رحل عن عالمنا، أمس، قامة كبيرة في التراث الإماراتي، وهو خلفان بن سندية المنصوري، صاحب المعرفة العميقة بحياة البر في البيئة الإماراتية بكل ما تحويه من هجن وصقور وأساليب عيش عرفها الأقدمون من أهل الإمارات الذين عاشوا هذه الحياة على مدى مئات السنين، وكان، رحمه الله، عضواً في لجنة تحكيم برنامج «الشارة» الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حيث أطل المنصوري من خلال البرنامج على عشاق التراث الإماراتي، وحرص على رفد معلوماتهم بالمكون التراثي، بحسب عدد من الخبراء التراثيين الذين شددوا على قيمة «بن سندية» كمرجع في الموروث الشعبي الإماراتي. صون الثراث وقد نعى عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، خبير التراث الإعلامي الإماراتي خلفان بن سندية المنصوري، الذي وافته المنية أمس. واستذكر المزروعي مناقب الراحل وحضوره في المشهد التراثي والثقافي الإماراتي، ومساهمته في صون الموروث الثقافي والحفاظ عليه، وحرصه على نقله للأجيال القادمة، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، بعد أن ترجل عن صهوة التراث. برنامج الشارة ويقول سعيد بن كراز المهيري، رئيس لجنة إعداد برنامج «الشارة» الذي رافق الفقيد سنوات عدة، كان شاهداً فيها على غزارة معلوماته وعلمه العميق بأهل البر في الإمارات بكل ما يتعلق بعاداتهم وتقاليدهم ومفرداتهم، وحتى أنواع النباتات المنتشرة في صحراء الإمارات، وقد عبّر المهيري عن حزنه الشديد لرحيل الفقيد. من أعلام التراث أما سعيد المناعي، مدير الأنشطة بنادي تراث الإمارات، فيرى أن المنصوري من أعلام التراث الإماراتي، وبرحيله فقدت الساحة التراثية واحداً من الرجال المشهود لهم بالإبحار في علوم التراث وغزارة المعلومات التي أفاد منها الكثيرين، سواء العاملين في مجال التراث أو من المهتمين بالتراث من الجمهور العادي، موضحاً أن المنصوري كان له حضوره المتميز في ميادين التراث، خاصة فيما يتعلق بالهجن وأنواعها وسلالاتها، وأبرز المهن والصناعات اليدوية المعروفة في الإمارات.
مشاركة :