بينما يقضي الأميركيون في كل عام عطلة «يوم الذكرى» الممتدة لثلاثة أيام للسفر أو التجمع مستمتعين بأجواء شهر مايو، حذّر كبير الخبراء الصحيين أنتوني فوتشي الاميركيين من القيام بأي تجمعّات، خاصة مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في الولايات الجنوبية التي أعادت فتح الاقتصاد في وقت مبكر من شهر مايو الجاري. وفي هذا الصدد يقول جو اوكس، وهو جندي أميركي سابق ومنظم للمواكب الوطنية في الولايات المتحدة لـ»الرياض»: «يوم الذكرى وهو عطلة وطنية يحتفل بها كل الأميركيين على اختلاف طوائفهم وأديانهم، هو برأيي أهم عطلة في الولايات المتحدة، وهذا العام سيمر دون احتفالات، كما مرّ عيد الفصح قبل شهر دون صلوات في الكنائس ودون التجمعات والمواكب التي ينتظرها الأميركيون كل عام، الا أننا نتخذ هذا القرار الصعب بإلغاء الاحتفالات لخير وسلامة المجتمع بأكمله». ومع إعادة فتح الاقتصاد في الولايات الأميركية بشكل تدريجي، بدأت بعض الولايات الجنوبية التي شهدت أقل أعداد الإصابات بفيروس كوفيد - 19 ارتفاعاً ملحوظاً خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل ميامي وتكساس وأجزاء من الابما وتينيسي، حيث تواجه احدى مقاطعات الاباما انهياراً جديداً في القطاع الصحي لتضطر الى ارسال المرضى الى مناطق أخرى تبعد ساعة واحدة على الأقل. بدوره أكد المستشار الصحي للبيت الأبيض د. أنتوني فاوتشي على أهمية الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وضرورة ابقاء بعض المعامل والشركات التي يعمل بها عدد كبير من العمال مغلقة خوفاً من مواجهة موجات موت معاناة جماعية بسبب انتشار فيروس كوفيد -19. وأبدى فاوتشي مخاوفه حول التبعات الصحية الخطيرة التي قد يتسبب بها جلوس الناس في المنازل لفترات طويلة جداً. وشدّد الدكتور فاوتشي على قناعته بأن فتح الاقتصاد الاميركي دون خطة واضحة لتلافي انتشار أكبر للفيروس قد يؤدي الى نتائج قاتمة للاقتصاد. حيث صدر عن جامعة ماساشوستس الأميركية أن اعادة فتح الولايات قد يقود أميركا الى نتائج اقتصادية مدمرة تؤدي الى خسارة 70 بالمئة من المكاسب الاقتصادية.
مشاركة :