ولي العهد يبني مجدًا ويصنعُ تاريخًا

  • 5/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حينما عزمَ وحزمَ المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن أمرهُ على استعادة ملكه؛ كان في العقد الثاني من العمر، لم يتجاوز السابعة عشرة، أومأ إلى إخوته وصفوة المخلصين له بأن حان وقت استعادة المُلك وأنّ «الحزم أبو العزم أبو اللزم أبو الظفرات»، فما تلكّأ منهم أحدًا واُستعيدت الرياض في العام 1319هـ، والذي أصبح بداية توحيد المملكة الذي أُعلن في العام 1351هـ. ولقد سجّل التاريخ ملاحمَ من البطولةِ والشجاعةِ والإقدام مع الحنكةِ وحكمةِ المؤسس، فتوحيدُ مملكةٍ متراميةِ الأطراف بجغرافيتها الوعرة وتضاريسها المختلفة تجعل ذلك صعبًا في المُخيّلة، إلا أنّ العزيمةَ والإصرار لدى الشاب عبدالعزيز لا تقف أمامه الصعاب. وتستمرُ العجلة من بعده وتسجل المملكة قفزات تلوَ القفزات في مختلف الجوانب على مدى حكمِ أبنائه الملوك رحمة الله عليهم. ويعتلي سدّة الحكم الملك سلمان بن عبدالعزيز في 3 ربيع الثاني 1436هـ، المؤمن كُل الإيمان بعبارة والده أنّ «الحزم أبو العزم أبو اللزم أبو الظفرات»، ويضع على يمينه المُباركة شابًا قويًا أمينًا طموحًا ذا رؤية ثاقبة، قدوةً لشباب المملكة الذين يشكلون النسبة العُظمى لسكانها، فالمملكةُ شابةٌ بفكرها وطموحها ونظرتها للمستقبل، فيُبايع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في 26 رمضان 1438هـ، وها هي المملكة تشهدُ وتعايش البيعة الثالثة والتي من خلالها بدأت صناعة تاريخ آخر امتدادًا لما صُنع من تاريخ، وتحقيقُ أمجاد وبناءُ حضارةٍ ونماء أمة، فما تحقق من منجزات قد تعدى حاجز الزمن وتجاوز محيط المملكة المحلي أو الإقليمي، فولي العهد -محمد بن سلمان- مهندسُ التحوّل 2020 والرؤية 2030، ينظرُ إلى المستقبل بعين الصقر. نعم، فهو حفيدُ صقر الجزيرة، يقرأُ التاريخ بوعي واستشراف واستقى من دروسه. أليس هو القائل «من لا يقرأ التاريخ لا يبني نهضة»! ولذا، بان وظهرَ تسارعُ التطوّر الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، والارتقاء بجودة الحياة وتحسينها؛ مع التمسّك بتعاليم وثوابت الدين الإسلامي الحنيف، والعادات والتقاليد. أوجد بإرادة الله مصادرَ دخل ووفّر فرص عمل، واعتمد بعد الله على الخطط المدروسة، لا يترددُ اطلاقًا في إلغاء ما يتبادر للذهن من عدم فاعليته، فالوقتُ كما يقول -يحفظه الله- هو سيّد الموقف ولا مجال لدينا للتجارب، لذا نوّع مصادر الناتج المحلي وبناء القدرات ودعم الشباب، كيف لا وهو منهم، يعرف بماذا يفكرون، وماذا يحتاجون، يدرك مدى طاقاتهم وقوة عزيمتهم. هو قدوتهم ونبراسهم؛ فهو شخصيةٌ استثنائية لهُ مكانته داخليًا وخارجيًا، ألم يستقطب دول العشرين! ألم تُعقد قمةٌ افتراضية قبل أوانها للتصدي لجائحة فيروس «كورونا»! ألم يشهد للمملكة القاصي والداني نجاحًا منقطعَ النظير! فأصبحت مدرسةٌ في مكافحة الفيروس، وقبله مكافحة التطرف والإرهاب وكذا بناء الاقتصاديات على أسسٍ علميةٍ مدروسةٍ، وبناء سياساتٍ متوازنة. نعم، وليّ العهد -محمد بن سلمان- درسَ وتتلمذ في مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلك المدرسة التي سجّل التاريخ مجدها وفعلها وقوة بصيرتها، فالملكُ سلمان بن عبدالعزيز عايش الملوك منذُ والده، وسبرَ أغوار طموحهم وقوة عزيمتهم، فولي العهد -محمد بن سلمان- أيقونة علمية استمدت قوتها من مدرسة والده في القضاء على الفساد. فولي العهد يسير بنهجٍ اقتصادي فريد، وبرؤية مرسومة حديثة تنبذُ الفساد وتبني المشروعات الاستثمارية العملاقة؛ ولذا أصبح أرباب الاقتصاد والاستثمار العالمي يتسابقون إلى السوق السعودي. أليس ولي العهد القائل «طموحنا عنان السماء»! ولي العهد هو مهندسُ سياسةٍ ذكي، مكّن المرأة لخوضِ غمارِ النهضة مع شقيقها، حقق لحقوق الإنسان من إنجازاتٍ وقفزات تسجل لتاريخ المملكة، ألم يردد دائمًا وأبدًا «الإنسانُ أولاً»! فولي العهد يصنعُ تاريخًا ويبني مجدًا تلوَ للمملكة. فإنجازات العهد المبارك سجلها التاريخ ويكتبها المؤرّخون، بقدوة ونبراس يُحتذى به، وتاريخًا يُكتب من ذهب.

مشاركة :