أطلق الرئيس الإيراني حسن روحاني تهديداً بالتسبب في مشكلات للولايات المتحدة، إذا اعترضت ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا، في حين سعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى ترتيب أوراق التنظيمات الجهادية المدعومة من طهران، بعد حديث عن استفحال الخلافات، خاصة في العراق وغزة. وسط ترقب دولي لتوسع دائرة التوتر البحري بين الولايات المتحدة وإيران، وانتقالها من الخليج إلى البحر الكاريبي، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ"التسبب في مشكلات لأميركا إذا اعترضت طريق ناقلات بنزين متجهة لفنزويلا" في أميركا اللاتينية. وجاء تهديد روحاني بالرد بالمثل على أي تحرك أميركي، خلال اتصال مع أمير قطر تميم بن حمد. وذكرت الرئاسة الإيرانية أن روحاني شدد، خلال الاتصال الذي تناول آخر التطورات بالمنطقة، على أن بلاده لن تبدأ بتصعيد التوتر والاشتباك. في هذه الأثناء، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، أن "أي خطأ يرتكبه الإرهابيون الأميركيون ضد مصالح إیران، في أي بقعة من العالم، سيلاقي الرد الحاسم". وأضاف أن "إيران لديها الإحاطة الكاملة بوضعية العدو وجميع تحركاته، وهذا الأمر يشمل جيش الإرهاب الأميركي في المنطقة، وكذلك في الأراضي النائية، وأصبح من أجندات القوات المسلحة الايرانية". في موازاة ذلك، أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي، أمس، بأن خمس ناقلات تتجه حالياً إلى كراكاس محملة بـ1.053 ألف برميل من الذهب الأسود. وأشار إلى أن أول ناقلة من المقرر أن تصل فنزويلا اليوم، في حين لا تزال الأربع المتبقية تبحر في المحيط الأطلسي. وحسب بيانات مواقع مختصة بمتابعة الملاحة البحرية، تم رصد الناقلة الإيرانية "فورتين" لآخر مرة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل المغرب في 16 مايو، ومن المتوقع أن تصل وجهتها غداً. وتعهدت حكومة فنزويلا بمنح الناقلات الإيرانية الحماية المطلوبة في مياهها الإقليمية، وذلك تحسباً لخطوات محتملة من الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات قاسية على طهران وكراكاس على حد سواء. وأثار الموضوع اهتماماً دولياً، لاسيما في ظل حادثة احتجاز بريطانيا وجبل طارق ناقلة "أدريان داريا" الإيرانية، العام الماضي، ورد طهران باحتجاز ناقلة بريطانية عند اجتيازها مضيق هرمز. في سياق قريب، أمر القضاء الفنزويلي، بأن تتم فورا مصادرة ممتلكات ومعدات شركة التلفزيون المشفرة "دايركت-تي في"، المملوكة للشركة الأميركية للاتصالات "ايه تي اند تي"، بعد اتهام الدولة الاشتراكية واشنطن بتدبير محاولة تسلل بحري بهدف غزوها والاطاحة بالرئيس نيوكلاس مادورو غير المعترف به من الدول الغربية. الخارجية الأميركية في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميرکية، في بيان أمس الأول: "إن النظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، تورَّط في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية بأكثر من 40 دولة". وتابع البيان: "وأعلن مسؤولون إيرانيون بارزون أن إيران تتابع عن كثب وتراقب باستمرار، المعارضين الإيرانيين في دول أخرى؛ من أجل قمعهم وتوجيه ضربات حاسمة ضدهم". وأردف: "شملت حملة الإرهاب العالمية، التي شنّتها إيران ما يقرب من 360 اغتيالًا في دول مختلفة، وهجمات بالقنابل أدت إلى مقتل وتشويه المئات". خامنئي والخلافات إلى ذلك، وغداة رفض الجامعة العربية التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية عبر الميليشيات والجماعات الموالية لها، استغل المرشد الإيراني علي خامنئي كلمة نادرة ألقاها بمناسبة "يوم القدس"، لتوصيل رسالة مزدوجة من أجل رص صفوف الحركات المدعومة من بلاده، خاصة في العراق وغزة، بعد أن سادت حالة من الاعتراض بين الفصائل العراقية تجاه سياسات طهران الأخيرة، وفشلت جميع الوساطات في حل الخلافات بين "حماس" و"الجهاد" المرتبطتين بالجمهورية الإسلامية. وقال خامنئي (81 عاما) في كلمته المتلفزة، أمس الأول، إن وصيته: "استمرار النضال، وترتيب الأمور في المنظمات الجهادية والتعاون مع بعضهم بعضا، وتوسيع نطاق الجهاد في كل الأراضي الفلسطينية". وكرر المرشد الإيراني اتهامه للولايات المتحدة بإنتاج "داعش" في العراق، بهدف صرف أنظار النخب السياسي والعسكرية في العالم الإسلامي، ونقل الصراع إلى داخل معسكر "جبهة المقاومة" عبر إضرام نار الحروب الداخلية في العديد من دول المنطقة، وبث الدسائس من أجل إشغال تلك الحركات ومنح "فرصة لإسرائيل" وللتطبيع معها. ووصف خامنئي القول بأن إسرائيل باتت أمرا واقعا في المنطقة بمن يقول إن جائحة وباء كورونا واقع، ولا يذكر أن من الضروري مكافحة الواقع المهلك والمضر. وشدد على أن "جائحة الصهيونية القديمة" سوف تنتهي ويقضى عليها في المنطقة، لافتاً إلى ما وصف بـ"الحل النهائي" لإنهاء إسرائيل عبر إجراء استفتاء حول إدارة فلسطين السياسية يشارك فيه كل الفلسطينيين بمختلف أديانهم وقومياتهم، بما في ذلك اليهود، مكرراً تأكيده عدم معادة اليهودية، ومعاداة الصهيونية فقط. وردت إسرائيل سريعا على تنديد خامنئي بإسرائيل باعتبارها "ورماً سرطانياً" يجب استئصاله وإزالته بحرب مقدسة يشنها الفلسطينيون. وجاء رد زعماء إسرائيل سريعاً، حيث حذر كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس من أي تحريض. وأكد غانتس جاهزية بلاده لأي تهديد. وكانت إيران أثارت انتقادات دولية، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، برسم مصور يطالب بحرية فلسطين، ويظهر الحرم القدسي وعبارة "الحل النهائي: المقاومة حتى الاستفتاء". و"الحل النهائي" عبارة استخدمها قائد ألمانيا النازية أدولف هتلر للإشارة إلى التعامل مع اليهود. حاتمي و«الحرس» من جهة أخرى، كشف عضو البرلمان الإيراني والقيادي في التيار الإصلاحي، محمود صادقي، أن وزير الدفاع العميد أمير حاتمي، ألقى باللائمة على "الحرس الثوري" في انتهاك اللوائح والقواعد الخاصة بإطلاق الصواريخ، نتيجة استهداف طائرة الركاب الأوكرانية في الثامن من يناير الماضي، قرب العاصمة طهران. ونقلت تقارير عن النائب، أمس، قوله إن "وزير الدفاع رد على سؤال حول استهداف الطائرة، بلوم الحرس الثوري على انتهاك قواعد إطلاق النار دون الحصول على ترخيص، وسط نقص الاتصالات والاعتماد على معلومات غامضة". وأسفرت حادثة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 176 مسافراً، أغلبهم من الإيرانيين، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات غاضبة ضد النظام والحرس الثوري، الذي التزم الصمت ثلاثة أيام، وبعدها اعترف بإسقاط الطائرة.
مشاركة :