوبة ولا تحجزنا المسافات، فقط المكان المفتوح على البحر أو السماء أو المزرعة هو ما يحدد لنا مقدار جموحنا في الصمت ورغبتنا الملحة في الهدوء عند تذوق الحياة. وتقول المنصوري: رغم ذلك لا أنسى الآخرين، الذين يملأون من حولي كل الأمكنة القريبة والبعيدة؛ لذلك أحاول أن أنتقي من رمضان بعض أيامه الملائمة لكسر السفر الداخلي وتطعيم الوقت بالتداخل الحسي والشعوري مع الآخرين، شرط أن أختار من الأصحاب والرفقة من بمقدوره أن يضفي على رحلتي المؤقتة في الكلام فكراً وثقافة وعمقاً في الخطوات نحو وازع الحب والأفق الأجمل والأرحب، وازع الطيبة والسلام الروحي وتقديس رغبتي في الإصغاء والتأمل لصوت الطريق الذي يمشي بنا في ممرات غزيرة بالدلالات الربانية والإيحاءات الكونية والهبات الوجدانية اللامتناهية. أما عن الكتابة خلال الشهر الكريم، فتقول المنصوري: أكتب وأقرأ وأصغي للأصوات التي أحب حسب حاجتي ووقتي المتاح وخططي المنسقة، أحدد كتاباً يتناسب مع رحلة رمضان، وما بين الامتلاء الروحي والفراغ الجسدي أجدني أتذبذب في نسق غذائي جديد، غذاء الخيال بالإصغاء والتنفس البعيد الذي بشأنه أن يغذي فراغ الصفحة بالكثير من التصورات المطعمة بالحقائق وحيلة الأفكار الوليدة النابتة منها خطط السرد واللعب بخيوطه، رمضان شهر يكرمنا بالخطط الجديدة، فهو بالنسبة إلى السارد يكسر خط الروتين السردي لتتدفق مسارات أكثر اتساعاً بالنبض سواء كان ذلك اللعب على المستوى اللغوي أو مساحة الفكرة المتخيلة أو الاتصال بتقنية سرد مغايرة.

مشاركة :